د. سامي خاطر يكتب لـ(اليوم الثامن):
تدخلات إيران في الأردن ولبنان وسوريا واليمن؛ الأزمة والحل
تثير التدخلات الإيرانية في المنطقة العربية قلقاً متزايداً بسبب تهديدها للاستقرار الإقليمي. تؤثر هذه السياسات التوسعية على دول مثل الأردن ولبنان وسوريا واليمن، مما يعرض الأمن والاستقرار للخطر. إن تدخلات النظام الإيراني ليست مجرد أزمات محلية، بل جزء من استراتيجية ممنهجة لنشر الفوضى وتوسيع النفوذ على حساب شعوب المنطقة. من تهريب المخدرات في الأردن، إلى هيمنة حزب الله في لبنان، وصولاً إلى الدمار في سوريا واليمن، تسعى إيران لتعزيز نفوذها الإقليمي، مما يغرق المنطقة في الصراعات.
تدخلات إيران في الأردن
في الأردن، أصبحت الحدود مع سوريا ممراً لتهريب المخدرات المدعوم من ميليشيات مرتبطة بإيران. تشير التقارير إلى استخدام طائرات مسيرة لنقل المخدرات، مما يهدد المجتمع الأردني ويزيد من معدلات الجريمة. كما تتكرر محاولات تجنيد خلايا لزعزعة الأمن الداخلي، مما يضع السلطات تحت ضغط مستمر. هذه الأفعال لا تهدد الأردن فحسب، بل تؤثر على الاستقرار الإقليمي الذي تعتمد عليه دول المنطقة لمواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية.
حزب الله وتدهور لبنان
في لبنان، يلعب حزب الله، المدعوم مباشرة من إيران، دوراً رئيسياً في تفاقم الأزمات. كان لبنان يوماً رمزاً للتعايش والازدهار، لكنه بات يعاني من الفوضى بسبب ميليشيا تخدم أجندة إيرانية. يواصل حزب الله تهريب الأسلحة عبر سوريا، معززاً ترسانته العسكرية ومعرقلاً جهود نزع سلاحه. في عام 2025، تفاقمت الأزمة اللبنانية مع استمرار الحزب في عرقلة تشكيل حكومة مستقلة، مما أدى إلى شلل مؤسساتي وانهيار اقتصادي غير مسبوق.
علاوة على ذلك، أدت هجمات حزب الله على إسرائيل، التي بدأت في أكتوبر 2023، إلى ردود إسرائيلية مدمرة تحمل الشعب اللبناني وزرها. كما أن عمليات نقل الأموال النقدية من إيران عبر مطار بيروت لتمويل الحزب تعرض لبنان لعقوبات دولية، مما يزيد من عزلته ومعاناة شعبه.
تدخلات إيران في سوريا واليمن
في سوريا، دعمت إيران نظام بشار الأسد لسنوات، مما أطال أمد الحرب الأهلية ودمر البلاد. حتى بعد سقوط الأسد، تحاول إيران الحفاظ على نفوذها من خلال ميليشيات موالية، مما يعيق إعادة إعمار سوريا ويثير القلق بشأن استقرار المنطقة. أما في اليمن، فإن دعم إيران لجماعة الحوثيين بالأسلحة المتطورة، كما أظهرت عملية اعتراض شحنة أسلحة في 2025، يهدد الأمن البحري في البحر الأحمر، مما يؤثر على الاقتصادات الإقليمية.
الحل: دعم المقاومة الإيرانية
إن تدخلات إيران لن تتوقف ما لم يتغير النظام الحاكم في طهران. سياسات الاسترضاء أو التدخلات العسكرية الخارجية لم تحقق نتائج مستدامة. الحل يكمن في دعم الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة لإسقاط هذا النظام. يقدم المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، بقيادة السيدة مريم رجوي، رؤية ديمقراطية من خلال خطة العشر نقاط التي تدعو إلى دولة علمانية تحترم حقوق الإنسان وتعيش بسلام مع جيرانها.
هذه الخطة، التي حظيت بدعم دولي واسع، بما في ذلك تأييد 560 نائباً بريطانياً في مايو 2025، تمثل أملاً حقيقياً. ضعف حزب الله وسقوط الأسد يظهران أن النظام الإيراني ليس بالقوة التي يصورها، مما يجعل الوقت مناسباً لدعم التغيير الديمقراطي في إيران.
الخاتمة
إن تدخلات إيران في الأردن ولبنان وسوريا واليمن تهدد استقرار المنطقة ومستقبل شعوبها. الحل لا يكمن في المفاوضات الفاشلة أو الحروب المدمرة، بل في دعم الشعب الإيراني ومقاومته بقيادة مريم رجوي. خطة العشر نقاط هي الطريق نحو إيران ديمقراطية، وهي السبيل الوحيد لضمان السلام والاستقرار في المنطقة. على المجتمع الدولي والدول العربية أن يدعموا هذا التغيير لإنهاء هذا التهديد الإقليمي.
د. سامي خاطر/ أكاديمي وأستاذ جامعي