فواز الحنشي يكتب لـ(اليوم الثامن):
مع محافظ عدن الجديد.. ولكن!
يجري الحديث هذه الأيام عن تعيين محافظ جديد لمحافظة عدن ويتم تداول عدد من الأسماء يتوقع انها مرشحة للتعيين - وهذا الأمر مثير للجدل ككل مرة بعد إقالة المحافظين السابقين - ويحمل طرح تلك الأسماء
أكثر من تفسير أحدها وصول معلومات لدى البعض بحكم تواصلهم مع من بيده تلك القرارات والآخر أشبه بالترشيح للشخص الذي يرونه أهل لهذا المنصب وكما أشرت سابقا ان الموضوع عبارة عن اجتهاد وحسن ظن من قبل من يطرح تلك الأسماء.
ليس المهم من سيأتي بقدر ما هي الأهمية التي تكمن في: ما الدعم الذي سيقدم له من قبل الحكومة، وهل التحالف العربي الشريك للشرعية راض عن الشخصية المعينة أم لا ؟ هنا تكمن الأهمية ويستطيع المحافظ أن يمارس عمله ويقدم خدمه للناس ولو بالحد الأدنى.
نسمع في وسائل الإعلام الرسمية أن عدن عاصمة سياسية مؤقتة جميل ان تكون عدن عاصمة لكن ماهي مقوماتها وما القرار والصلاحيات التي يتمتع بها محافظها.. عدن تعيش لأكثر من ثلاثة ٣ أشهر بدون محافظ والوضع كما هو لم يلمس المواطن أي فرق حتى ان بعضهم ارجع سبب استقرار خدمة الكهرباء في الايام الماضية الى انشغال الحكومة بمقتل عفاش..!
تقلد منصب محافظ عدن أربعة ٤ محافظين في فترة أقل من عامين وهذا يحدث لأول مرة في اليمن هذا البلد الذي لا يقال المسؤلون فيه بسبب فساد أو تقصير - ولو كان الأمر كذلك لكان الأحرى بالرئيس هادي إقالة رئيس الحكومة بن دغر الذي اتهمه المحافظ المفلحي بسرقة ٥ خمسة مليار من إيرادات محافظة عدن وتحويلها إلى حسابه الخاص بالعملة الصعبة - لكن الاقالات جاءت هذه المرة وسابقاتها لأسباب شخصية وصفت بالتافهة وكذلك الحال في بعض المحافظات المحررة الأخرى..
أدى المحافظين السابقين جهودا مقبولة وفق الإمكانيات المتاحة لهم لكن ذلك لم يعجب قيادة الشرعية التي تريد منهم أن يكونو أدوات لتمرير مشروعها غير المقبول حتى الآن.
وسيكون الحال نفسه مع المحافظ الذي سيتم تعيينه مستقبلا سيترك بدون أي دعم وستضع الحكومة أمامه الكثير من العراقيل خاصة إذا كان محسوب على القضية الجنوبية وبالتالي ستتم إقالته واتهامه بالخيانة لولي الأمر وللقسم الدستوري !!
يرى كثير من الناشطين في الجنوب ان الشرعية تسعى إلى تحويل حربها مع الشعب في المحافظات المحررة (حرب الخدمات) بدلا من تطبيع الحياة فيها.
وهذا أدى إلى إيصال رسالة سلبية للمواطنين في المحافظات التي لاتزال تحت حكم المليشيا الانقلابية مفادها (لا مزوج براحة ولا عزب مستريح) أي لا تتحرووا فحالنا ليس بأفضل منكم.
فلم تنعم المحافظات المحررة بذلك التحرير الذي قدم الأهالي من اجله فلذات اكبادهم فالواقع كماهو خاصة بعد إن قامت الشرعية بتدوير الفاسدين وتعيينهم في مناصب ووزارات سيادية.
ولم تكتف الشرعية بتعيين الفاسدين فحسب بل جاءت بآخرين يؤيدون الانقلاب بشكل أو بآخر وظلوا يعملون معه لفترة ليست بالبسيطة.