"الإخوان" تخلق حجج رافضة لقرارات "مركزي عدن"..

اليمن.. أذرع إيران تصعد نحو الجنوب والسعودية تتحدث عن سلام غير مشروط

يبدو ان السعودية قد بدأت عملية "وقف قرارات البنك المركزي في عدن"، وفضلت ان تكون هذه القرارات فزاعة وغير قابلة للتنفيذ، حيث ترى بان القرارات قد تعيد الحرب مرة أخرى عقب سنوات من الهدنة، حيث استدعت الرياض، محافظ البنك المركزي "أحمد المعبقي"، وهو ما اثار مخاوف اقتصاديين في عدن، بان تكون هذه الزيارة مقدمة لإلغاء قرارات البنك المركزي او ايقافها او تأجيل عملية تنفيذها"

وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان خلال لقائه رئيس مجلس القيادة الرئاسي المؤقت رشاد العليمي في العاصمة السعودية الرياض - عن وسائل إعلام سعودية

عدن

صعدت الأذرع الإيرانية في اليمن، من هجماتها على مواقع عسكرية للقوات الجنوبية على خطوط التماس الحدودية في كرش وشمال الضالع والحد يافع ومكيراس، بالتزامن مع قرارات أصدرها البنك المركزي في عدن (العاصمة)، حظرت خلالها التعامل مع مصارف يمنية مرتبطة بالحوثيين، في اجراء يهدف إلى تجفيف الكثير من المصادر المالية التي تحصل عليها الاذرع الإيرانية في اليمن، لتمويل حربها ضد الجنوب، فيما بدأ تحفظ السعودية على تلك الخطوات، بعد ان جددت الدعوة الى سلام غير مشروط في اليمن، بناء على اتفاق صممه العمانيون في مسقط، يمنح الحوثيين ما نسبته 80 % من موارد الجنوب النفطية، كميزانية لحكومة صنعاء.

ومثل حديث السعودية عن سلام غير مشروط، أول موقف علني عقب من اعلان البنك المركزي في عدن عن جملة من القرارات الاقتصادية والمالية، تهدف الى شل الحركة الاقتصادية للحوثيين في صنعاء.

 

افشال أوسع هجوم للأذرع الإيرانية في كرش

 

فجر الأربعاء الـ5 من يونيو/ حزيران، تصدت القوات الجنوبية، ، لهجوم مكثف شنته مليشيا الحو - ثي اليمنية الموالية لإيران على جبهة كرش شمال محافظة لحج، وأفشلت مخططها للسيطرة على مواقع استراتيجية في المنطقة، الواقعة في الحدود التاريخية بين اليمن والجنوب، واستمرت المعارك  بين الجانبين لأكثر من ثلاث ساعات، شهدت استخدام مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة.

وأكدت مصادر عسكرية ميدانية أن المليشيا الحوثية تكبدت خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، حيث تم إسقاط العشرات من عناصرها بين قتيل وجريح.

وقال مصدر عسكري لوكالة انباء حضرموت إن  خمسة من أبطال اللواء الخامس والثالث حزم من القوات الجنوبية استشهد أثناء التصدي للهجوم الحوثي، وجرح عدد آخر.

وأشادت القيادة العسكرية للمنطقة الجنوبية بالبسالة والصمود البطولي الذي أظهرته قواتها في صد الهجوم، مؤكدة على استمرارها في الدفاع عن الوطن ومكافحة المليشيا الحوثية حتى دحرها من أخر ما تبقى من الأراضي الجنوبية.

وأظهر فشل هجوم المليشيا الحوثية في جبهة كرش قدرة القوات الجنوبية على التصدي لمحاولات العدو المتكررة للتقدم، وفشل مخططاتها للسيطرة على مناطق جديدة.

وتعكس هذه المعارك صمود الشعب الجنوبي وإصراره على الدفاع عن حريته وكرامته، وتؤكد على أن مليشيا الحوثي لا يمكنها تحقيق أهدافها بالقوة العسكرية، وأن مصيرها المحتوم هو الهزيمة.

وأعلن المقدم محمد النقيب، الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة الجنوبية، عن استشهاد خمسة من أبطال القوات المسلحة الجنوبية، خلال المعارك الضارية التي شهدتها جبهة كرش شمال محافظة لحج، فجر الأربعاء.

وأوضح النقيب أن الشهداء من منتسبي اللواء الخامس والثالث حزم، الذين تصدّوا ببسالة لهجوم مكثف شنته مليشيا الحوثي الانقلابية على مواقع استراتيجية في المنطقة.

وأشار النقيب إلى أن المعارك أسفرت أيضًا عن إصابة عدد من أبطال القوات الجنوبية بجروح متفاوتة، تم نقلهم إلى مستشفيات المنطقة لتلقي العلاج.

 

إجراءات البنك المركزي في عدن وموقف السعودية 

 

 

ويشهد اليمن والجنوب منذ سنوات صراعًا اقتصاديًا حادًا بين حكومة معترف بها دوليًا ومقرها العاصمة عدن، ومليشيا الحو - ثي اليمنية الموالية لإيران التي تسيطر على صنعاء ومحافظات يمنية عدة من بينها أجزاء من مأرب وتعز، وقد اتخذت مؤخرًا خطوات تصعيدية من الجانبين، تمثلت بسحب العملة القديمة وحظر التعامل مع بعض البنوك.

وأصدر البنك المركزي في عدن قرارًا بسحب العملة القديمة (الإصدارات 2004 و 2016) من التداول خلال مدة شهرين، بدءًا من 11 أبريل 2024، وأتخذ أيضا قرارًا بحظر التعامل مع ستة من أكبر البنوك التجارية يمنية، تُستخدم من قبل مليشيا الحو - ثي لغسل الأموال وتمويل الإرهاب.

و ردًا على قرارات البنك المركزي في عدن، أصدر البنك المركزي في صنعاء، الخاضع لسيطرة الحو - ثيين، قرارًا بمنع التعامل مع 13 بنكًا جنوبيا 

يُعدّ الصراع حول العملة في اليمن نموذجًا صارخًا لتأثيرات الحرب على الاقتصاد والمجتمع.

وترى وسائل إعلام سعودية أن هذه التطورات الأخيرة الحاجة الماسة إلى حل سياسي شامل للصراع في اليمن، يضع حدًا للأزمة الاقتصادية والإنسانية التي يعاني منها الشعب اليمني، كما تقول وسائل إعلام سعودية.

 وأكد مصدر مسؤول في البنك المركزي اليمني أن قراراته سارية بما يسهم في انهاء عبث ميليشيا الحوثي الإرهابية بالقطاع المصرفي والمالي.

وأوضح المصدر في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، أن إجراءات تنفيذ القرارات تمضي وفق الخطة المقررة وفي مواعيدها المحددة، نافيا بهذا الصدد الشائعات المشبوهة التي تزعم دون ذلك.

وجدد المصدر التأكيد على إجراءات البنك هي سيادية وذات طابع نقدي ومصرفي ولا تخضع للتوجيهات وليس لها أي صلات باي أحداث أو جهات محلية أو إقليمية أو دولية.

وقال "إن قرارات البنك المركزي، هي إجراءات تقنية مالية خالصة، ليس لها أي خلفيات سياسية، وإنما جاءت بموجب صلاحيات البنك واستقلاليته ومسؤولياته القانونية لحماية القطاع المصرفي من الانهيار، خلافا لما تروج له المليشيات الحو - ثية".

لم تُصدر المملكة العربية السعودية أي موقف رسمي صريح تجاه قرارات البنك المركزي في عدن، وخاصةً تلك المتعلقة بسحب العملة القديمة وحظر التعامل مع بعض البنوك في صنعاء، ومع ذلك،  تُعدّ المملكة أبرز الداعمين للحكومة  المعترف بها دوليًا، وهي تقول إنها تدعم جهود  توحيد النظام النقدي في اليمن، ومكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، ومع ذلك ترى  في قرارات البنك المركزي في عدن أداة للضغط على الحوثيين وإضعاف سيطرتهم على الاقتصاد، ودفعهم نحو التوقيع على اتفاقية "تصف بالهشة" 

وتشير تقارير صحافية إلى أن السعودية تخشى من التأثيرات الإنسانية السلبية المحتملة لقرارات البنك المركزي في عدن، وتخشى من تفاقم الأزمة، لذا ترى أن هذه القرارات قد تسهم في دفع الحو - ثيين للتوقيع على اتفاق صممته سلطنة عمان، وتحاول الرياض منذ سنوات إخراجه إلى النور، فوزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان، سارع إلى لقاء رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي وأكد له على دعم عملية سلام غير مشروطة.

وقال بن سلمان في تدوينة على اكس "بحثت مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي المؤقت، المستجدات في اليمن، والمساعي المبذولة لدعم السلام، وإحراز تقدم بشأن خارطة الطريق لإنهاء الأزمة اليمنية، والوصول لحل سياسي شامل تحت رعاية الأمم المتحدة يتوحد به الصف اليمني".. مؤكدا دعم بلاده ما اسماه "الدعم الراسخ والداعم لكل ما يضمن أمن واستقرار اليمن ويحقق آمال شعبه".

وتدرس الولايات المتحدة وحلفاؤها تشديد الخناق على مصادر تمويل الحوثيين، رداً على هجماتهم البحرية المستمرة في البحر الأحمر. وتشير التقارير إلى أن واشنطن أبلغت السعودية بأن عناصر أساسية في خطة السلام التي تقودها الأمم المتحدة لن تُنفذ ما لم يوقف الحوثيون هجماتهم.

وفي الوقت نفسه، يتخذ البنك المركزي اليمني في عدن، بدعم من الولايات المتحدة وحلفائها، إجراءات صارمة ضد البنوك في المناطق التي يسيطر عليها الحو - ثيون، بهدف تجفيف مصادر تمويلهم. وقد أثارت هذه الإجراءات غضب الحوثيين الذين هددوا بالرد.

ويبدو ان السعودية قد بدأت عملية "وقف قرارات البنك المركزي في عدن"، وفضلت ان تكون هذه القرارات فزاعة وغير قابلة للتنفيذ، حيث ترى بان القرارات قد تعيد الحرب مرة أخرى عقب سنوات من الهدنة، حيث استدعت الرياض، محافظ البنك المركزي "أحمد المعبقي"، وهو ما اثار مخاوف اقتصاديين في عدن، بان تكون هذه الزيارة مقدمة لإلغاء قرارات البنك المركزي او ايقافها او تأجيل عملية تنفيذها لمنح الأذرع الإيرانية فرصة للتوقيع على اتفاقية سلام جاهزة منذ سنوات في سلطنة عمان.

موقف جماعة الإخوان في اليمن 

 

وأعلنت جماعة الإخوان في اليمن، رفضها لقرارات مركزي عدن، معتبرة ان هذه القرارات تعزز حالة الانقسام المصرفي اليمن، وطالبت على ضرورة توحيد العملة المحلية في اليمن.

وألمح القيادي في جماعة الإخوان عبدالناصر المودع، رفض الجماعة لقرارات مركزي عدن، معتبرا ان تلك القرارات تعزز "استقلال الجنوب"، وافقار اليمن الشمالي.

ونقلت قناة بلقيس المملوكة لجماعة الإخوان، عن قيادي حوثي "إن قرارات البنك المركزي التابع للحوثيين في صنعاء جاءت لتؤكد أن صنعاء هي السوق الأساسي لليمن، خاصة وأن كل البنوك التي تم تأسيسها، أو أنشئت في المناطق الواقعة خارج سيطرة صنعاء، أو في إطار سيطرة الأطراف الأخرى، لها علاقات كبيرة جدا مع السوق المحلي في المحافظات الواقعة تحت سيطرة سلطة صنعاء". 

وقال المسؤول الاقتصادي في صنعاء رشيد الحداد إن "هذا الإجراء استند إلى عدد من المبررات، منها عدم حصول تلك البنوك على تراخيص رسمية، وعدم امتثالها للقانون"، "البنك المركزي في صنعاء يفرض القانون على القطاع المصرفي، وأنتم تعلمون بأن هناك العشرات من المصارف والبنوك، وكذلك شركات الصرافة، والارتباط الوثيق بين القطاع المصرفي والسوق المحلي كبير جدا".

وأردف: "مهما تم محاولة تعميق الانقسام النقدي والمالي فاليمن لا تزال موحدة، والتعامل التجاري لايزال جاريا بين مختلف المحافظات، رغم وجود تعقيدات كبيرة لهذا التصعيد الاقتصادي، الذي اليمن ليس بحاجة إليه وليس من مصلحته، وخاصة في الظرف الحالي، وما حدث أن صنعاء اعتمدت العملة من الطبعة القديمة، واستطاعت أن تفرضها بسعر خمسمئة وثلاثين ريالا، بينما عدن فشلت في الحفاظ على سعر صرف العملة"

وقال الحداد لقناة بلقيس إن "بنك عدن اتخذ العديد من الحجج، لكن في نفس الوقت نقول له لو تمكن هذا البنك من فرض سياسة نقدية وتقديم نموذج حقيقي؛ كونه بنكا معترفا به دوليا، خاصة وأنه كان هناك صادرات النفط لعدة سنوات، وحصل على العديد من التمويلات الخارجية، منها ودائع سعودية ومنح وغيرها، كان بالأحرى بالحكومة المعترف بها أن تتعامل مع الملف الاقتصادي وأن تدير الملف الاقتصادي بشكل حكيم".

 

-----------------------------------------

المزيد من التقارير والأخبار

أزمة البحر الأحمر وباب المندب.. موقف مصر والسعودية من تحالف حارس الازدهار

السعودية: التطبيع مع إسرائيل خيار مُخيف لواشنطن والرياض حليف جديد لطهران والدوحة

مستقبل العلاقة الايرانية السعودية في ظل تزايد نفوذ طهران في المنطقة (رصد تحليلي)

دراسة بحثية: «السعودية توقعت انهيار "اليمن الجنوبي" دون الحاجة إلى تدخل الافغان العرب»

السعودية ترحل ناشطا جنوبياً بتهمة تأييد مشروع استقلال جنوب اليمن

السعودية ومجلس القيادة الرئاسي المؤقت.. تحديات قد تفكك "سلطة اليمن الشرعية"

تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل لا تزال قائمة والسلام في اليمن بعيد المنال

المملكة العربية السعودية.. وتفكك التحالفات العربية المناهضة لسياسة إيران التوسعية

الإمارات والسعودية.. صناعة البناء تقنيات مبتكرة تهدف إلى تعزيز السلامة والكفاءة

السعودية تستضيف قمة عربية حول إصلاح السلطة الفلسطينية وترفض العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل