هدى العطاس تكتب لـ(اليوم الثامن):
أما حان إختطاط خارطة جنوبية جنوبية
أخيرا جاء تصريح الدكتور ناصر الخبجي محافظ محافظة لحج وعضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي وقبل كل ذلك أحد أهم قيادات الحراك الجنوبي منذ انطلاقه في 2007م، جاء تصريحه القوي الشجاع ليلقي بصيص ضوء على العتمة التي تخيم على مواقف المجلس ككيان سياسي شعبي يجب ان يكون ديناميكيا مواكبا للأحداث خاصة حينما تكون الأحداث على مستوى لا يمكن اتخاذ موقف النأي بالنفس منها.
وإذ نبني تحليلنا هذا على سبيل التفاؤل بأن تصريح د. الخبجي ليس قناعة شخصية، بل موقفا عضويا يتبناه مجموع هيئة رئاسته. وهو موقف لطالما انتظرناه وكدنا نيأس، وقد تحلى التصريح بشفافية أفصحت عن حدة العوار الذي يكتنف علاقة التحالف بالجنوب كمقاومة أو قوى سياسية أو مطلبية شعبية، كما نفس التصريح عن احتقانات ودوامات يموج بها المشهد الجنوبي، غير أننا في ظل المكاشفة التي نحن كجنوبيين في أمس الحاجة اليها، نتطلع أن يغدو خطاب الدكتور الخبجي الذي جاء طي تصريحه، ليس مجرد فورة خاطر، أو خطاب تهدأة للنفوس الجنوبية التي بوقن المجلس والتحالف إنها محتدمة تغلي تحت رماد المهادنة، وإن يلحق بخطوات عملية وإلا تحول هذا النوع من الخطاب أداة أخرى للتخدير التي أشار الخبجي بأحتجاج ضمني على اتباع اساليبها من قبل التحالف نحو شعب الجنوب، والتخدير في الحالة الثانية سيكون اسوأ لأنه يأتي من جهة يستأمنها شعب الجنوب وعليه سيتطامن لخطابها ويركن اليها توقفا عن أي فعل منتظرا خطوتها القادمة.
قد يسأل البعض وماهي الخطوات العملية؟ وماذا بيد المجلس أن يفعل؟
هناك سبل كثيرة واوراق ضغط ووسائل اجرائية يمكن للمجلس الانتقالي استخدامها، اتباعها، اعلانها. ويمكن تلخيصها بمصفوفة عمل أو خارطة طريق وهذه محاولة لطرح بعض نقاط اولية منها:
*اولا: اطلاق المجلس فورا دون تأجيل دعوة علنية لكل القوى الجنوبية، والتواصل مع كل المكونات الجنوبية سياسية كانت أو اجتماعية المناصرة منهم له والمعارضة، بل المعارضين قبل المناصرين، وليس عيبا أن ننسق مع المعارضين أو المختلفين حتى المصنفين كألداء، وقدوتهم في ذلك التحالف نفسه الذي ضرب لنا مثلا صارخا وواضحا عن الميكافيلية السياسية ولم يع المسوغات والتبرير( فقد كان موشكا على احتضان صالح مجددا، وهو كان العدو الأشر طوال 3 سنوات، وهاهو في خطوة مشابهة يمد اواصر التنسيق والتحالف ويمتن علاقته بالاخوان المسلمين "حزب الاصلاح" ناسفا تاريخا طويلا من خطاب العداء اقنضاء لمصلحته) على المجلس أن يطلق دعوة لحوار جنوبي جنوبي يقوده المجلس -قبل أن تسبقه قوى اخرى إلى ذلك وبشروطها - وهي خطوة لو قادها المجلس بصدق وشفافية وتوجهات وطنية، ستقضي على دابر أي اي شرخ جنوب، بل وستقيم حاجز حماية أم محاولات تفكيك الصوت الجنوبي، وهي خطوة في سبيل ترميم البيت الجنوبي مع الحفاظ على تنوعه، وان لا يكابر بإدعاء أن لا فرقاء له، أو أنهم ليسوا بذي أهمية كما يدعي البعض أو أنه ممثلا وحيدا لا شريك له كما يغالي بعض منتسبه ومناصريه. هناك قوى جنوبية أخرى صغر عددها أو قوتها أو كبر لا يمكن تجاهلها.
*ثانيا: يتم على أثر التنسيسيق والتواصل وصولا إلى عقد المؤتمر الجنوبي الجنوبي الخروج بلجنة مشتركة أو أي شكل من الاشكال الاجرائية لمجموع القوى السياسية.
*ثالثا: طلب عقد لقاء رسميا معلنا -ونشدد على رسمية اللقاءوإعلانه- مع دول التحالف للقوى السياسية الجنوبية مطعمة بممثلين للجنة المشتركة التي ذكرناه سابقا وبقيادة المجلس الانتقالي. يترتب على هذا اللقاء الخروج بشفاف أو مصفوفة أو اتفاق معلن واضح غير ملتبس لموقف دول التحالف، من مطلب الشعب الجنوبي وإرادته.
*رابعا: تفعيل وتجديد ادوات النضال السلمي على الأرض التي ركدت نواهضه أو شبه تلاشت، كما نفعيل هذا النضال السلمي عبر التظاهرات والندوات وكل الحساسيات والفعاليات السياسية في دوائر المجلس الانتقالي في الخارج.
*خامسا: انتهاج خطاب سياسي ديناميكي يجيد لعبة المواكبة ولكن انطلاقا من قاعدة الثوابت الجنوبية. كما يجيد لعبة شحذ الأدوات وتحريكها.
*سادسا: لن ينجح الخطاب السياسي إلا بإنتهاج خطاب اعلامي رديف ومساند والأهم مستقل وهذا يقودنا إلى:
- ضرورة االبحث عن وسائل لموارد مالية، مثل مشاريع تجارية ولو بدأت بخطوط تشغيلية صغيرة، المهم ضمان الاستقلالية المالية للمجلس، او أي قوى وفعاليات جنوبية سياسية اخرى.
وعطفا على أعلاه فأن ماسلف لا أدعي انه خارطة طريق مكتملة بل هي اجتهاد قابل للتعديل والتصويب وإلاضافة في سياق محاولة وضع بعض نقاط في خارطة واسعة نتمنى على الجنوبيين السياسيين والمفكرين والمثقفين وقبلها ذوي الاختصاص رفدها والإدلاء بدلوهم لعلنا نتشارك الخروج بمسودة واختطاط عقد أو انتهاج سبيل نهتديه جميعا.