ماريا معلوف تكتب لـ(اليوم الثامن):

هل يعيد فوز ترامب ضبط توازن القوى في العالم العربي؟

في ضوء التطورات العالمية وأحداث المنطقة المتسارعة، يحتل السؤال عن تأثير عودة دونالد ترامب المحتملة إلى البيت الأبيض على الأوضاع في الشرق الأوسط اهتماماً متزايداً. فخلال ولايته الأولى، كان لسياساته تأثير كبير على توازن القوى في المنطقة، لا سيما في ملف مواجهة نفوذ إيران وميليشياتها. ومع تزايد فرصه في الفوز وفقاً للاستطلاعات الأخيرة، يُطرح التساؤل: هل فوز ترامب قد يؤدي إلى تقليص نفوذ ميليشيات إيران في العالم العربي؟

فوز ترامب وتأثيره على نفوذ ميليشيات إيران

خلال فترة رئاسته الأولى، اتبع ترامب سياسة حازمة تجاه إيران تجلت بوضوح في انسحابه من الاتفاق النووي وفرضه عقوبات قاسية على النظام الإيراني. إضافة إلى تصفية قائد فيلق القدس قاسم سليماني، التي شكلت ضربة موجعة لإيران وحلفائها. ترامب يرى أن الولايات المتحدة لا بد أن تواصل حضورها الإستراتيجي في الشرق الأوسط، شريطة أن يكون لها أهداف واضحة ومحددة، وهو بذلك يسعى إلى تحالفات أقوى مع الدول العربية لمواجهة التهديدات الإقليمية.

الحملة الانتخابية وتوقعات الشارع الأمريكي

تختلف الانتخابات الأمريكية في طبيعتها عن أي نظام انتخابي آخر في العالم. مع استمرار حملة ترامب، تبدي استطلاعات الرأي في بعض الولايات المتأرجحة تقدماً طفيفاً له، حيث يميل الشارع الأمريكي وخصوصاً فئة الشباب إلى العودة لرؤية ترامب الاقتصادية التي تعتمد على دعم الاقتصاد الوطني وخلق فرص عمل جديدة. هذا الاتجاه قد يكون عامل حسم في المنافسة مع منافسته كامالا هاريس، وسط تنامي شعبيته حتى في بعض الولايات التي كانت محسوبة على الديمقراطيين.
 

مستقبل التنظيمات الإرهابية بعد انهيار النظام الإيراني

في حال تراجع النفوذ الإيراني أو سقوط نظامه، يجب أن تُتخذ خطوات لتعزيز الاستقرار والتنمية في البلدان العربية. غياب التنظيمات المتطرفة يتطلب سياسة حوار، وتعزيز لثقافة الاعتدال والسلام. بناء مجتمعات مستقرة سيحد من الحاضنة الشعبية لمثل هذه التنظيمات، وسيسهم في إحلال الاستقرار الدائم.
 

العلاقة الأمريكية مع النظام الإيراني في العالم العربي
 

قد يعتقد البعض أن الولايات المتحدة تتجنب مواجهة شاملة مع إيران في المنطقة، إلا أن سياسة واشنطن الحقيقية تجاه ميليشيات إيران هي أكثر تعقيداً. فالولايات المتحدة دعمت ضربات استهدفت الحوثيين والحشد الشعبي، وتسعى إلى احتواء نفوذ إيران بطرق دبلوماسية واقتصادية.