هبة فهيم حيدر يكتب لـ(اليوم الثامن):

"أمن المعلومات في اجتماع دافوس السنوي"

ألقى اجتماع دافوس السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي الضوء على توسع نطاق وتعقيد نظام الجرائم السيبرانية. أفاد خبراء أمن المعلومات بضرورة زيادة قدرة المدافعين السيبرانيين. أكد يورغن شتوك، الأمين العام لمنظمة الشرطة الجنائية الدولية ضرورة الاستجابة المنسقة عالميًا لمواجهة التهديدات السيبرانية. مع استغلال الجرائم السيبرانية للاقتصاد الرقمي، يجد القطاع الصناعي والحكومات والجهات القانونية نفسهم في سباق لمواكبة هذه التطورات.
مشكلات نظام الجرائم السيبرانيه ازدادت مع بداية ظهور ظهور جائحة كوفيد-19 حيث شهدت زيادة كبيرة في جرائم الإنترنت والتصيد الاحتيالي، وارتفع تسجيل نطاقات البريد الإلكتروني الخبيثة بنسبة 22٪، وزاد استخدام الفدية (Ransomware) وهجمات الخدمة الموزعة المنعدمة (DDoS) بشكل كبير. وأعلنت جوجل في أكتوبر 2023 عن إحباطها أكبر هجوم DDoS مسجل على الإطلاق، بلغت ذروته 398 مليون طلب لصفحة ويب في الثانية.
ونتيجة لهذا ، إزدادت تكاليف الجرائم السيبرانية للشركات والمؤسسات المستهدفة حيث بلغ متوسط تكلفة اختراق البيانات على المستوى العالمي 4.45 مليون دولار في العام الماضي، وهي أعلى مستوى تم تسجيله على الإطلاق وفقًا لأحدث الأبحاث من إي بي إم.
ومن خلال اللقاءات الخاصه بهذا الموضوع في الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي ،اشار الخبراء في القطاع الخاص وإنفاذ القانون والأكاديمية في دافوس إلى أهمية الأمان من خلال التصميم في تعزيز الصمود السيبراني. ينطوي هذا المفهوم على بناء بروتوكولات أمان الشبكات في منتجات البرامج والأجهزة من خلال مرحلة التطوير الأولى. يسمح هذا النهج بتضمين التدابير الأمنية في كل مرحلة تشغيل ويقلل من احتمالية ظهور ثغرات أمان أثناء التطوير والاستخدام.
يعد التعاون أمرًا حاسمًا في مكافحة الجرائم السيبرانية، حيث أنها تتخطى الحدود الوطنية. يجب على المجتمع الدولي أن يبدأ في التفكير في العمليات التي يمكن وضعها في مكانها لضمان دعم بعضنا البعض والدفاع عن البنى التحتية العامة للدول. وقد تم زيادة التنسيق بين وكالات السيبرانية الأمريكية والأوروبية من خلال توقيع اتفاقية عمل جديدة. تشمل الاتفاقية بين وكالة الاتحاد الأوروبي لأمن المعلومات ووكالة الأمن السيبراني والبنية التحتية للولايات المتحدة (CISA) تبادل أفضل الممارسات وتعزيز القدرات بالإضافة إلى زيادة التنسيق فيما يتعلق بحماية البنية التحتية الحيوية.
ومما ذكرنا سابقاً يمكننا القول ان اجتماع دافوس السنوي قد اثار قضية الأمان السيبراني وتوسع نظام الجرائم السيبرانية.و أكد على ضرورة استجابة منسقة عالميًا وناقش أبرز الاستراتيجيات المتعلقة بالأمن السيبراني مثل الأمان من خلال التصميم وزيادة التعاون كإجراءات دوليه من خلالها يمكن للمجتمع العالمي تعزيز الصمود السيبراني ومواجهة التهديدات المتصاعدة له بشكل فعال.


*عضو منتدى الاقتصاد العالمي