يخادع الجميع بالحديث عن الاستقرار والسلام
بن دغر وخلل التصرف الشعبي العام في عدن
بن دغر يخادعنا جميعا بالحديث عن الاستقرار والسلام بينما الهدف هو اغراء المجتمع الدولي لتسليم أموال الأعمار إلى ذات اليد التي سرقت نفط حضرموت بمسمى اعادة عجلة التنمية للدوران من جديد في المحافظات المحررة .
ولأن جريمة نفط الضبة قد مرت إلى شاطئ الأمان ومرت معها الطبعة الروسية والمنحة السعودية التي تكفلت بتسديد رواتب العسكريين لشهري نوفمبر وديسمبر ، لذلك ستمر حيلة بن دغر وسيحصل على ما يريد وستصرف أموال الأعمار الطائلة إلى جيوب الحكومة المحصنة من اي محاسبة او محاسبية تلك الحكومة التي لا تؤاخذها الا عناية الخالق ولا تمارس اي رقابة عليها إلا رقابة المولى في علياء سمائه واعتقد أنها لن تجدي بعد اليوم أي محاولات سياسية او اعلامية أو حقوقية أو تفاعلية في تعويق مسار هذا الفساد المدلل طالما أن تلك الحكومة نجحت في صناعتنا ابعاضا ومشتتين ، ونجحت في اعادة توزيع قوانا المختلفة في مواجهات بينية ، والقت بنا في عرض الثرثرة نتلهى في ملاهي فيسبوكية نشطة تغرقنا كل ساعة في بحار من النقاشات المتناهية إلى تجزئة المجزأ وتبعيض المبعض وتفتيت المفتت وصدم مكونات الشعب الجنوبي بعضها ببعض .
إننا كشعب في عدن نستمر في مفاجأة الفاسدين بما نمنحه لهم دائما من فرص أخرى تجعلهم يتمادون في العقوق مع الشعب كأنهم طفل يتمادى في التعويل على عاطفة الأم التي هي مجبولة بحكم الفطرة على أن تمنحه صكوك الغفران في كل تجربة يسدد فيها سهما على مصالح تلك الأم الحياتية النفسية منها والاقتصادية والاجتماعية والانسانية .
فكلما ودع أحمد العيسي مدرج عدن الدولي ونفسه تحدثه بأنها السفرة الأخيرة من مدرج بلد أوشك ساكنوه على أن يبطشوا به ويقيموا القصاص على ما اذاقهم من ويلات تازيم قطاع الخدمات العامة يفاجئ كل سفرة بأنه ما يزال يملك متسعا في العودة إلى مسرح جرائمه المعتاد كي يقتل أحلامهم من جديد وسط بيئة مثيرة للغثيان تعلوها معركة من التلاسن على مواقع التواصل الاجتماعي لا يخلوا كثير منها من الترحم على العربيد وتقديم ذلك المجرم على أنه ضحية المناطقية واللوبي المتصل بالمشروع التوسعي للجمهورية الإسلامية في طهران .
مدينة عدن التي كان يتهيبها الفاسدون ومنع صيتها حكام معاشيق من استخدامها كعاصمة للدولة المحررة لفترة طويلة للغاية صدمتنا بأنها رجعت بردا وسلاما عليهم ؛ وعلى غير المتوقع منها ؛ بل لا أبالغ أن قلت أنها صارت منتجعا للحكومة الفاسدة وقريبا ستصبح العاصمة الأولى في العالم للفساد المالي والإداري والسياسي والحزبي .
ولذلك لا يمنعني مانع في أن أقول أن القوى الوطنية والشريفة في عدن قد أصبحت محاصرة من قبل الشعب ، أو بالأصح محاصرة بتبعات التصرف الشعبي العام غير المنظم والذي اصبح يتعاطى الحياة السياسية والإعلامية والحقوقية بطريقة تحاصر جهود ترسيخ مداميك أهداف الثورة الجنوبية ويتسبب بجروح في العلاقات الأهم التي تبنى مع أحلام الجنوبيين من قبل الداعمين الاقليميين لمطالب الشعب الجنوبي في استعادة مؤسساته الأمنية والعسكرية على شرط يوم الحادي والعشرين من مايو 1990م ؛ يتحرك الجنوبيون إعلاميا بطريقة تجرح مجايليهم وتقوي الخط الذي يمثل في عدن جبهة متقدمة للدفاع عن مشروع الوحدة أو الموت الذي يطبخ في صنعاء ومأرب .
ومالم ينضج التصرف العام في عدن ويحذق مضمون الصراع القائم فعلا بين تيارين أحدهما فقط يسعى إلى رفعة الشعب الجنوبي وتحقيق أحلامه وامانيه ، إذا لم يحذقوا ذلك الآن فإن بن دغر يستطيع أن يستخف بهم ويتحدث من عدن عن هراءاته المستفزة التي لن تنتهي عند حد جر عربة القطار الموعود على ذات السكة التي مرت منها الفلوس والايرادات التي تسربت من بين أصابع أفراد حكومته ووزرائه