أحمد عوض بن حميد يكتب لـ(اليوم الثامن):

مصر ترفض تهجير الفلسطينيين: موقف حاسم في وجه التحديات

تتصدر القضية الفلسطينية المشهد الدولي، ولا سيما مسألة تهجير الفلسطينيين من أرضهم، التي تشكل بؤرة توتر وقلق. ومصر، انطلاقاً من دورها المحوري في المنطقة، تتخذ موقفاً حاسماً وواضحاً برفضها القاطع لتهجير الفلسطينيين، مؤكدةً على ضرورة إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يضمن للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة كاملة غير منقوصة في أرضه ووطنه.

موقف مصري ثابت لا يتزعزع:

لطالما كانت مصر في مقدمة الدول المناهضة لتهجير الفلسطينيين، فهي تعتبر ذلك انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان والقانون الدولي، وتعده تهديداً خطيراً للأمن والاستقرار في المنطقة. وقد عبّر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن هذا الموقف بجلاء في مناسبات عدة، مؤكداً أن مصر لن تكون جزءاً من أي مخطط لتهجير الفلسطينيين، وأن هذا الأمر يمثل "خطاً أحمر" بالنسبة لمصر لا يمكن تجاوزه بأي حال من الأحوال.

دوافع الرفض المصري:

تتعدد الأسباب التي تقف وراء الرفض المصري لتهجير الفلسطينيين، وتتكامل في تشكيل رؤية شاملة ومتعمقة، منها:

الأمن القومي المصري: حماية الحدود والمصالح: ترى مصر أن تهجير الفلسطينيين إلى أراضيها سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة، وزيادة التوترات الأمنية، خاصة في ظل وجود تحديات أخرى مثل الإرهاب والتطرف.
الاعتبارات الإنسانية: صون الكرامة وحماية الحقوق: تنظر مصر إلى تهجير الفلسطينيين كونه انتهاكاً لحقوق الإنسان، ويؤدي إلى تفكك الأسر والمجتمعات، ويخلق أزمات إنسانية ومعيشية.
التأثيرات الإقليمية: الحفاظ على السلام والاستقرار: تخشى مصر من أن يؤدي تهجير الفلسطينيين إلى مزيد من عدم الاستقرار في المنطقة، وإلى تقويض جهود السلام، وإعطاء ذريعة لإسرائيل لضم المزيد من الأراضي الفلسطينية.
الموقف الدولي: التمسك بالشرعية والقانون: يتوافق الموقف المصري مع المواقف الدولية الرافضة لتهجير الفلسطينيين، والتي تؤكد على ضرورة حل القضية الفلسطينية بشكل عادل وشامل، مع ضمان حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه ووطنه.
أرقام تتحدث عن حجم المأساة:

وتشير الأرقام إلى أن قوات الاحتلال ألقت نحو 100 ألف طن من المتفجرات على القطاع، مما أدى إلى تدمير نحو 90% من بنيته التحتية، وفي قطاع الإسكان تضررت نحو 440 ألف وحدة سكنية بشكل كلي أو جزئي، مما جعلها غير صالحة للسكن.

وطال الدمار البنية التحتية للخدمات الأساسية، حيث دُمر 330 ألف متر طولي من شبكات المياه، وأكثر من 650 ألف متر طولي من شبكات الصرف الصحي، ونحو 2.8 مليون متر طولي من شبكات الطرق والشوارع، إضافة إلى 3700 كيلومتر طولي من شبكات الكهرباء.

وفي القطاع الصحي والتعليمي، خرج 34 مستشفى من الخدمة بسبب القصف، كما حُرم نحو 800 ألف طالب وطالبة من التعليم بعد تدمير 500 مدرسة وجامعة في عموم محافظات قطاع غزة، ولم تسلم دور العبادة من القصف، حيث دمر الاحتلال نحو 1000 مسجد، مما أسكت صوت الأذان في معظم أنحاء غزة.
هذه الأرقام المخفية تدل بشكل جلي على نية الأحتلال المسبقة بجعل منطقة قطاع غزة منطقة قاحلة غير قابلة للعيش .

 

 

تداعيات خطيرة على المنطقة:

يحذر العديد من الخبراء والمحللين من أن تهجير الفلسطينيين سيؤدي إلى تداعيات خطيرة على المنطقة، منها:

زيادة التوترات والصراعات: سيؤدي تهجير الفلسطينيين إلى زيادة التوترات والصراعات في المنطقة، وإلى تقويض جهود السلام، وإعطاء ذريعة للجماعات المتطرفة لتنفيذ هجمات إرهابية.
أزمات إنسانية: سيؤدي تهجير الفلسطينيين إلى خلق أزمات إنسانية ومعيشية، حيث سيضطر اللاجئون إلى العيش في مخيمات مكتظة، ويعانون من نقص في الغذاء والدواء والخدمات الأساسية.
تأثيرات اقتصادية: سيؤدي تهجير الفلسطينيين إلى تأثيرات اقتصادية سلبية على الدول المضيفة، حيث ستتحمل هذه الدول أعباء إضافية في توفير الخدمات الأساسية للاجئين.
تأثيرات سياسية: سيؤدي تهجير الفلسطينيين إلى تعقيد المفاوضات السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وإلى زيادة صعوبة التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.

إن موقف مصر الرافض لتهجير الفلسطينيين هو موقف ثابت وواضح، ويستند إلى اعتبارات أمنية وإنسانية وسياسية. وتعتبر مصر أن حل القضية الفلسطينية بشكل عادل وشامل، مع ضمان حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه ووطنه، هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة.