لا بد من صحوة
حياة أبنائنا على المحك
كل ما نملكه من ثروة في الحياة هم أبنائنا .. وهم قبل ذلك كانوا خلاصة أحلامنا وآمالنا في الحياة ,ولكن للأسف الشديد نجد الكثيرون من الآباء والأمهات وبعد أن يحققون هذا الحلم يهملون الحفاظ عليه وحمايته مما يحيط به من أخطار على كل المستويات وفي مختلف مراحل العمر .. خلال عملي في مركز التوعية من خطر المخدرات طوال السنين الأربع الماضية صادفت الكثير من الحالات وقعت في شر الإدمان والتعاطي للمخدرات والتورط في جرائم مختلفة إما بسبب إهمال الأسرة أو تفككها أو دفعها بأبنائها إلى طريق الإنحراف تحت ذرائع وحجج عدة ما كان منهم أن يقوموا بهذا الفعل الذي كانت نتيجته ضياع الحلم الذي تحقق لهم ..
وخلال حملتنا المجتمعية في شوارع عدن وحضرموت تكشفت لنا أمور مخيفة حول إنتشار المخدرات بين أوساط الشباب والمراهقين والفتيات إما بوعي أو جهل لأضرارها سيان الأمر . وإزدياد بؤر التعاطي والترويج الذي تجاوز أسواراً مقدسة مثل المدرسة والجامعة والنادي الرياضي والنشاط الثوري واللقاءات الإجتماعية وأشهرها مقايل القات التي أصبحت كثيرة ومتعددة منها للكبار والشباب للرجال والنساء والفتيات وليس ذلك فحسب بل ومن خلال بعض من يزورون مركزنا ممن يشكون مرض الإدمان لا أخفي عليكم الوضع أصبح خارج السيطرة ولا بد له من حلول حقيقية وحازمة لأننا ندفع ثمن هذا الصمت من أحلامنا التي حققناها بعد سنوات من الجهد والتعب ولم تتحقق للبعض بسهولة ويسر بل قد يكونوا اضطرتهم الظروف لتكلف عناء وخسائر السفر إلى الخارج كي يمن الله عليه بظفر طفل يحمل إسمه ويكون قرة عيناً له . فما بالك اليوم وبعد أن أصبح شاباً أو مراهقا أهملته ودفعت به إلى طريق الشيطان .
إن ما تمر به بلادنا من ظروف عصيبة نعاني منها جميعنا لا تعفينا من المسؤولية تجاه أبنائنا ومسؤوليتنا نحوهم فهذه الظروف هي الأشد خطورة على حياتهم ومستقبلهم لذا وجب علينا أن نضاعف الحرص والإهتمام والمسؤولية تكون أكبر وإلا سيكون الندم حليف الجميع أبناء وآباء ومجتمع بكل شرائحه وفاتورة الصمت والإهمال ندفعها جميعاً أبرياء ومتورطين لأن الكل في أوقات ما كان ينظر لكل الأخطاء التي تحدث ويرى إنتشار المخدرات في كل مكان ولسان حاله يلتزم الصمت وكأن ذلك ليس شأنه اليوم أصبح عليه المشاركة في دفع فاتورة صمته وعدم مبالاته .
لقد أخطأت أخي وأخطأتي أختي حين لم تمنعوا ولم تحاربوا ولم تعترضوا على بيع وتعاطي المخدرات قرب بيوتكم ومحلاتكم وفي مدارسكم وكلياتكم وفي مقايلكم .. وما هذه الجرائم التي تحدث هنا وهناك من قتل وسرقة وبلطجة وبسط على الحقوق والملكيات العامة والخاصة إلا نتاج ذلك العبث والصمت عليه وأبنائنا هم وحدهم على المحك فيه مابين فاعل ومفعول به فهل نعي ذلك ونبدأ بالصحوة على كل ما نحن فيه من فوضى وإستهتار ندفع ثمنه من حياتنا وحياة أبنائنا .
سعاد علوي 16/12/2016