هبة فهيم حيدر يكتب لـ(اليوم الثامن):
الأزمات والحروب وأثرها على القيم الأخلاقية
إن تأثير الأزمات والحروب على الأخلاق والتعاملات الإنسانية تجلت ملامحها في واقعنا المعاصر ، ففي هذا المقال سنتناول أبرز تلك المؤشرات وسبل معالجتها.
تمثل الأخلاق قيمة من القيم الاساسية في حياة الانسان. وهي تشمل المباديء والقواعد التي تحكم تصرفات الناس وتعاملاتهم مع بعضهم البعض. والأخلاق هي احد الأساسات الهامة من أجل تحقيق العدالة والسلام في المجتمعات وتلعب دوراً لا يستهان به في نجاح المجتمعات وازدهارها.
ربما لاحظنا في الفترة الأخيرة في تغيرات كبيرة في التعاملات في مجتمعنا حيث تولدت أخلاقيات غير محمودة وأصبحت بعض التصرفات غير لائقه أمراً غير مستغرب !
كلنا نعلم تماماً أن الحروب و الأزمات الاقتصادية تنتج عنها تحولات جذرية في التعاملات الإنسانية حيث تتعرض الشعوب لظروف قاسية قد تؤثر على القيم والمبادئ.
ولذا نناقش التغيرات الأخلاقية التي يمكن أن تطرأ على التعاملات الإنسانية جراء الحروب والأزمات وبعض المقترحات لمعالجة هذه الظاهرة التي تتطلب منا المزيد من الاهتمام لما لها من أثر سلبي على المجتمع في كافة مناحي الحياة.
حيث يعتبر الخوف والضغط النفسي من أهم العوامل المؤثرة على التعاملات الانسانية في فترة الازمات وينتج عن الشعور بعدم الاستقرار والتهديد الدائم للأمان. كما أن الاعتياد و التعايش مع مظاهر العنف والترويع خلال فترة الحرب والأزمات يعزز من التصور السلبي والشعور بفقدان الثقة مما يزيد من مستويات العداء والكراهية والتمييز .ويشكل النقص في الموارد الاساسية والفقر عاملاً اخر من شأنه ان يعزز التنافس السلبي والصراع على المواد المحدوده ناهيك عن انشغال أرباب الأسر بالسعي المستمر وراء لقمة العيش والبحث عن حلول يوميه لمشاكل الكهرباء والمياه و غيره والانشغال بذلك عن قضاء الوقت المثمر مع الأسرة والابناء.
وبالرغم من أن تلك العوامل تعكس واقعاً يصعب تغييره اللا أن هناك العديد من الجهود التي يمكن اتخاذها للحد من التحديات الأخلاقية ومعالجتها. وهنا يمكن أن تلعب منظمات المجتمع المدني دوراً كبيراً في تبني برامج تعمل على تعزيز التوعية والتثقيف بمبادئ الأخلاق والقيم والتعاملات الإنسانية. كما يمكن استقطاب المؤثرين في برامج التواصل الاجتماعي الرائجة بين فئة الشباب وتشجيعهم على نشر محتوى قيم يعزز من قيم التعاون والتعاطف والعدالة وعدم التمييز. وبالطبع فإنه لا يمكن لمنظمات المجتمع المدني وحدها أن تحقق النتيجة المرجوة مالم يكن هناك تنسيق وتعاون مشترك بين السلطات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني التنسيق والعمل معاً مع وجود الإرادة القوية للعمل على تعزيز الأخلاق والقيم الإنسانية من أجل مستقبل أفضل ، ولنا في التجربة اليابانية خير مثال.