استعراض أشكال ووجهات نظر مختلفة من السرد البصري..
مؤسسة الشارقة للفنون تعلن الفائزين بجوائز «الشارقة.. وجهة نظر 10»
تحتفي النسخة العاشرة من المعرض بقدرة الفوتوغراف على التقاط الحقائق الاجتماعية وتنوع الحياة المعاصرة، عن طريق استعراض أشكال ووجهات نظر مختلفة من السرد البصري، وهو ما عكسته أعمال الفائزين التي تناولت قضايا ترتبط تارة بالظروف الاجتماعية والحياتية العامة، وتارة أخرى تنقل تجارب شديدة الخصوصية عاشها الفنانون شخصياً أو أحد أفراد عائلتهم.
أعلنت مؤسسة الشارقة للفنون الفائزين بجوائز النسخة العاشرة من معرض التصوير الفوتوغرافي «الشارقة، وجهة نظر»، الذي يقام في استديوهات الحمرية حتى 11 ديسمبر/ كانون الأول 2022.
وفاز بالجائزة الأولى للمعرض المصور محمد فضلة ربيع فاتق (بنغلاديش)، فيما حاز أربعة مصورين على جوائز الوصافة، وهم: مرتضى نكنهاد (إيران)، نيك نونسو (نيجيريا)، كيرتي كوماري (الهند)، وهادي باري (الولايات المتحدة)، وقد اختارتهم لجنة تحكيم دولية مؤلفة من المصورين سولماز دارياني ولمياء قرقاش وسهراب هورا.
تحتفي النسخة العاشرة من المعرض بقدرة الفوتوغراف على التقاط الحقائق الاجتماعية وتنوع الحياة المعاصرة، عن طريق استعراض أشكال ووجهات نظر مختلفة من السرد البصري، وهو ما عكسته أعمال الفائزين التي تناولت قضايا ترتبط تارة بالظروف الاجتماعية والحياتية العامة، وتارة أخرى تنقل تجارب شديدة الخصوصية عاشها الفنانون شخصياً أو أحد أفراد عائلتهم.
يعلّق محمد فضلة ربيع فاتق على الأزمات الإنسانية والبيئية في جميع أنحاء بنغلاديش، ويستعرض قضايا ملحّة عن طريق التصوير الوثائقي واللغة البصرية التي تنسج التجريدي والغامض والفكاهي والرمزي، حيث تسلط سلسلته «حديقة مظلمة» (2021) الضوء على حياة عمال مزارع الشاي في منطقة سيلهيت في بنغلاديش، والتي اعتمدت على العمال المهاجرين من جميع أنحاء الهند الكبرى، بعد أن احتلها التجار الإنجليز في القرن التاسع عشر، إذ يشتغل مئات وآلاف العمال في هذه المزارع تحت ظروف قاسية، ويجدون أنفسهم ضحية لأزمة اقتصادية تحرمهم من شراء أرض أو منزل ملائم.
فيما ترتكز سلسلة «سمكة كبيرة» (2017-2022) لمرتضى نكنهاد على حلم أقضّ مضجع أمه في منتصف التسعينيات، عندما شخّص الأطباء إصابتها بمرض غير معروف نابع من أصل روحي، وبعد عشر سنوات كشفت والدته عن مخلوق مروّع وسريع النمو رأته في ذلك الحلم، مشيرة إلى عجزها عن الاستيقاظ. تتناول هذه السلسلة المجازية 20 سنة من حياة الفنان أثناء معايشته للمصاعب والمتاعب الجمة التي عانتها والدته بسبب اضطرارها للعيش مع هذا المخلوق الذي أصابه العطب والقهر بعد كل هذه السنوات.
أما كيرتي كوماري فتسعى في ممارستها الفنية إلى التقاط صور وقائع الطقوس والأساطير القديمة والأنظمة الفولكلورية والدينية الحاضرة في مجتمعات السكان الأصليين، حيث توثق في سلسلتها المستمرة «في إحدى الليالي» (2018) شعوب جاونساري في المنطقة الشمالية الغربية من أوتارخاند في الهند، فقد عاشت هذه المجتمعات بمعزل عن العالم الخارجي على مدار قرون، وطورت معتقدات قبلية فريدة تتمحور حول «أرض التعاويذ السحرية»، لذا جاءت صور كوماري وسط الطبيعة بألوان خافتة وغشاوة طفيفة، موقظة جوهر هذه العوالم المتفردة.
«الميت لم يكن ميتاً على الإطلاق» (2021 – 2022) هي سلسلة من الصور التي يتعمق فيها نيك نونسو في معتقدات شعب إيكيتي في جنوب شرق نيجيريا، من خلال معاينة القصص العائلية الحميمة ونبش الذكريات والأساطير الشعبية التي تحيط بالموت والحياة.
فيما تسعى هادي باري من خلال سلسلتها «بالمقلوب» إلى البحث عميقاً في مشاعرها تجاه عاطفة الأمومة التي تشكل تحدياً لحواسها وعوطفها كامرأة راشدة، حيث وثقت في هذه الصور صديقتها المقربة خلال فترة حبلها بطفلها الثاني، رفقة زوجها ومربية الأطفال، وما شكلته الفترة التي عاشتها معهم من تساؤلات مزمنة حول خياراتها في الحياة.
«الشارقة، وجهة نظر» معرض سنوي يدعم المصوّرين الفوتوغرافيين من المنطقة والعالم. انطلق عام 2013 بغية تشجيع المشاركة العامة في التصوير الفوتوغرافي كوسيط فني، وتطور إلى منصة ديناميكية تعرض جميع أشكال ومقاربات التصوير الفوتوغرافي، من التصوير الصحفي والمقالة المصوّرة إلى الأعمال التجريبية في شكليها الفيلمي والرقمي.
حول مؤسسة الشارقة للفنون
تستقطب مؤسسة الشارقة للفنون طيفاً واسعاً من الفنون المعاصرة والبرامج الثقافية، لتفعيل الحراك الفني في المجتمع المحلي في الشارقة، الإمارات العربية المتحدة، والمنطقة. وتسعى إلى تحفيز الطاقات الإبداعية، وإنتاج الفنون البصرية المغايرة والمأخوذة بهاجس البحث والتجريب والتفرد، وفتح أبواب الحوار مع كافة الهويّات الثقافية والحضارية، وبما يعكس ثراء البيئة المحلية وتعدديتها الثقافية. وتضم مؤسسة الشارقة للفنون مجموعة من المبادرات والبرامج الأساسية مثل «بينالي الشارقة» و«لقاء مارس»، وبرنامج «الفنان المقيم»، و«البرنامج التعليمي»، و«برنامج الإنتاج» والمعارض والبحوث والإصدارات، بالإضافة إلى مجموعة من المقتنيات المتنامية. كما تركّز البرامج العامة والتعليمية للمؤسسة على ترسيخ الدّور الأساسي الذي تلعبه الفنون في حياة المجتمع، وذلك من خلال تعزيز التعليم العام والنهج التفاعلي للفن.