افتتاحية حركة مجاهدي خلق:
إيران... قنبلة صناديق التقاعد
كشفت تنحية ابراهيم رئيسي لمدير عام التأمينات الاجتماعية سجاد بادام النقاب عن تفاصيل وملابسات جديدة لانهيار الاقتصاد الايراني، دمار بناه التحتية، واثار الازمة الاقتصادية على استقرار حكم الولي الفقيه.
جاءت التضحية ببادام بعد ردود الفعل التي اثارتها اشارته للوصول الى “نقطة يتعين علينا فيها بيع جزيرتي قشم وكيش ومحافظة خوزستان لدفع رواتب المتقاعدين” وتاكيده على ان “بيع 3 ملايين برميل من النفط دون عقوبات” لا يحل أزمتهم.
يندرج اعتراف “بادام” الصادم في سياق الصراع الداخلي بين اللصوص على حصة أكبر من المسروقات، الامر الذي يساهم في فهم عمق الأزمة الاقتصادية، وصولها إلى صندوق المتقاعدين المحرومين، وارتباك حكومة رئيسي لدى محاولة الالتفاف عليها، الامر الذي دفع موقع اعتماد اونلاين الحكومي للقول بان قرار التنحية لا ينزع فتيل القنبلة، والاشارة الى تحذيرات الخبراء الاقتصاديين من المستقبل المشؤوم الذي ينتظر الصندوق.
لأزمة الصندوق تاريخ طويل، فقد تمت الموافقة على إنشائه عام 1908 بعد الثورة الدستورية، كانت مهمته توفير رواتب شهرية للمتقاعدين، من خلال دفع اصحاب الرواتب نسبة من رواتبهم كل شهر، ليتمكن المتقاعد من الاستمرار في العيش بعد تقاعده، وبحسب القانون لا يجوز انسحاب الاشخاص والمؤسسات من الصندوق، لكن المتقاعدين واجهوا ازمة في توفير سبل العيش بسبب نهب نظامي الشاه والملالي الصندوق لتمويل سياساتهما المناهضة للوطن وسد عجز الميزانية، ووصل الاحتيال إلى ذروة جديدة مع الحد الادنى من رواتب المتقاعدين الذي اتاحه اللصوص الحاكمون للعام الحالي والذي لا يتجاوز 6،300،000 تومان في الوقت الذي يتراوح خط الفقر بين 18 و 32 مليون تومان، مما ادى الى ردود فعل في الشارع الايراني.
ادت تظاهرات وتجمعات اصحاب المعاشات المحرومين، التي حملت شعارات “موائدنا فارغة” و “الموت لرئيسي” خلال عامي 2021 و 2022 لالقاء رئيسي اللوم على محمد اسكندري الرئيس التنفيذي لصندوق التقاعد في ديسمبر واقالته لتهدئة الغضب الاجتماعي، رافق هذه الخطوة هجوم اعلامي عليه، وبعد 5 أشهر اعترف صولت مرتضوي وزير التعاون في حكومة رئيسي بأن خطورة النهب أكبر من أن يتم التستر عليها بالتضحية ببعض العناصر، مشيرا الى ان الصندوق الوطني للمعاشات يواجه عجزا نسبته 75٪ سيصل في العام المقبل إلى 804 مليارات تومان في الصناديق التابعة للوزارة .
لاعترافات بادام وتبعاتها دلالاتها على عمق الأزمة في نظام الملالي، فمن ناحيته لا يستطيع خامنئي إيقاف تنين الفساد ذي الرؤوس السبعة، لأن هيكل نظامه بما في ذلك الحرس يستمد ديناميته ودوافعه للدفاع عن نظام الولي الفقيه من النهب، ومن غير المستبعد ان تؤدي الازمة لانفجار الغضب الاجتماعي واندلاع الانتفاضة المقبلة، الامر الذي يفسر الحديث عن صناديق التقاعد باعتبارها قنبلة موقوتة.