افتتاحية حركة مجاهدي خلق:

عمق الازمة التي يعانيها النظام الايراني

توالت صفارات الانذار في ايران وخارجها غداة اقالة وزير الصناعة والتجارة والتعدين رضا فاطمي امين، بعد استجوابه في مجلس الشورى، لتكشف عن عمق الازمة التي يعانيها نظام الملالي.  

وصفت وكالة أنباء أسوشيتد برس الازمة  بأنها إشارة واضحة على “اختلال” النظام بعد عدة أشهر من الانتفاضة، فيما اظهرت صحيفة ولاية الفقيه “فرهيختكان” قلقها بالاشارة الى امكانية تحول “الوضعية الحركية” للمجتمع إلى حالة تمرد، تفضي إلى ثورة، لأن الفوالق الموجودة بقيت دون علاج، فيما تتحد أصوات الحركات المختلفة مع بعضها البعض، ويجد المجتمع مجالا للتمرد.  

اقرت صحيفة ولايتي في تقريرها بأن “نظامنا اتخذ سياسة قمع أو إهمال هذه الحركات وأعمال الشغب” لكن هذه الحركات موجودة في فضاء الفكر والساحة العملية وعلى الساحة الطلابية.  

وافادت بان القضية مرتبطة بالفقر، عدم المساواة، حقوق الإنسان، المجتمع المدني، الهواء النظيف، العلاقات مع الأجانب، وخفض التصعيد، وعندما تتشابك كل هذه القضايا، تنشأ حالة معقدة ومتراكمة، تبرز في المرحلة الأولى على شكل تمرد، وعندما تتحرك، تضرب الموجة  الحائط فجأة، وإذا استمر الوضع، قد ينتشر التمرد على نطاق واسع النطاق وتنشأ الثورة.  

اللافت للنظر اقرار الصحيفة بعدم وجود حل امام خامنئي للخروج من الوضع الثوري للمجتمع ومنع الثورة من الظهور، واشارتها الى ان الطرف الذي يحوّل المجتمع من دولة متمردة إلى حركة فعلية هو الطبقة الوسطى، لأنه يضع كل شيء على جدول الأعمال والنقاش والتفكير، وتخرج السياسة منه، وبسبب أربعة عقود من النهب، أصبح 96٪ من المجتمع فقيرًا، وبالتالي لا توجد طبقة وسطى، لذلك يكتب النظام المخطط التوجيهي وخارطة الطريق بناءً على تصريحات خامنئي و نواجه مجتمعًا متمردًا اليوم وهذا خطير جدا.  

وبذلك تشير الصحيفة الى إن القمع والقتل أمر مفروض، وأن تصريحات “القائد المعظم” لا تحول دون الإطاحة بالنظام، وأن الولي الفقيه  شمّ الرائحة منذ سنوات عديدة، مثل الحيوانات البرية التي تشعر بالهزات الأرضية في أعماق الأرض قبل وقوع الزلازل، وتندفع في كل اتجاه.

فاقت مقدمات التغيير حاسة الشم، لتتحول الى شواهد ملموسة على الارض، فلم يعد الامر مقتصرا على الرائحة مع انتفاضات 2017 و 2019، نوفمبر 2019 ويناير 2020 ، بعد سبتمبر 2022، ورؤية خامنئي الهاوية التي تقود نظامه الى الجحيم. لأن الشعب والمقاومة إيرانية قررا تحرير أنفسهم وشعوب المنطقة من النظام الحاكم لإيران.