د. عاصم عبد الرحمن يكتب لـ(اليوم الثامن):

حريق القوقاز: سقوط آخر لأكاذيب الملالي والبديل بلجيكي

إن النظام الذي يعيش على إشعال الحرائق في بيوت الآخرين لن يحرق أصابعه وحسب، بل ستصل النيران إلى فنائه الخلفي حيث يكون مطمئناً. فالأزمة الدبلوماسية المتفجرة بين طهران وباكو ليست سوء تفاهم عابر، بل صفعة مدوية تكشف عن عجز استراتيجية الملالي القائمة على الأكاذيب والميليشيات والتدخلات.

أربعون عاماً من "تصدير الأزمات" انتهت إلى عزلة مخزية، حيث باتت إيران منبوذة حتى بين جيرانها المباشرين.

اليوم، لم يعد ممكناً إخفاء الحقيقة: هذا النظام غارق في إفلاس سياسي وأخلاقي، يلفظ أنفاسه كقوة إقليمية، وكل ما يفعله لا يزيده إلا سقوطاً.

باكو تكسر جدار الصمت

اتهام السفير الإيراني في يريفان بدعم الانفصاليين في كاراباخ وتوريد السلاح لأرمينيا لم يعد مجرد خبر صحفي، بل فضيحة مدوية تكشف الوجه الحقيقي لطهران. النفي الإيراني البائس لم يقنع أحداً. العالم كله يعرف هذه اللغة: الإنكار في اليمن، والإنكار في العراق، والإنكار في لبنان… إنها سياسة نظام امتهن الكذب بقدر ما امتهن التآمر.

لكن الجديد أن باكو لم تعد مستعدة للسكوت. أذربيجان فضحت علناً ما يعرفه الجميع: إيران تخشى من مشاريع استراتيجية مثل ممر "زينغزور"، وتتعامل مع أرمينيا كورقة بائسة لتأخير سقوطها. لم يعد لديها مشروع سوى إثارة الفتن وزرع الأزمات.

من سوريا إلى اليمن: مسلسل هزائم

القوقاز اليوم ليس سوى حلقة جديدة من مسلسل طويل. في سوريا، لم يعد لإيران سوى أنقاض مشروعها بعد سقوط الأسد. في لبنان، حزب الله غارق في أزمات داخلية وعزلة خانقة. في العراق واليمن، ميليشياتها تُستهدف وتُحاصر وتخسر الأرض. ما كان يُسوَّق كـ"محور مقاومة" تحوّل إلى محور فشل وعزلة. لقد انتهت استراتيجية "تصدير الأزمات" لتتحول إلى "استيراد الهزائم".

بروكسل 6 أيلول: البديل يخرج إلى العلن

في لحظة انهيار النظام خارجياً واحتقانه داخلياً، يبرز السادس من أيلول في بروكسل كمنعطف تاريخي. المظاهرة هناك ليست مجرد احتجاج، بل إعلان صريح بأن هذا النظام لم يعد يمثل إيران ولا المنطقة، وأن الشعب الإيراني يملك بديلاً جاهزاً.

خطة السيدة مريم رجوي ذات النقاط العشر هي النقيض الكامل لنهج الملالي: علاقات سلمية مع الدول كافة، احترام المواثيق الدولية، وإيقاف سياسة تصدير الحروب. هذا هو المشروع الذي يمكن أن يطمئن جيران إيران ويمنح المنطقة فرصة للسلام الحقيقي.

كلمة الفصل

الرسالة من بروكسل ستكون واضحة: لا مكان بعد اليوم للتعايش مع نظام يعيش على الكذب والدماء. لا رهان على إصلاحه ولا جدوى من احتوائه. الطريق الوحيد للأمن والاستقرار هو دعم الشعب الإيراني في معركته لإسقاط الملالي وبناء جمهورية ديمقراطية حديثة.

السادس من أيلول لن يكون مجرد مظاهرة وحسب، بل بداية النهاية لنظام ينهار أمام أعين العالم، ونقطة انطلاق لشرق أوسط جديد بلا ابتزاز ولا ميليشيات ولا حروب بالوكالة.