سعاد علوي تكتب:

الحوار الجنوبي الحقيقي

إلى الجنوبيين في هذه المرحلة هو الحوار البسيط الغير متكلف ولا مكلف ..حوار على الأرض لا في فنادق النجوم المتلألأة ..
البعيد عن الشطط والتهويل والتجميل ..
الحوار الحقيقي الذي نحن بحاجة اليه اليوم هو الذي يجب أن يكون مقيما حيث ما يقيم البسطاء .. وتعاني أطرافه مايعانيه كل مواطن على هذه الأرض .. 
وليس الحوار ذاك الذي في أرض غريبة بعيدة .. لا تشعر فيها ما يعانيه أبناء شعبك .. 
وليس حوارا بين أطراف تأكل حتى تفطس من الشبع وليتها تشبع .. 
ولا مهاجرة تاركة كل مشاكل وهموم الشعب خلف ظهرها وذهبت تبحث عن مصادر  الراحة في أصقاع العالم البعيد عن البؤس الذي كانت هي أحد أسبابه  .. 
ولا الإقامة شهر هناك  للاستجمام والسياحة في دول الكفالة  وشهر هنا مابين اجتماعات ولقاءات جوفاء صوتها كالطبل وباطنها هواء  ..  
أو تكتفي بالانطواء في صومعة  خلقتها لها تلك الدول التي رسمت لها خارطة طريق ليس فيها محطة تحرير الجنوب سوى شعار براق تمتطيه كلما ضاقت السبل بالشعب الفقير وشارف على الانفجار .. حاملة بيسراها علم الجنوب ويمناها عصا لقمع صوت آلام المواطن الفقير .. 
الحوار الحقيقي هو بين مناضلين حقيقيين لم يستفيدوا من أي منعطف ببناء القصور وامتلاك المركبات والتنقل بين الفنادق في الدول المحبة والمعادية .. ولم تتلطخ اياديهم بدماء إخوتهم ..
مناضلين لبوا النداء دون أن يسألوا ما الثمن  ولم ينتظروا الشكر على أوصالهم التي تقطعت فداء للجنوب لأنهم يؤمنون بأن ذلك واجبهم .. 
 
كفى مناشدة لوجوه عفى عليها الزمن  وعفنت ضمائرها من الموت .. 
ديناصورات قديمة وديناصورات جديدة خلقت بعد حرب 2015 أكلت الأخضر واليابس باعت ورهنت وارتهنت .. 
لافرق بينهما .. 
والشعب ليس بحاجة لحوار بينها ولا مستفيد من مخرجات  كراسي  تجلس على كراسي  .. 
 لأن المنظم لهما موصول بكيبل واحد..
فيكفي كذب وضحك على الذقون ﻷن مثل هذه الحوارات مدعومة وبإيعاز من دول لا تريد جمعكم ولاتريد الخير للجنوب وشعبه لأنها بكل بساطة تعلم أن شعب الجنوب سيكون بخير حين تقطع يدها عن البسط على أرضه ونهب ثرواته والوصاية عليه كأنه شعب مراهق  .. 
واللي على رأسه بطحة يحسس عليها 
 
سعاد علوي