عماد الاطير يكتب لـ(اليوم الثامن):
التوغل الإسرائيلي في الحدود السورية
مما لا شك فيه أن التوغل الاسرائيلي الذى حدث فى العمق السورى وأستغلاله الفوضى فى البلاد وتدمير الطائرات والجيش السورى والبنية التحتية لجيش سوريا ما هو إلا تهديدات أستراتيجية وحرب فى الخفاء للسيطرة على الشرق الأوسط .
التوغل الأسرائيلي فى الحدود السورية يمثل تهديات
أستراتيجية وحروب داخلية تُغير خريطة الشرق الأوسط
شهدت الحدود الشريطية بين إسرائيل وسوريا تصعيدًا غير مسبوق في العمليات العسكرية حيثُ يُشكل التوغل الإسرائيلي في هذه المنطقة تحديًا كبيرًا ليس فقط للأمن السوري، بل أيضًا للأمن الإقليمي في الشرق الأوسط ، لأن سوريا خط دفاع حصين فى المنطقة العربية فالسيطرة عليها يعنى أن الحدود المشتركة مع دول الجيران فى خطر دائم .
فهذا التوغل للقوات الإسرائيلية في المناطق الشريطية على الحدود السورية، يشكل خطوة خطيرة نحو مزيد من التصعيد العسكري في المنطقة، ومن الغريب أنه لا يوجد بيان أو مواجهة بين أصحاب الثورة بقيادة أحمد الشرع أو حتى تصريحات تدين هذا القصف أو هذا التدمير والتعدي الصارخ على سيادة سوريا من هذا العدو الصهيوني .
وكما هو معروف عنهم فهم أساتذة فى خلق المبررات للقيام بذلك ، فقال الجانب الأسرائيلي أن الهدف من وراء هذه العمليات هو منع أي تهديدات أمنية على أراضيها، خاصةً من الفصائل المسلحة الموالية لإيران وميليشيات حزب الله اللبناني المنتشرة في جنوب سوريا.
حجج وأكاذيب أسرائيلية تبرر أن التوغل بسبب
حماية حدودها من الفصائل الموالية لحزب الله وأيران
مما لا شك فيه فهى حجج فاسدة فإن هذا التوغل يهدد السيادة السورية ويفتح الباب أمام اشتباكات مباشرة مع القوات السورية أو حلفائها في المنطقة، وهو ما قد يؤدي إلى صراع أوسع يشمل دولًا أخرى في الشرق الأوسط ، حيث أن هذا التوغل الإسرائيلي لا يقتصر فقط على ضرب الأهداف العسكرية بل يمتد ليشمل محاولات لإضعاف القوات العسكرية السورية بالكامل في الجنوب.
حيثُ شنت العمليات الجوية الإسرائيلية غارات جويه شديدة ضد مواقع الجيش السوري في المنطقة الجنوبية أدت إلى القضاء على العديد من المنشآت العسكرية السورية، وتدمير طائرات حربية تقدر بملايين الدولارات مما يُضعف من قدرة الجيش على أى مواجهة عسكرية .
أستقرار التنظيمات الأرهابية فى سوريا مثل داعش
ستكون السبب فى منح أسرائيل التوغل وضرب الاراضى السورية
ومن جانب آخر، لا يمكن إغفال تأثير التنظيمات الإرهابية مثل داعش على المشهد السوري ، في الفترات الأخيرة، حيثُ شهدت سوريا ظهورًا جديدًا لبعض خلايا داعش التي نشطت مؤخراً ، وهنا يجب أن ننتبه إن صعود داعش من جديد في سوريا لا يشكل تهديدًا للأمن السوري فحسب، بل يزعزع الاستقرار الإقليمي فى الشرق الأوسط بأكمله ، لإنه سيكون الدافع الدائم والمبرر للقوات الأسرائيلية فى تدمير أى قوة عسكرية لسوريا ويسمح لها بالتدخل والتوغل بحجة إنها تريد القضاء على الارهاب والجماعات الأرهابية المنتشرة على الحدود بين سوريا وفلسطين .
سوريا بين نار بناء وطن جديد وبين نار كثرة الأحزاب
والفصائل المتناحرة ونار التوغل الاسرائيلي فى حدودها
إن أحد أبرز التحديات التي تواجه سوريا في الوقت الراهن هو تعدد الفصائل والأحزاب المتناحرة فى الأراضي السورية ، وذلك لإن التعدد الكبير في هذه الفصائل يعكس التشتت السياسي والعسكري داخل البلاد، ما يجعل من الصعب بناء توافق داخلي من أجل حل سياسي شامل للصراع.
لذلك يجب على جميع الفصائل والأحزاب السياسية فى سوريا أن يكون حذر من هذا التوغل الأسرائيلي في الحدود السورية ويجب العمل على تكاتف الجميع وأحتواء جميع الفصائل والأحزاب من أجل تحقيق تسوية سياسية بين جميع الأطراف المختلفة داخل سوريا .
حان وقت التكاتف ونبذ الخلافات وتقديم مصلحة سوريا
عن المصالح الشخصية ودائما وأبدا السلام هو باب الامان
أُناشد كل وطنى غيور على بلده الحبيبة ، أن يُقدم مصلحة البلد عن مصلحته الشخصية ، من أجل التجنب لحرب قبائل وفصائل وأطراف متنازعة تهدد أمن وأستقرار البلاد ـ وأن تكون الحكومة الأنتقالية حكومة تجمع كل فصائل الشعب السوري بمختلف أطيافه ،
وعلى الجميع أن يعلم ويكون هدفه دائماً وأبداً هو خيار السلام والتسوية السياسية لأنهما هما الطريق الأضمن للخروج من الأزمة الحالية ونبذ الخلافات وبداية صفحة جديدة مع أتخاذ كافة الاجراءات التى تضمن حماية وأستقرار أمن سوريا من التوغل الأسرائيلي .