سعاد علوي تكتب:
رمضان كريم رغم الوجع
كل ما جاء من الله حيا له . لكن الله لايرضى بالظلم ولايرضيه السكوت عن الفساد والخطأ والكارثة التي حلّت بكثير من المواطنين في العاصمة عدن سببها الفساد والسكوت عن الخطأ ربما ليس الكل كان ساكتاً وسلبياً لكن الأغلبية رأينا جيرانا لنا يتوسعون في البناء على حساب الطريق العام ورأينا آخرين يبنون في مجرى السيول ونحن نعلم ذلك ولم ننصح ولم نعترض بل قد يكون البعض هو الآخر قام ينافس على البسط وبادر في البناء على الطريق ومجرى السيل وان كلمه شخص أنه أخطأ أخذته العزة في نفسه وبرر ذلك أنه ليس الوحيد وأن الكل يفعل ذلك وأنتم لم تروا غيري ؟
هذا أمر . والأمر الآخر أننا أصبحنا نصفق للفساد والفاسدين ونحمد ونشكر لهم فسادهم لمجرد أن أحدهم قدم لنا خدمة شخصية وساندنا في أمر ربما يكون ناصرنا في حق من حقوقنا وليس بالضرورة أن يكون ساعدنا على باطل لكننا نعلم كل العلم أن ذلك المسؤول جملة أفعاله فاسدة .. أي أن المسألة ليست مصلحة البلاد وأنما هي المصالح الخاصة والشخصية التي يبحث عنها الجميع بما فينا المواطن البسيط هذه الحقيقة التي علينا أن نعترف بها رغم أنها موجعة ومخجلة في ذات الوقت .
لقد فسدت ذواتنا ولكن الثمن غالي .. غالي جداً وفوق ما كنا نتصوره بعقولنا .
الكارثة اليوم أخذت في طريقها أكثر من 5 أطفال لاحول لهم ولاقوة ولاذنب سوى أنهم كانوا في طريق السيل الجارف ربما بسبب أنه أهلهم بنوا عشوائي أو ان أحد العابثين بنى هو كذلك ومازاد المأساة فساد رموز السلطة والمسؤولين .وتأخر المساعدة في إنقاذهم
ورغم الكارثة وحجمها الكبير إلا أن البعض إكتفى بالنحيب من هنا والبعض لازال يبحث عن أعذار للفساد والفاسدين حتى يخرجهم من المسؤولية ويطبل ويمجد وينحاز لطرف ضد آخر وهو يعلم حقيقتهم . والبعض الآخر يرفض الإعتراف بخطأه الجسيم
هذه المرة الأرواح التي زهقت أرواح أطفال أبرياء . إن لم نصلح ذواتنا ونحاسب أنفسنا ونثور فعلياً ونثأر لاطفالنا من كل فاسد فلاعزاء لنا جميعاً وسندفع في كل مرة ثمنأً أغلى من المراة السابقة .
فهل لدينا أغلى من أطفالنا ندفع حياتهم ثمناً لتخاذلنا وصمتنا ؟
ففساد الحكومة المفروضة علينا والتحالف البغيض الذين لم يعد يناسبهم أي وصف قبيح . مؤلماً .
ولكن فساد المسيطرين على الأرض ممن وثقنا بهم أكثر إيلاماً لنا جميعاً كشعب كنّا ولازلنا ننشد الحرية والسلام .
والشعب حين اختاركم ليس لكي يطعم التحالف أفواهكم فتستخي عيونكم وتمتلئ كروشكم وتعجزون عن قول الحقيقة الساطعة كنور الشمس . إن عهد الرجال للرجال هو ان تعمل لأجل شعبك ومصلحته أو أن تكون شريفاً شجاعاً وتعترف أنك عاجز عن حمل المسؤولية التي شرّفك بها حينها سيتحمل الشعب المسؤولية على عاتقه وسيظهر الآلاف من الشرفاء الشجعان ليسدوا الطريق على كل متآمر ومعتدي على حقه وكرامته .
آليت ألّا اسكت عن الحق منذ ان عاهدت الشهداء والجرحى والمعتقلين شاء من شاء وأبى من أبى لأن الوجع يأبى أن يبارحنا .
وكل عام والجميع بخير
سعاد علوي