افتتاحية حركة مجاهدي خلق:
ايران ... لولي التنّين
حاول خامنئي الظهور بصورة المكافح ضد الفساد والاستغلال عشية عيد العمال، باشارته الى حديثه “منذ 20 عامًا عن ضرورة الكفاح الشامل ضد تنين الفساد ذي الرؤوس السبعة” والقائه اللوم على الحكومات والمسؤولين الذين قصروا في اتخاذ إجراءات منذ ذلك الحين.
في هذا السياق تحدث عن الثروة الطائلة، الوساطات والصفقات، السمسرات والرشوة والحصول على الثروات السهلة، وانتشار المحسوبية التي توفر الدخل السهل، ولم يغفل عن الاشارة الى عملاء الحكومة.
لا يخفى على المتابعين وجود هدف رئيسي لاعتراف الولي الفقيه بالفساد المؤسسي في نظامه، يتمثل في تعويم شعارات الانتفاضة التي تناولت هذا الملف، وحولت هتافات “الموت لخامنئي” و “خامنئي سندفنك تحت التراب” الى نقطة التقاء بين مختلف شرائح الشعب الايراني، حتى لو تم التعويم على حساب عناصر من النظام، ولا يخلو الامر من اهداف اخرى قد تكون اقل اهمية في حسابات الولي الفقيه، مثل تبرئة نفسه من استغلال العمال ونهبهم بالقاء تبعات هذه الممارسات على الحكومة.
ويبقى تركيز هتافات الناس في جميع أنحاء إيران على خامنئي السفاح ـ باعتباره سببا من اسباب انتفاضات 2022 ـ وربطهم القضاء على الفقر، الفساد، والغلاء باسقاط النظام حاضرا، لاسيما أن وسائل الإعلام، الخبراء، المراقبين، وحتى قادة الحكومة وضعوا أصابعهم على هذا التطور، مما يعني فشل الولي الفقيه في التغطية على تمثل تنين الفساد ذي الرؤوس السبعة في شخصه.
الى جانب هذه الحقائق هناك حقائق اخرى، بينها تأخير الحكومة التي نصبها خامنئي زيادة اجور العمال للعام الجديد حتى الساعات الأخيرة من العام الإيراني الماضي، ثم أضافتها 27٪ فقط إلى رواتبهم التي لا تتجاوز الـ 6.4 مليون تومان، في الوقت الذي تتراوح نسبة التضخم بين 50 و 75٪ ويراوح خط الفقر بين 16 و 32 مليون تومان.
بين التفاصيل التي تجاهلها خامنئي عدم حصول العمال الذين يصل عددهم الى 10 ملايين عامل على الأمن الوظيفي والتأمين، وخفض حكومة رئيسي التي يرعاها الولي الفقيه رواتبهم الضئيلة من 232 دولارًا في مارس العام الماضي إلى 119 دولارًا في أبريل من العام الجديد، من خلال اللعب بسعر العملة، وبذلك استولى نظام الولي الفقيه على مبلغ 113 دولارًا شهريا من دخل كل عامل إيراني.
اظهرت اعترافات خامنئي مدى خوفه من محاولات ما يسميه “الزمر المعارضة والمقاومة الايرانية” تدمير النظام وتمهيد الطريق لثورة المجتمع المقبلة، بعد تحذيرات خبرائه من شفرتي المقص اللتين تغلقان على الحكومة من الداخل والخارج، وكفاية حادثة واحدة لاطباقهما وانهاء حكم الملالي .