هبة فهيم حيدر يكتب لـ(اليوم الثامن):
٢٠٢٤ عام الفرص المشرقة والتحول الإبداعي عالمياً.. فماذا عنا؟؟
في رحاب الأفق القريب، تنتظر العالم سنة مليئة بالفرص المشرقة والتحول الإبداعي. عندما نلقي نظرة على عام ٢٠٢٤، نجد أنه ليس مجرد سنة عادية، وإنما هو عبور نحو عصر جديد من التقدم والتغيير. ستشهد هذه السنة تحولات كبيرة في المجالات المختلفة، مما يفتح آفاقًا واسعة للإبداع والتطور فهل سنواكب الركب؟
ففي مجال التكنولوجيا، سيكون عام ٢٠٢٤ عبارة عن رحلة مذهلة نحو المستقبل! ستدفع الابتكارات التكنولوجية العالم إلى حدود لم نتوقعها من قبل ! ستتجاوز تقنيات الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي وتكنولوجيا البلوكشين حدود الخيال، وتحقق تقدمًا لم نكن نعتقد أنه ممكن فهل سنستطيع نحن على الأقل في هذا البلد المُتعب مشاهدة كل ماسيحدث أو متابعته أم أن الكهرباء ستنقطع كعادتها ونحن نشاهد أحدى نشرات الأخبار التي تطلعنا على أحدث الفرص التي ستتاح أمام الدول الأُخرى في مجالات الرعاية الصحية، والتعليم، والنقل، والصناعة، والتجارة الإلكترونية.
سيشهد العالم تحولات هامة في عام ٢٠٢٤ في مجال الاستدامة والبيئة حيث ستتوسع استخدامات الطاقة المتجددة بشكل كبير، وسيزداد الاهتمام بحماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية وسينعكس هذا على حياة الفرد انعكاسا واضحا بينما لايزال ذلك الانعكاس الناتج عن بركةٍ من المياه الراكده أمام منزلي يزعجني كثيراً ولا أحد يكترث ! وبينما ستشهد السيارات الكهربائية انتشارًا واسعًا في العالم الأجنبي والعربي ربما استمر انا في محاولة التفكير والبحث عن خطتي السنوية لمواجهة ساعات انقطاع الكهرباء الطويلة في صيف ٢٠٢٤ الذي يقال إنه سيكون أشد حرارة بفعل التغيرات المناخية ! في ٢٠٢٤ سيشهد العالم منجزات كبيرة في التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي المستدام من خلال المبادرات الخضراء، مما يعزز حياة الأجيال القادمة وجمال البلدان الأُخرى ، وسنكتفي نحن هنا بجمال الروح و بساطة الآمال رغم استحالتها غالباً …
في مجال التعليم والثقافة، سيشهد عام ٢٠٢٤ تفتحًا جديدًا للإبداع والتعبير. فهل سأستمر انا بإجبار صغيري على حفظ النص في كتاب القراءة تماماً كما هو ليجيب إجابته المثالية كما اعتاد في المدرسه ليحصل بعدها على المركز الأول فألتقط له تلك الصورة المعتادة وهو يحمل نتيجة العام مبتسماً تكاد تخنقه أزرار الياقة المكوية بحرص شديد ، ثم أكتب على صفحات التواصل الاجتماعي خاصتي أنه قد تحصل على المركز الأول فينتابني الكثير من الزهو والسعادة والرضا عن عامي الجديد!
ستزدهر في العالم صناعات السينما والموسيقى والأدب والفنون التشكيلية، وستشهد المسارح والمعارض الثقافية طفرة كبيرة في التقنيات المبتكرة وسنظل نحن لعام أخر نحلم بمسرح حقيقي لائق أو سينما حتى للأطفال ،وسنسرد بكل فخر قصصاً من الماضي الجميل نكتفي فيها بأننا كنا السباقين في فترة من الزمن ولت ومضت.
في نهاية عام ٢٠٢٤، سيُحتفى بالإنجازات والابتكارات التي حدثت خلال هذا العام المميز. ستظهر القصص الملهمة للأفراد والشركات الناجحة، وستكون هناك إشادة بالروح الريادية والإبداعية التي دفعت العالم إلى الأمام. وسنصر نحن كعادتنا على تهميش واقصاء المبدعين وفرزهم حسب ترتيب الحروف المناطقية أو المصالح الشخصية. في العالم ستترك تلك القصص أثرًا إيجابيًا على المجتمع وتحفز المزيد من الابتكار والتفوق في المستقبل.بينما ستترك معظم القصص في مجتمعنا تصدعات و فروقات تحفز على المزيد من التمييز و تولد الكراهية والعنف.
إن عام ٢٠٢٤ هو عام الفرص للعالم ، ونحن لدينا من الفرص ما يتيح لنا أن نجعله عاماً جديداً بكل وما تحمله الكلمة من معنى ولو بتغيير القليل، فهل نحاول أن نكون مختلفين هذا العام ؟