د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):

وأخيرا سقطت أسطورة الجيش الذي لا يقهر !!!

• نعم سقطت الأسطورة ولكن الشعب الفلسطيني دفع الثمن غاليا جدا من أرواح أبنائه كما تدمر 65% من مساكن غزة وكانت البداية عندما أعلن نتنياهو حين أطلق عملية التوغل وبدء الغزو الإسرائيلي لقطاع غزة مساء يوم 27 اكتوبر، هدفين للغزو هما:
1 - القضاء على حركة حماس قضاءً مُبرماً.
2 - تحرير الأسرى الإسرائيليين كافة.
وهما هدفان متعارضان. فالقصف الجوي والبري والبحري الكثيف، الذي استهدف مقاتلي حركة حماس، استهدف أيضاً الأسرى الإسرائيليين كافة، بلا تمييز بينهم وبين مقاتلي حماس ! وقد أسفر القصف الوحشي عن مصرع بين 50- 60 أسيراً إسرائيلياً حتى صباح يوم أمس الجمعة.
وبعد فشل الحملة العسكرية الصهيونية على غزة نزل نتنياهو عن الشجرة وقبل التفاوض وجدولة تبادل الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين حتى تبييض السجون تبييضاً تاماً، يعني ان هدنة وقف إطلاق النار المؤقتة ستتكرر، رغم ان أطرافاً عدة، ستحاول جاهدةً تخريب الهدنة، التي أملتها على المتقاتلين ضغوطٌ دولية واقليمية ومحلية هائلة، أبرزها ضغوط الإدارة الأميركية التي استنزفها وآذى صورتها، الدعمُ الذي تقدمه للغزو الإسرائيلي.
وضغط الطبقات الحاكمة الغربية التي اصبحت وجهاً لوجه مع شعوبها الحرة، الساخطة على قياداتها السياسية المنحازة !!
والضغوط الإسرائيلية الداخلية من ذوي الأسرى. وأيضاً ضغط الرأي العام العالمي الذي أعلن سخطه الكبير على جرائم إسرائيل!!
وهي التي رفعت شعار «عدم التفاوض مع الإرهابيين» مهما كلف الثمن، لأن «التفاوض يذل إسرائيل ويجعلها تخضع وتركع»..
• إسرائيل انتصرت في جميع حروبها السابقة مع الجيوش العربية من سنة احتلالها لفلسطين، بل إننا اعترفنا وسمّينا ما حدث سنة 1948 “النكبة”، وما حدث في سنة 1967 “النكسة”، ولكن ما حدث في 2023، لم يكن قطّ انتصارا لإسرائيل ولن يكون، ولم يكن قطّ انكسارا لفلسطين ولن يكون.
وكانت الشاشات تطالعنا في كل أمسية، بوجوه صهيونية مكهربة وفاقدة للثقة بالنفس، يقودها نتنياهو وهم يُظهرون ما يشبه الصرامة وعزّة النفس واحتقار الآخر، على أنهم يعلمون ما يفعلون وواثقون من تحقيق انتصار كبير، يتحدّثون عن إعادة أسراهم مكرّمين إلى ما يسمّونه “أرض الوطن” !!
ولكن الأحداث وحتى عيونهم وخارطة وجوههم وحركات أيديهم كانت تكشف قلقهم ورعبهم، من دون أيِّ دراسة نفسية لملامح وجوههم.

• يقول الملاكم الأمريكي المسلم الأسطورة محمد علي كلاي، إنه كان يتأكَّد من انتصاره على خصومه على الحلبة، عندما يراهم يلجؤون إلى اللكمات غير القانونية والممنوعة، فيرى هزيمتهم قبل أن يرى انتصاره. وما قاله محمد علي حول مجريات الحلبة، كما نشاهده حاليا على حلبة غزة، فخصمُ حماس يلجأ إلى ارتكاب المجازر ضد الأطفال والنساء والمرضى، وجرائم الحرب، والإبادة، والتعدي على قوانين العالم، ونحن نرى جليًّا هزيمته قبل انتصار فلسطين.
• وأخيرا نقول : لا أحدَ في الكيان الإسرائيلي ولا نقول في العالم، صار يؤمن بأن جنود غالنت قادرون على هزم عشّاق المسافة صفر، ولا أحد يؤمن بإمكانية تحرير الأسرى الصهاينة من أيدي محتجزيهم بالقوّة !!
د . علوي عمر بن فريد