د. محمد الموسوي يكتب لـ(اليوم الثامن):
حرب العملات؛ من بين حروب نظام الملالي على العرب
من حرب العملات على العراق في تسعينيات القرن الماضي إلى نفس الحرب على العراق في السنوات الأخيرة.. وسيناريو عدواني جديد للملالي ولكنه يستهدف هذه المرة العملة النقدية الأردنية
من اختراق الحدود وتهريب المخدرات الذي لم يتوقف إلى تزوير العملة النقدية الأردنية بعد تاريخ طويل من العدوان على العملة النقدية العراقية
لم يتوقف تدفق المخدرات والسلاح والتهريب من الأراضي السورية إلى الأردن رغم الحوار الذي جرى بين العرب وملالي إيران من أجل علاقات أفضل، وكذلك إعادة مراكز القوى الحاكمة في سوريا إلى الحياة؛ إلا أن نظامي الملالي والأسد لم يكترثا بما تعهدا به واستمرا في نهجهما بشأن الأردن موضوع مقالنا اليوم، ومن وجهة نظري الشخصية البسيطة أرى أن نظام الملالي يستهدف الأردن بشكل مباشر من خلال الحدود مع سوريا التي تهيمن عليها الميليشيات الموالية له وتعينها على السيطرة على تلك المناطق سلطات النظام السوري، الأمر الذي أدخل الجيش الأردني والأجهزة الأمنية الأردنية في حال إنذار دائم، ولم يكتفي نظام الملالي بذلك فقام بعد تهدئة الأوضاع على الحدود الأردنية السورية وتفاقم الأحداث المأساوية الدامية في غزة بإرسال رسالة إلى الأردن من خلال تظاهرات لعناصر عراقية موالية لها على الحدود العراقية الأردنية مطالبين بفتح الحدود بحجة السماح لهم بالدخول لمقاتلة الاحتلال الإسرائيلي عبر الأراضي الأردنية على افتراض أنه لا حدود مع فلسطين سوى الحدود الأردنية.. لكن الأمر لم يكن سوى المزيد من الضغوط على الأردن وإيصال رسالة مفادها أن النظام قادر على محاصرة الأردن والتأثير عليه من جهات عديدة.. ولم ولن يقف الأمر عند هذا الحد.
استهداف العملة النقدية الأردنية (الدينار) من قبل نظام الملالي
تُعيدنا عملية ضبط كمية كبيرة من العملة الأردنية المزورة من فئة الـ (نصف دينار) مزورة في الرمثا بالأردن رغم إحباط الأجهزة الأمنية لعملية تزييف العملة هذه داخل أحد المعامل.. تُعيدنا إلى أحداث تاريخية عدائية مماثلة مارسها نظام الملالي ضد العراق في بداية عقد التسعينيات من القرن الماضي حيث تم استهدافه لأكبر فئة نقدية في العملة العراقية فئة الـ (25 دينار) وقد تم تزوير هذه الفئة بكميات ضخمة جدا بعد وقف اتفاق وقف إطلاق النار بين البلدين العراق وإيران بعد حرب طاحنة بينهما وقد أبدى العراق حسن نواياه إلا أن ملالي طهران بطبعهم لم يصدر منهم سوى الغدر وقاموا بتزوير هذه الفئة الهامة من العملة لضرب اقتصاد العراق الخارج لتوه من حرب السنوات الثمانية وحرب الكويت ويعاني من حصار دولي، وتلى ذلك حملة ضخ كميات كبيرة من الدولار المزور فئة الـ (100دولار) في نهاية عقد التسعينيات.
قام نظام الملالي بطبع كميات ضخمة من العملة العراقية فئة الـ (25 دينار) المعروفة بالطبعة السويسرية ووزعت أجهزة نظام الملالي الاستخبارية كميات تلك الكميات من العملة المزورة على عصاباتها وعملائها العراقيين الموالين لها الذين شنوا بها حملات عدوانية شرسة ضد اقتصاد العراق وطُرِحت هذه العملات في الأسواق العراقية وتم استبدالها بالدولار والعملة العراقية فئة الـ (5 دنانير، و 10 دنانير، و25 دينار فئتين) والذهب والفضة وكل ما هو نفيس من السلع والسجاد والتحف الفنية والأجهزة والسلع الغذائية والمواد الخام، وما أن اكتشفت السلطات العراقية هذه المؤامرة كانت خزائن الملالي وعصاباتهم وعملائهم قد امتلأت بعملات عراقية أصلية وكنوز أخرى، الأمر الذي أضطر الحكومة العراقية آنذاك بإيقاف التداول والتعامل بالعملات المذكورة لخطورة تفريغ الأسواق من العملة وخطورة العودة العكسية لهذه العملات التي ستستخدم في استنزاف العملات الأجنبية من السوق العراقية وما سيرافقه من تدهور، ورداً على تلك المؤامرات أصدر العراق عملات نقدية جديدة وعزز من قدراته الأمنية الاقتصادية بعد كشف تلك العصابات والخلايا التخريبية.
لم يتوقف نظام الملالي عن ضغينته وكراهيته للعراق كما لم يتوقف عن طباعة وتزوير العملة النقدية الحديثة في الآونة الأخيرة حيث قام بتزوير قرابة 70 تريليون دينار عراقي من فئة الـ (25ألف دينار) وبمواصفات دقيقة جداً وقد تم إدخال كمية من هذه التريليونات إلى البنوك العراقية وتحولت أموال رسمية يتم استخدامها لسحب الدولار من السوق العراقية بشكل غير رسمي في ظل العقوبات الدولية التي يتعرض لها نظام الملالي، وقد تسببت تلك المؤامرة إلى إحداث اقتصادية كبيرة في العراق كادت أن تعصف بالعملة العراقية.
اليوم يُعيد النظام الإيراني الكرة ضد الأردن من خلال صك وتزوير العملة المعدنية الأردنية من فئة النصف دينار بعدما أغرق المجتمع الأردني بالمخدرات وجعل الأردن سوقاً وممراً للمخدرات، ورغم اكتشاف السلطات الأردنية للأمر إلا أن الملالي وعصاباتهم سيعاودون المحاولة من جديد سواء بتزوير العملة الأردنية المحلية داخل أو خارج الأردن أو تزوير الدولار وضخه إلى الأسواق الأردنية والعربية خاصة مع قرب لبنان من الأردن ووجود عصابات الملالي في سوريا على الحدود مع الأردن.
حربكم مع نظام الملالي طويلة وموسعة شاملة يا عرب، ولن تنتهي إلا بالقضاء على هذا النظام وإنقاذ دولكم وشعوبكم من الهلاك، وأخشى ما أخشاه أن نصبح على كوارث جديدة من زوال دول وهدم اقتصاد وتردي الحال من سيء إلى أسوأ.. وكما قال أهلنا درهم وقاية خير من قنطار علاج.
د. محمد الموسوي/ كاتب عراقي