ميلاد عمر المزوغي يكتب لـ(اليوم الثامن):

سوريا الجديدة والخوف من النموذج الليبي.. ألستم من صنعه؟

عجبا من هؤلاء الاقوام(عربا وعجما),يصنعون الشيء عن سبق اصرار وترصد, ثم يتبرؤون منه! كانت دولنا مستقلة, وشعوبنا الى حد ما مستقرة امنا ومعيشة ,ولكن سياساتها(التي قد تكون مشاكسة) لم ترق للغير, لأنها لا تخدم مصالحهم , شيطنوها(محور الشر),حاولوا استمالتها(ثنيها عن رؤيتها), خلقوا لها قلاقل داخلية, لم يفلحوا ,عمدوا الى تكوين مجموعات ارهابية(باليمن وافغانستان) اغدقوا عليها الاموال, دربوها على مختلف انواع الاسلحة ثم نقلوها الى حيث يريدون, مسرح الشرق الاوسط,لينسجوا خيوط المؤامرة على شعوبها, وينفذوا اجنداتهم الاستعمارية ,عبر عملائهم ,وهكذا كان, سنوات من حالات عدم الاستقرار  معيشيا وامنيا بل وابادة جماعية لمن ارادوا ان يعيشوا على ارضهم منذ الاف السنين,لينعموا بخيرات المنطقة وحماية امن الكيان الدخيل على المنطقة وان كان على حساب شعب عانى ولا يزال من مختلف انواع القهر والظلم والجور وانتقلوا بقيضتهم الى القران 21 علهم ينالون استقلالهم بعد طول عناء. 

(العرب) هم من (قاموا) بتدويل الازمات المفتعلة في كل البلاد التي شهدت تغيرات سياسية واقتصادية وامنية فاشلة, حتى الدول التي شهدت ثورات( ناعمة ) مصر وتونس, ساءت احوال سكانها واصبحوا يحنون الى ماضيهم بكل مساوئه, التي لا تمثل نقطة في بحر الفساد والفقر والجوع والظلم التي اصبحت مشرعنة.

صمد النظام في سوريا في وجه الحرب الكونية لسنوات, لأنه يمثل موقعا استراتيجيا فساعده الاخرون!, بينما ليبيا قاومت لبعض الوقت,اما اليمن فانه لا يزال يشهد تغيرات لأجل تقسيمه بين دول النفوذ في المنطقة.

يتسابقون الى نظام دمشق الجديد, يدركون انه تكفيري ارهابي, شاهدوا افعاله التي تعج بها مختلف وسائط التواصل الاجتماعي, تخوفا من النموذج الليبي!, النموذج الليبي لم يؤثر كثيرا في دول الجوار بل اثر سلبا على حياة الليبيين فاصبحوا يعانون قسوة العيش والاوضاع المتردية, فحياتهم اصعب بكثير عما كانت,14 عاما من المراحل الانتقالية التي لم ولن تنتهي الا بخروج الشعب على الحكام "دولة" بحكومتنان وبرلمانان وميزانية ضخمة جدا. وقد تم فرض رسوم على الشعب, لان الايرادات لم تعد تلبي مطامع وجشع الحكام .

يتقاطر هؤلاء الى دمشق ليس حبا في الشعب السوري ,بل خوفا على انفسهم من امتداد طوفان الفساد الديني والاقتصادي الى بلدانهم, فغالبية هذه الدول هي التي موّلت حملة تجنيد المرتزقة من مختلف اصقاع العالم,لا يمكن باي حال تلميع الارهابيين ,خلع العمامة وحلق اللحية, لن يقود الى دولة مدنية عصرية,بل لتهدئة روع الحكام العرب الذين وجدوا انفسهم وجها لوجه امام البعبع الذي ساهموا باموالهم والشباب من رعايا دولهم في تكوينه, إنهم يتوجسون سقوطهم في أي لحظة,ويدركون جيدا ان تطمينات الغرب لن تفيدهم,بل سيجدون انفسهم اما مطاريد او غيابات الجب ولن يجدوا من ينقذهم.

كل ما جرى ويجري بالشرق الاوسط او بالأحرى بمنطقتنا العربية, هو لأجل امن الصهاينة  وتحقيق حلمهم من الفرات الى النيل ,اما الدول التي تقع خارج المخطط فان سكانها سيكونون خدما لبني صهيون بينما اموال النفط ستكون في متناول حكام الصهاينة وداعميهم من الغرب .

هنيئا لاردوغان بانه وجد اخيرا من حقق له بعض حلمه.