عماد الأطير يكتب لـ(اليوم الثامن):

كفانا فساداً وظلما يا مصر

إن ما يحدث حالياً فى وطننا الغالى أمر مبالغ فيه ولا يقبله أى شخص فنحن نسير الى الانحدار وإنتشار الرشوة والسرقة والأختلاس مع إنتشار الخلاعة وقلة الأدب والبلطجة وكذلك إنتشار جشع التجار وأحتكارهم السوق المصرى وزيادة الأسعار بصورة مبالغ فيها .

أين الحكومة من سفالة بعض الفنانات ومن كليبات رمضان المستفزة وحثه على البلطجة

كل يوم أتأكد أن مصر ليست للمصريين جميعاً بل لطبقة معينة هى التى تعيش وتتمتع بهذه البلد ، وهناك طبقات أخرى تطفح الكيل وتعيش المرارة والتفكير وعدم النوم فى توفير أموال المدارس والدروس والمواصلات والأكل والشرب وسداد فواتير الحكومة ، وهناك طبقة أخرى تؤدى جيشها فى منزلهم يتمتعون بحياتهم وغيرهم من أبناء الفقراء يحاربون الأرهاب ويستشهدون لحماية هذا الشخص المستفز ، الذى يقول أنا الملك وأنا نمبر ون ، ويتباهى بأمواله وهو من نشر البلطجة والعبارات المسيئة فى مصر وينشر مايريد على حسابه الشخصى بدون رقابة وكان أخرها مشهد ساقط مع وفاء عامر حذفته الرقابة ونشره بدون محاسبة أو مسألة من نقابة المهن التمثيلية أو الجهات المسئولة  .

 ولا أعلم لماذا محمد رمضان ، لماذا لا يحاكم ويحاسب بتهمة فساد الذوق العام أو نشر مواد خليعة تحثُ على أنتشار الرزيلة وهناك أيضاً بعض من  الفنانات التى تعرض أجسادها وأجسامها بالتفصيل على الحسابات الشخصية ومنهم سما المصرى ، الذى تقوم بعرض مستمر وإيحاءات جنسية مبالغ فيها فأين الحكومة من محاسبة هؤلاء العاريات التى تثير الشهوات ويقلدها الفتيات ، وغيرها من الأشياء الكثيرة والدخيلة على مجتمعنا المصرى الشرقى ، فتركنا الحياء وأتجهنا نحو الخلاعة وقلة الأدب ورقص كيكى وغيرها من الأشياء القذرة ولكن دائماً نقلد الغرب فى أسوأ ما عندهم ونترك تقليدهم فى التطور وفى العلم وفى الأبداع فى كافة المجالات .

  مصر تتحول من دول مصدرة للأرز الى دولة مستوردة لمحصول الأرز تحت مقولة كله فى مصلحة المواطن

أى عقل هذا الذى تعملون به لتحولون دولة منتجة فى عنصر كنا نتميز به إلى دولة مستوردة وتقولون لمصلحة المواطن  فالدول لا تتقدم يا سادة إلا بالصناعة أو الزراعة أو التجارة ،  والأن مصر يتم قتلها فى الزراعة كما تم قتلها سابقاً فى الصناعة  ، وعيباً على دولة عدد سكانها يتخطى المائة  مليون أن نستورد القلم الجاف والقلم الرصاص وفانوس رمضان ...

سيطرة التجار على السوق المصرى والتحكم فيه كما يشائون تحت مسمع ومرأى الحكومة

إن هؤلاء التجار يسيطرون على السوق المصرى وهم معروفين فى مصر ولكن النفوذ والقوة لا أحد يستطيع التقرب منهم ، فهم يضعون الأسعار كما يريدون ولكم أن تقارنوا بين أسعار المنتجات فى بلدها الذى تم استيرادها وبين بيعها فى مصر وبين أماكن بيعها فى البلاد العربية ، ستعلمون أن مصر تبالغ فى الربح وفى الأسعار وفى أختيار الخامات الغير جيدة أحياناً  ، وأصبحنا نعانى المرين معاً مرارة الأسعار ومرارة الجودة المغشوشة .

نتباهى بحضارة الماضى وننحدر الى الاسفل والدول من حولنا تتطور الى الأفضل

لو نظرنا إلى حال مصر فنجدها دولة فقيرة ومتخلفة فى مراحل التكنولوجيا ومواكبة التقدم فى مجالات العمل المهنى والمصرفى على الأقل ، ومازلنا نقف طوابير ونستخدم كمية أوراق وطوابع بريد مبالغ فيها وملفات ورقية وزحمة فى جميع المصالح الحكومية ، والدول من حولنا تتقدم وتتحول الى الأنترنت ، والقيام بكافة الأعمال وأنت فى مكتبك أو منزلك ، ولكن فى مصر الوضع مختلف فلابد أن تذهب الى المصلحة وتقوم بتصوير كمية أوراق مبالغ فيها وأحياناً تحتاج أن تقوم بدفع إكراميات حتى تنتهى فى وقت سريع وترحم نفسك من مرارة الزحمة  .

 فهى الحقيقة يا سادة والكل رأى وسمع عن هذا ، فلماذا لا نستخدم الانترنت فى حياتنا  ؟ ولماذا لا يكون لدينا شبكة بنوك مترابطة مع بعضها البعض ؟  حتى يستطيع المواطن أن يسحب مايريد من أى ماكينة صراف كما يحدث فى البلاد العربية التى لا تملك حضارة السبع الاف سنة  ، والغريب فى الأمر عند السحب أو طلب كشف حساب أو القيام بأى عملية مصرفية يتم إحتساب رسوم عليك  .

يجب أن تعلم الحكومات أن الحضارة والتقدم والإصلاح الأقتصادى ليس طوب فقط بل أهتمام بالإنسان ومعيشة الانسان وظروف الحياة وتوفير سبل الحياة الاساسية ، فلا تجعلوا المواطن يفقد أنتمائه للوطن نتيجة العذاب الذى يراه يومياً من ظروف معيشية قاسية ، فلابد من إيجاد حلول ابتكارية وليس حلول تقليدية تُبنى على تحصيل الضرائب فقط دون التفكير فى موارد أخرى للدولة بعيدة عن جيب المواطن ..