د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):
أهذا انت يا وطني ؟؟!!
ما هذا الذي أسمع ؟ هل هو صوت أنينك القادم يا وطني مع الرعد الذي اسمع ؟ اهي دموعك التي تهطل علينا من السماء كل مساء ؟ أم هو ترابك الذي نثرته مع رياحكً ليلفح وجوهنا ونشتم رائحته وتدمع ذراته عيوننا علنا نعقل ونصحو؟!! ماذا فعلو بك يا وطني أية خناجر غرسوها في صدرك لتركع ، وانا اعلم أنك عصي وشامخ ، أرهقوك بذنوبهم ،بخطاياهم ، بفسادهم، بلهاثهمً وراء الكرسي والدولار ،عذبوك وصلبوك في كل ساحة وطريق !!
فهذا قزماً أصبح عملاق المشهد، وضعيفا مستكيناً يهاب خياله أصبح مستقويا عليك وبلطجياً ينال منك!!
وانت صابر صامت تراقب بعيون حزينة لما ال اليك مشهد انت برئ منه براءة الذئب من دم يوسف ؟! فلا ذنب لك بفساد وظلم ومحسوبية وفقر يعاني منه السواد الأعظم ، نعم ميزان العدالة الاجتماعية قد مال وتحول باتجاه من لا يستحقونه ، ورغيف الخبز اصبح صعب المنال على البسطاء والعامة من الشعب يسعون للوصول اليه ، وساعات اليوم لا تكفي وحلم الوظيفة يراود الخريجين من أبناء المواطنين في اليقظة والمنام دون جدوى !! وأبناء المتنفذين حجزت وظائفهم قبل الفطام والكفاءات استبعدوها وأقصوها ، واختاروا من لا يملكون الا شهادات ميلادهم والواسطة امتطوا فوق ظهور الكفاءات والمبدعين والخريجين المتفوقين استبعدوهم بل وأخرجوهم من المشهد نهائيا !!
كم هو موجع ومرير الظلم ولكن من ظلم هم أبناء جلدتنا ولست انت يا وطني فلماذا نستقوي عليك بالحرق والتدمير باسم الحرية ولماذا نتمرد على القوانين والأنظمة والتشريعات باسم الديمقراطية التي ننادي بها ؟ هل سننتهي من كل ما نعاني عندما نقتلك بأيدينا نقطع اشجاركً ونحرق مؤسساتك ومشافيك ونقفل شوارعك ؟!!
تلك هي كما يقال حجة المفلس العاجز فأسرع وسيله هي الفوضى والخراب وتدمير مقدرات الوطن لن نتركك وحيدا يا وطني بين براثن من ظلموك ونهبوك وعاثوا فيك فسادا .. سنحاسبهم وسنلملم جراحاتك وننهض بك بكل ساعد يحمل معولا لبنائك وليس لهدمك وستبقى انت بعزك وبشموخك ومجدك وتاريخك وسنبقى نحن نردد في كل صباح حلوا او مرا هذا وطني وانا اهواه يسعدني او يشقيني لا ارضى سواه وإذا ما شاء العشق له ان أغدوا حجرا او زهرة يابسة او قطرة ماء فله ما شاء هذا وطني عصب الدنيا وقلبها النابض بالحياة الذي لن نفرط فيه مهما كانت التضحيات .
د . علوي عمر بن فريد