عفاف سالم تكتب:

مفاوضات جنيف ودماء الشهداء التي ذهبت هباءً

بات من المؤسف ما تقرأه يوميا من أخبار وما تشهده البلاد من عبث عديمي الضمائر من لصوص المال العام الذين عاثوا في الأرض الفساد ودأبوا بكل الطرق والوسائل على الاستحواذ والبطش والسلب والنهب و تشويه كل موقع يتقلدون مسؤوليته ، وهذا حال كل من طغت عليه ثقافة الفيد وغاب الخوف من الله عن نفسه ، ولأنهم نسوا الله فقد أنساهم أنفسهم ، ظنوا أن الرقابة فقط من  ولاة الأمر ، فإن غابت فالمال السائب يعلم السرقة ويترك الحبل على الغارب ، لكن فاتتهم الرقابة الربانية التي تلخص الموضوع (مالك من أين اكتسبته وفيما أنفقته).. فهل ستتجرأ حينها لتقول سرقته؟!.

 

مرتبات خيالية بعشرات الملايين لمحافظي البنوك أصابتنا بالذهول ، ومرتبات بمئات الآلاف وأخرى بعشرات الآلاف ويستمر العد التنازلي لمحدودي الدخل ومرتبات الملاليم انتهاءً بعديمي الدخل.

 

توزيع غير عادل لكل شيء ، واستحواذ أفراد على كل شيء ، البحار والآبار والماء والهواء والحجر والشجر وأثرياء متخمون وفقراء مدقعون!..

 

غلاء فاحش تواجهه الحكومة بزيادة المرتبات للترضية بقرار غير عادل أيضا ، فصاحب الدخل الكبير ستكون زيادته كبيرة ، وصاحب الملاليم - أي الريالات المعدودة - ستمنحه الفكة ، أما عديم الدخل فله الله.

 

 

 

المسألة والمعالجة الحقه هي تخفيض الأسعار وكبح جماح التجار من الفجار والحد من فوضى الدولار الذي يتحكم فيه الكبار.

 

كم نأمل أن نسمع هتاف "تخفيض الراتب واجب" ، فالتوزيع العادل للأجور وتفعيل المحاسبة من شأنه أن يحد من العبث الحاصل بسبب ظرف الحرب الذي تم استغلاله.

 

سمعنا عن لقاء جنيف الذي سيشارك فيه الحوثة والشرعية.

 

مؤكد أن الحوثة هم الرابح الوحيد من خلال الاعتراف بهم كشريك وكطرف أو فصيل سياسي وليس انقلابي فضلاً عن التنازلات الأخرى من فتح المطار ورفد البنك بصنعاء بالمال و..و..و.. ومع ذلك أتوقع أنهم سيُفشِلون الحوار مثل كل مرة.

 

والشرعية التي رضخت لمطالب الحوثي جراء الضغوطات عليها أن ترضخ لمطالب الانتقالي كونها أكثر مشروعية من المطالب الحوثية وحينها ستكون قد حققت مكسبًا لشعبها الصابر المغلوب على أمره.

 

وليتها تكون أكثر جرأة وتحسم الأمر  فكفى.. وكفى.. وكفى.. الدم الجنوبي الذي نزف بالمحافظات الشمالية التي وقف الإخوان فيها ليس حجر بل جبل عثرة وحال دون تحررها وأصبح الأمر معروفا للقاصي وللداني.

 

ولذا وجب سحب القوات الجنوبية وإعادتها لمحافظاتها وحينها لن يطول الأمر كثيرًا وسنشهد مواجهات حامية الوطيس بتلك المحافظات التي تقف اليوم متفرجة متلذذة بقوافل الشهداء المغدورة رغبة في إطالة أمد الحرب تغذية لمصالحها التي مؤكد أنها ستهدد في حال إعلان فك الارتباط أو الإقليمين وحينها سينقلب السحر على الساحر.

 

وكم من صديق الأمس غدا عدو اليوم والعكس صحيح والمصالح تلعب دورها وما عهد عفاش منكم ببعيد.

 

نكرر.. على الشرعية والانتقالي حقن الدم الجنوبي وإيجاد المعالجة المنصفة للشعب الذي عانى كثيرًا في وطن تذهب خيراته للناهبين ويحرم منها المستحقون الذين همشوا معيشيا وتعليميا وحقوقيا ووظيفيا وإنسانيا وأمنيا و..و..و.. وعلى الإخوة في التحالف أن يكونوا منصفين فالقضية عادلة والمطالب حقوقية ومشروعة.

 

في الأخير صلوا وسلموا على نبينا وسيدنا وشفيعنا عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.