د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):

قطوف وحروف

• دخلت إسرائيل الحرب باحتياطيّ نقدي 200 مليار دولار، وهو معرض للنزيف الآن، انخفض الناتج المحلي لإسرائيل 15 %، وهي أعلى نسبة في تاريخ إسرائيل، إن الأزمة التي سيواجُهها الاقتصاد الإسرائيلي هي العمالة، ففي خلال حرب غزة فرّ 7 آلاف عامل تايلندي من إسرائيل، كما فقدت إسرائيل العمالة الفلسطينية القادمة من غزة بصورة أساسية، هذا ما يدمر قطاعات عديدة في الاقتصاد الإسرائيلي، مثل: الزراعة والصناعة، فضلًا عن القطاع السياحي الذي امتدت آثاره إلى الدول المجاورة.


• كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية عن رفض 50 مجنّدة صهيونية الخدمة العسكرية في وحدات الاستطلاع الحدودية، لكنّنا لم نعر الأمر أهمية كبيرة، لاقتناعنا أنّ الحروب عبر التاريخ هي اختصاص الرجال ولا تخوضها النساء .
• كشفت صحيفة “هآرتس” في 14 فبراير الجاري، أنّ جنودا من لواء النخبة المعروف باسم “غفعاتي” قد رفضوا مواصلة “النشاط العسكري” في غزة بحجة أنّ قادتهم “يتجاهلون حالتهم الجسدية والنفسية”، وأنهم لم يحصلوا على استراحة كافية لتحسين حالتهم تلك افتخر الاحتلال بنخبتي لواء “غفعاتي” و”غولاني” وغيرهما، وبالمهمّات التي سبق أن أدّوها، الكثير من ضباط هاذين اللواءين وجنودهما قد قتلوا، وأصيب الكثير منهم أيضا بجروح متفاوتة، ما حمل الاحتلال على سحب بعض فرقهم من غزة، وقد رأينا في مواقع التواصل منذ أسابيع صورا مثيرة لعشرات الجنود من “غولاني” وهم ينظّمون احتفالا جماعيا صاخبا فرحا بقرار سحبهم من غزة، ولا ريب أنّهم يحتفلون بنجاتهم من الموت ومن أهوال هذه الحرب التي فوجئوا خلالها بشجاعة صناديد المقاومة وبسالتهم منقطعة النظير، وهو ما تظهره فيديوهات “القسام” التي يدمّرون فيها الآليات العسكرية للعدو ويشتبكون مع جنوده، الذين نرى بعضهم وهو يهرب من المعركة للاحتماء في بيوت مدمّرة بغزة، أو يبكي ويصرخ من فرط الرعب !!


• لم يكن لعملية «طوفان الأقصى» أن تحوز تلك الرمزية الطاغية والمُكثفة، والمقصود بها تحرير أراضٍ محتلة، لو لم يتوغل الفلسطينيون فى الأراضى التى تقع تحت سيطرة المحتل ويُحرّروها لفترة قصيرة، حتى لو كانت ساعات محدودة. لذلك، ونتيجة التأثير الكبير والعميق لهذه الرمزية على وعى الجانب الإسرائيلى، والذى يعرفه قادة الغرب حق المعرفة، وعندها سارع قادة هذا الغرب إلى الزحف تباعا إلى تل أبيب لطمأنة الإسرائيليين أنهم لن يُتركوا وحدهم فى «لحظة وجودية». هنا قفز السؤال الكبير إلى أذهان وألسنة كثيرين: هل يخاف الغرب من عودة اليهود من إسرائيل إلى دول الغرب، خصوصا دول أوروبا التى كانت قد لفظتهم مرّات عدة عبر التاريخ؟
علوي عمر بن فريد