هدى العطاس يكتب:

عن مفاوضات الحل النهائي في اليمن

لا ضير أن يسيطر هاجس مفاوضات الحل النهائي في اليمن على تفكير الدوائر السياسية الجنوبية وعلى  الجنوبيين بشكل عام. بل ومن الضروري أن يجهزوا "ويعدوا لها ما استطاعوا" كما ينبغي بأهميتها ومفصلية نتائجها. 
غير إن سؤال مهم ومحوري يلح على مشهد الجنوبين وتوجهات سلوكهم السياسي، ماهو هذا النوع من الجهوزية التي يجب أن يتحلون بها وماذا تعني واقعيا؟
وسؤال آخر  لا مناص من طرحه على انفسنا هل مازال لدينا استدراك في الوقت؟  
ولعل نقطة مهمة في الاجابة تتلخص في:
هل علينا الذهاب.... راضون -وغالبا مجبرون- إلى مفاوضات الحل النهائي التي يحدد توقيتها الآخرون؟
ماذا لو قلنا لن نذهب حتى نجهز. ماذا لو وضعنا العقدة في منشار المجتمع الدولي والاقليمي واليمني وقلنا لهم: أيها "العالمين" من منطلق رؤيتنا لوضعنا وموقفنا ومشهدية الجنوب الحاضرة والزاوية التي حشر فيها قسرا! ..  إيها العالم  ثمان سنوات والجنوب مشغول بتنفيذ خطط حماية مصالح الجميع والدفاع عن الجميع. وخوض المعارك نيابة عن الجميع. ثمان سنوات -هي سنوات الحرب- والجنوب  وشعبه عدا عن كوارث الحرب الميدانية المباشرة عليه. إلى ذلك تعرض لضغط  كل تبعاتها وانهياراتها في واقعه. اتخمتموه بكل انواع البلاء والإبتلاء. ثمان سنوات لم يتسن له خلالها أخذ نفساً مريحا بين كارثة واخرى ومصيبه وادأختها. 
ماذا لو قلنا للمجتمع الدولي والاقليمي واليمني: لن نشارك في المفاوضات حتى تمنحونا فرصة ترتيب اوراقنا ورص صفنا الجنوبي وإنهاء شتاتنا السياسي.  لن نشارك حتى تدعموا استقرار مناطقنا بشكل فعلي وحقيقي. لن نشارك حتى يتسنى لنا عقد مؤتمر جنوبي والخروج برؤية تضمن جاهزية ذهابنا إلى أي مفاوضات قادمة.
ماذا لو قلنا لهم: لن نقبل عقد مفاوضات نهائية ونحن غير جاهزين وأنتم تعلمون جيدا انكم لن تستطيعوا عقدها دوننا.
ماذا لو.......