ماريا هشام تكتب لـ(اليوم الثامن):
الانتخابات الرئاسية وخلافة خامنئي وأزمة الشرعية
من المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية لنظام الملالي في 28 حزيران/يونيو. ومن بين 80 مرشحا مسجلا، وافق مجلس صيانة الدستور التابع لنظام الملالي على 6 فقط كمرشحين مؤهلين.
ووفقا لقوانين النظام، فإن السمة الأولى للمرشحين هي التزامهم القلبی والعملي بولاية الفقيه، أي خامنئي. وهذا يعني أن هؤلاء الأفراد الستة لديهم تاريخ من الجريمة والقسوة والسرقة والفساد، وأنهم جميعا خدموا في قوات الحرس أو كانوا قادة الحرس، ووفقا لتصريحاتهم الخاصة، فإنهم خاضعون تماما لخط خامنئي وسياسته المتمثلة في القمع الداخلي وتصدير الحرب والإرهاب إلى الخارج.
مسعود بزشكيان، الذي يشار إليه على أنه ممثل عصابة النظام المهزومة وما يسمى بالإصلاحيين، قال صراحة في خطاب ألقاه في جامعة طهران أمام الطلاب المحتجين: “أنا منصهر فی بوتقة ولاية الفقيه”. كما أن وضع المرشحين الآخرين واضح أيضا.
ما هو هدف خامنئي من مهزلة الانتخابات؟
بعد الانتفاضات الشعبية الواسعة النطاق في السنوات الأخيرة، وخاصة انتفاضة عام 2022، يهندس خامنئي كل شيء من أجل بقائه وبقاء نظامه ولمواجهة انتفاضة الشعب الإيراني التي تهدد هذا البقاء، وكما أظهر مرارا وتكرارا، خوفه من أجل البقاء في طهران والمدن الإيرانية الأخرى.
من ناحية أخرى، يواجه خامنئي أزمة متنامية حول خلافته على رأس الحكم، وتصارع الفصائل المختلفة في قمة النظام مع بعضها البعض للاستيلاء على السلطة بعد موت خامنئي.
يريد خامنئي احتواء هذه الصراعات والخلافات من أجل أن يتمكن من تنصيب خليفته المنشود كخليفة بعده، كما يعلم أن الصدع في قمة الحكم سيخلق بلا شك أجواء للانتفاضة داخل المجتمع، لذلك فهو يحاول منع خلق جو مناسب للانتفاضة بين المجتمع من خلال السيطرة على الأزمة.
ومن أجل احتواء أزمة الخلافة ومنع حدوث انتفاضة في المجتمع، يحتاج خامنئي حتما إلى سياسة الانكماش الأقصى، كما كان الحال في الماضي، مما يعني تكثيف القمع داخل إيران وإثارة الحروب في المنطقة، لذلك يحتاج خامنئي إلى رئيس يمكنه تعزيز هذا الخط.
الهدف الثالث لخامنئي في الحملة الانتخابية هو اكتساب الشرعية. يحاول خامنئي التستر على فضيحة انتخاباته الأخيرة، التي قاطعها الشعب الإيراني على نطاق واسع، في الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية للنظام، ووفقا لمسؤولي النظام، شارك 3٪ من الناخبين المؤهلين، لكن هذه المرة يريد خامنئي أن يعيد لعبة “الإصلاحيين -الأصوليين” المحترقة بغية جذب المزيد من الناس إلى الانتخابات واكتساب الشرعية لنظامه. الوقوع في فخ لعبة الصراع بين الإصلاحيين والأصوليين في النظام يساعد خامنئي في تسخين الانتخابات.
والحقيقة أن نتائج الانتخابات الرئاسية للنظام، بغض النظر عمن يصبح رئيسا، لن تحدث أي تغيير في سياسة النظام وسياسته، سواء على الساحة الدولية أو الإقليمية أو الداخلية، بل على العكس، بسبب هشاشة النظام الشديدة وعدم قدرته على حل الأزمات الداخلية والدولية المتفاقمة، وضعف خامنئي في السيطرة على الأوضاع، فإنه يستمر في سياسة الانكماش وممارسة المزيد من القمع في الداخل، والتدخل في المنطقة، والمزيد من إثارة الحرب.
وكلما أصبح خامنئي أضعف، كلما هاجم مثل ثعبان جريح. إن مصرع إبراهيم رئيسي هو ضربة استراتيجية كبيرة لخامنئي ولا يمكن لأي مرشح أن يحل محله لخامنئي، وبالتالي فإن نتيجة هذه الانتخابات هي مزيد من ضعف خامنئي.
وبفضل وجود وحدات المقاومة وتمددها كقوى منظمة رائدة للشعب داخل البلاد من أجل إسقاط النظام، يفتح أفقا جديدا لفرص انتفاضة شعبية منظمة لإسقاط النظام في المستقبل القريب، وهو ما سيحدث بلا شك بحكم التاريخ، وسيتحقق السلام والأمن والراحة في جميع أنحاء المنطقة بإسقاط النظام.
صدى صرخة إيران الأسيرة في جميع أنحاء العالم
فإن التجمع العالمي لإيران الحرة مع الاحتجاجات الضخمة لجالية الإيرانية يوم 29 يونيو / حزيران 2024 في برلين يعكس صدى صرخة إيران الأسيرة في جميع أنحاء العالم, متزامنا مع أبطال وحدات المقاومة في ايران الذي يشعل بـ 20 ألف ممارسة ثورية وعمليات خارقة لأجواء الكبت والخنق، نار المقاومة في جميع أنحاء الوطن المحتل.