د. عاصم عبد الرحمن يكتب لـ(اليوم الثامن):

من دمشق إلى نيويورك: هزيمة خامنئي وانتصار المقاومة

سقطت أسطورة "العمق الاستراتيجي" لنظام ولاية الفقيه، وظهر للعالم كله هشاشة حكم خامنئي وفاشيته الدينية. النظام الذي راهن على الإرهاب والتدخلات العسكرية في سوريا ولبنان والعراق واليمن، يواجه اليوم الانهيار الكامل أمام غضب الشعوب وثوراتها. فبعد سقوط بشار الأسد وهزيمة جيشه خلال عشرة أيام فقط، بات واضحًا أن حلفاء خامنئي الإقليميين مجرد أدوات هشة لا تقوى على مواجهة إرادة الشعوب.

خامنئي الذي وصف قواته في دمشق وبيروت وبغداد وصنعاء بـ"العمق الاستراتيجي"، شاهد صور هزائمه تتداعى أمامه. سقوط الأسد لم يكن مجرد هزيمة سياسية، بل زلزال مدمر كشف عن حقيقة النظام الإيراني: استبداد داخلي، فساد مالي، وتدخل خارجي فاشل. لقد دفعت الشعوب في سوريا والعراق واليمن ولبنان ثمنًا باهظًا، بينما كان النظام يراكم الثروات ويعيث فسادًا باسم الدين.

المقاومة الإيرانية، بقيادة السيدة مريم رجوي، أكدت أن "العصر المظلم لنظام الملالي قد انتهى"، مشددة على أن القضاء على أذرعته في العراق ودول المنطقة شرط أساس لتحرير الشعب الإيراني من هذا الحكم الفاشي. الشعب السوري، في لحظة تاريخية، مزّق صور خامنئي وسليماني ونصر الله، معلنًا كراهيةً لا حد لها لكل مجرمي المنطقة المرتبطين بدماء الأبرياء. هذه الصور الممزقة كانت إعلانًا صريحًا أن استعراض القوة أمام المدنيين لا يساوي شيئًا أمام إرادة الشعوب.

وفي محاولة يائسة لتغطية فشله، حاول خامنئي تبييض دماء قاسم سليماني، مدعيًا أن "الدفاع عن الحرم" كان شرعيًا. الحقيقة أن النظام هو محرك الإرهاب، المسؤول عن تفجيرات سامراء في 2006، وحروب طائفية دمرت العراق، وخلق أزمات مستمرة في المنطقة، واضعًا مصالحه فوق دماء الأبرياء والمقدسات.

على الصعيد الدولي، يرفع الإيرانيون الأحرار أصواتهم في نيويورك وعواصم العالم، مؤكدين على أن هذا النظام ليس ممثلاً للشعب الإيراني، وأنه مجرد أداة للدمار والفوضى. هذا الحراك الشعبي الدولي ليس معزولًا، بل امتداد طبيعي للانتفاضات الداخلية، ودليل على أن الشعب الإيراني لن يقبل بعد بهذا النظام، وأن التغيير قادم لا محالة.

 

الحقائق تتضح يومًا بعد يوم: إيران الخاضعة لحكم خامنئي هي رأس الأفعى الحقيقية للحروب والفوضى في الشرق الأوسط. استغلال النظام للقضية الفلسطينية هو مجرد ذر للرماد في العيون، بينما الفاشية الدينية في طهران تقتل شعبها وتدمر المنطقة. خامنئي الخاسر الاستراتيجي الأكبر، بات على حافة السقوط. والوقت قد حان ليجني ثمن الدماء التي سفكها. الثورة الإيرانية على الأبواب، والنصر حتمي، والشعوب العربية والإيرانية ستكتب نهاية حكم الملالي بالحرية والكرامة.