عماد الاطير يكتب لـ(اليوم الثامن):

توحيد العملة العربية للتخلص من قبضة الدولار

في عصر تتسارع فيه التحديات وتتكالب فيه القوى العظمى على الهيمنة، تجد العديد من الدول الضعيفة نفسها في مأزق لا ينتهي، تحت ضغوط اقتصادية وسياسية تهدف إلى إخضاعها والسيطرة على مقدراتها  ولكن هل يمكن لهذه الدول أن تقاوم هذا الجبروت؟  وهل هناك طريق للخروج من هذا الوضع المأساوي؟ 

نعم تستطيع تلك الدول أن تفعل ذلك من خلال وحدة الصف والعمل الجماعي، وتحديدًا في إقامة اتحاد اقتصادي ومالي جديد يسمح لهذه الدول بأن تقف في وجه قوى الهيمنة وتستقطب له كل دولة صديقة تعاني من جبروت تلك الدول المتحكمة والمسيطرة على العالم.

القوة الحقيقية ليست في حجم الجيوش أو ضخامة الاقتصاد

بل القوة في وحدة الإرادة والشعور بالهدف المشترك

حيثُ لا يوجد دولة قوية في تاريخ البشرية لم تكن قد بنت قوتها من الداخل أولًا لإن الوحدة الوطنية     هي سر النجاح في مواجهة التحديات، إذا استطاعت الدول الضعيفة أن تزرع في شعوبها روح التعاون والمشاركة في القرار السياسي والاقتصادي، فستتمكن من الوقوف في وجه الضغوط الخارجية.

فلكل أمة تاريخها، وثقافتها، وعاداتها التي تجعلها متميزة، وعندما تكون الأمة متماسكة تكون أكثر قدرة على التصدي لأي محاولة للهيمنة، ويصبح تعزيز الهوية الوطنية هو الخطوة الأولى في بناء المقاومة الشاملة ضد القوى الكبرى.

في هذا العصر، لم يعد يكفي أن تكون الدولة قوية بمفردها؛ بل يجب أن تنخرط في تحالفات استراتيجية تضمن لها القوة والقدرة على التفاوض بفعالية، إذا تمكنت الدول الضعيفة من توحيد صفوفها اقتصاديًا، فإنها ستخلق تكتلًا قويًا يصعب على القوى الكبرى تجاهله

لا قوة لأمة إلا إذا كانت قادرة على التحكم في اقتصادها، والاقتصاد يبدأ من توحيد العملة

وفتح الأسواق التجارية والقوى يقف بجانب الضعيف لتكوين اتحاد اقتصادي قوي

لن تكون قوة الدول الضعيفة قابلة للتحقق إلا من خلال خطوة جريئة وهي توحيد العملة، يمكن لهذه الدول أن تُصدر عملة موحدة، تكون وسيلة للتعامل بينها ومع دول حليفة أخرى، هذه العملة ستكون بمثابة السلاح الذي يحارب هيمنة العملات الكبرى مثل الدولار واليورو، وتصبح أداة للتبادل التجاري المباشر، بعيدًا عن التدخلات الأجنبية.

 عندما تتخذ هذه الدول خطوة توحيد العملة، فإنها تفتح أبواب التعاون الاقتصادي الواسع مع بعضها البعض وتخلق سوقًا مشتركة تجذب الاستثمارات وتمنحها القدرة على التفاوض مع الدول الكبرى من موقع قوة.

لا تقتصر القوة على العملة فحسب، بل على القدرة على التعامل الحر مع الدول الأخرى التي تشارك نفس المبادئ وتعاني من القهر وتحكم الدول الكبرى وذلك من خلال فتح أسواقها والتعاملات المالية بين الدول الأعضاء في هذا الاتحاد الاقتصادي الجديد، ستتمكن الدول الضعيفة من تخطي القيود المفروضة عليها من قِبل القوى الكبرى. 

هذا الانفتاح سيخلق فرصًا اقتصادية، ويضمن استقلالية أكبر في اتخاذ القرارات من خلال فتح الأبواب، تبني الأمم مسارها الخاص نحو الرفاهية والاستقلال

وفي ظل هذا التحالف الجديد، ستحتاج الدول الضعيفة إلى التحلي بالمرونة والصبر في مواجهة الضغوط التي ستأتيها من القوى الكبرى. فالاقتصاد والسياسة يتطلبان أحيانًا خطوات مدروسة ودبلوماسية عالية لكن "الشجاعة ليست في الاستسلام أمام العاصفة، بل في التمرد على قوانينها. 

حيثُ تأتي فكرة اتحاد الدول الضعيفة كحلٍ جذري، من خلال توحيد العملة، وفتح أسواق جديدة، وتعزيز التعاون الاقتصادي بين هذه الدول، وفى تلك اللحظة تستطيع هذا الاتحاد أن يقف في وجه التحديات ويكون لديهم قوة اقتصادية وسياسية تضاهي القوى الكبرى. "

إن الطريق إلى التحرر الاقتصادي والسياسي يكمن في هذه الوحدة. عندما تتحد الدول الضعيفة، عندما تعمل معًا لمصلحة شعوبها، فإنها ستُظهر للعالم أن الجبروت ليس هو السلاح الوحيد الذي يُخيف الشعوب

لإن التاريخ يقول أن العدو سيطر وأحتل وأغتصب أرضنا لإننا لسنا جميعاً وحدة واحدة بل أستخدم ضعفاء النفوس منا في ضرب واستقرار المنطقة ، فقد حان الوقت لكي نتحد معاً بصرف النظر عن الدين والعرق فالدين لله والوطن للجميع.