هادي والهروب نحو صنعاء

هادي بين الامس واليوم

المرء حيث يضع نفسه فإذا أعزها علا أمرها وإذا أذلها ذل وهان قدره..! " - عمرو بن العاص-.
• هذا ما آلت إليه الأمور خلال اقل من ثلاثة اعوام، في تصوير لنقيضين مختلفين، تقلبات توضح لنا خصوصية المشهد اليمني بكافة تعقيداته، ومدى تشابك مصالح اللاعبين فيه، وبرغم كل تلك الاختلافات، يوحدهم الجنوب لا على هدف بناءه وانما على ابقاءه تحت قبضتهم، لضمان استمرار نفوذهم ومصالحهم التي غنموها طوال احتلالهم للجنوب.

• ففي المشهد الاول كان هادي محاطاً بالقوة والمنعة والعزة، يقف كتفاً بكتف مع صناع الانتصار من ابطال الجنوب، الذين صمدوا ودافعوا عن الأرض وكسروا شوكة الحوثي المعتدي، واعادوه إلى سدة الحكم.

• وضعوا ايديهم في يديه، كيف لا وهو جنوبي منهم، وكما يقال: "عمر الظفر مايطلع من اللحم"، وهكذا كان التف الجنوب حوله دون اي شروط دافعهم الاول الدفاع عن الوطن، ولرد الصفعة لمن حاول الاستنقاص من جنوبي يتمثل في شخص هادي، اعادوا له ابتسامته وكرامته التي داس عليها غلمان الحوثي شمالاً، واووه ونصروه كانوا رجال صدق ومشورة، لا يحيدون عن هدف الشعب: الاستقلال واستعادة دولة الجنوب.

• ثم حدث مالم يكن في الحسبان!! قوبل الإحسان بالاساءة!!، والجميل بالنكران، !! فالظفر لم يكن جزءا من ذلك اللحم، سارع هادي الى الوقوف بصف من خذله، واختار منذ اليوم الاول جانب كل من عادوه، ليراهن على تلك الادوات القديمة، ولم يكتفي بذلك فقط فذهب ليبيع كل تلك الأيدي التي امتدت اليه، بل وكان الاشد حرصا على بترها، وكأن مساً اصابه صوّر له أن الجنوبيين هم من خذلوه في صنعاء!! وأن من يقربهم ويتحالف معهم اليوم هم احرص الناس عليه.

• انقلابٌ كان الخاسر الأكبر فيه هادي، لم يخسر تلك الشخصيات وحسب، بل خسر شعباً متسامحاً غفر لهادي كل مساوءه السابقة، وظن بطيبته المعتادة أن هنالك فرصة لتكفير الرجل عن خطاياه بحق الجنوب، وأنه آن الاوان ليستفيق من غفوته التي طالت، ولكن تلك الاماني ذهبت ادراح الرياح فالرجل بكل افعاله يصر على تنكره لكرم الجنوب، ومقابلته بأشد انواع اللؤم على الاطلاق.

• وهاهو اليوم، يتلاعب به حفنة من الصبيان، ويتقاذفونه يمنة ويسرة، امعاناً في استصغار شأنه كلما سنحت لهم الفرصة، آخرها مظاهرات ليلية تخرج خلسة، لا توازي حتى حشود ازدحام الناس على افتتاح مطعم شعبي، لعبة مكشوفة يستغلها من حوله لتقديم انفسهم كبدائل لرئيس فقد شعبيته وحاضنته الجماهيربة، تحسباً لأي تغيرات في المشهد السياسي المتسارع الأحداث.

• ويبقى السؤال الدائم: إلى متى يستمر هادي في معاداة اهله وناسه؟! وماهي دوافعه لمقابلة كل ذلك الاحسان الذي غمره به شعب الجنوب؟! وهل يستحق اهله وناسه هذا الجحود؟!