هدى العطاس تكتب لـ(اليوم الثامن):
سقطرى وصراخ المحتلين للجنوب
لم تنفك منذ فترة قنوات الشماليين وواجهاتهم وعناوينهم الأعلامية المصدرة - سوى تلك التي في جانب الحوثي أو الأخرى المنضوية في ثوب الشرعية- عن الزعيق والصراخ بأن سقطرى تحت الاحتلال الاماراتي وعدن تحت الاحتلال الاماراتي وحضرموت وكل الجنوب! متناسون وهم في (غوبة) صراخهم أنه لولا احتلالهم للجنوب وتحويل الجنوب إلى غنيمة وحدة مشئومة، وحدة ذهب اليها الجنوبيون بقلب شقيق وأتيتم اليها أنتم بعقلية المحتل واطماعه..
في (غوبة) صراخهم يطالب الشماليون الجنوبيين أن يقفوا ضد الامارات المحتلة حسب صراخهم. متناسون أن ابناء الجنوب ذاقوا اسوأ احتلال همجي غاشم على أيديهم، تتحدثون عن احتلال الامارات لعدن وأنتم تعلمون أن ابناء عدن عاد بهم القهر والغبن ليقارنوا حالهم حال مدينتهم تحت الاحتلال البريطاني وماحدث لها ولهم تحت احتلالكم واصبحوا يتمنوا لو ظل المستعمر البريطاني ولم يغادر ولم يذهب بهم الرفاق وبمدينتهم إلى يوم الوحدة المشئوم! تنوحون على سقطرى المحتلة من قبل الامارات كما توصفون، سقطرى التي كان احتلالكم يورد اليها طائرة (القات) تلك النبتة الشيطانية يوميا، بينما لا تاتيها طائرة السلع الغذائية والخضار والفواكه إلا مرة كل اسبوعين أو شهرأو اكثر، سقطرى التي لم يبن احتلالكم فيها مستشفى ولا مدرسة جديدة ولا جامعة ولا منشأة ولا إدارة ولا مشاريع تليق بما تكتنفه سقطرى من سحر وجمال وثروة، سقطرى التي اهملتموها وهمشتم أهلها (لشيء في نفس يعقوب كان سيظهر لاحقا) وللعلم في ذلك الوقت زرتها مرات عديدة وكانت الغصات تجتاحني للوضع البائس الذي كان السقطريون يعانوه ، ولا منفذ لهم ولا منقذ لدرء الفقر والمسغبة عنهم سوى عائدات ابنائها المغتربين في الامارات، واذكر أنني استغربت حينها أي منذ سنوات عندما رأيت سيارات عليها لوحات اماراتية! فقيل لي لولا اغتراب ابنائنا هناك لمتنا من الجوع.
تصرخون الآن وأنتم من ترك سقطرى للأمارات منذ ذلك الحين، وأهملها وهمش أهلها وجهلهم كباقي ما فعلتم في الجنوب كله. أفي (غوبة) صراخكم تطالبون أبناء الجنوب أن يقفوا في وجه الأمارات أو في وجه الاحتلال التحالفي، أي (دعممة) منكم وأي صفاقة! هاهي كلمتنا... سنخبركم مانفكر فيه بكل شفافية وصراحة وأسمعوها منا، فليس لصراخكم عندنا غيرها: أتطالبون شعب الجنوب بالوقوف في وجه الأمارات أو في وجه التحالف إذ تحول إلى احتلال كما تصرخون أذا دعونا نفصل لكم بعض الأمر: اولا: ألستم أنتم من جلبتم التحالف ألم يسستدعهم رئيسكم الذي انتخبتموه أنتم، ولم ينتخبه الجنوبيون بل قتلتم العشرات منهم يوم انتخابه أتذكرون! ألم يأت التحالف بسبب وحشيتكم وزحف جحافلكم وجيوشكم القاتلة للمرة الثانية على الجنوب.
أما الجنوبيون فهم يرون في التحالف حاميا وسندا لهم، ذاد معهم عن ارضهم ودعمهم ومنعكم أبادتهم. ثانيا: اتطالبون الجنوبيين أن يتيقظوا للاحتلال الجديد، عجبي! اتطالبونهم يقظة وهم من اضعفتهم وحدتكم وقتلت خيرة رجالهم، وهمشتهم، وجهلتمهم وافقرتهم، ونهبت ثرواتهم ودمرت تاريخهم وثقافتهم ودمرت معالمهم ولغمت ارضهم بالجماعات الارهابية، ونشرت في اوساطهم الفساد والمحسوبية والثأر والقبلية واعادتهم مئات السنين إلى الخلف.
نعم سنقول لكم كلمتنا بشفافية وليس لصراخكم عندنا غيرها: إذا كان هناك احتلال جديد كما تذهب دعاويكم، وأن صح ما تدعون، فا الأمر لم يعد يفرق مع شعب الجنوب الأمر الوحيد الذي اصبح يفرق معهم: هو أي الاحتلالات أهون وأرحم بهم. وإلى أن تبعث روح جديدة للجنوب خالية من شوائب وحدتكم ومهيضاتها سنردد: #رحم_ألله_شهدائنا وأعان شعبنا، وقوى عزيمتنا ليوم نصروسداد لا يغادر احتلال أي كان.