الرد الحاسم سيكون بدايته من شبوة

شبوة تواجه لصوص الظلام

 اللصوص وحدهم مَن يتسللون ليلاً، يكرهون النور فهو عدوهم الأول الذي يفضح كل تحركاتهم، لذا اختاروا معركتهم في ذلك الظلام الذي الفوه ونشأوا فيه، ليكون طرفي الصراع خفافيش تنشط في الظلام، واسود شبوه الذين يصولون ويجولون ليل نهار على كامل التراب الشبواني، وويلٌ للخفافيش من الاقتراب من عرين الأسود، فالأرض تنحاز دائماً وابداً لأهلها.

 ما تقوم به هذه العصابات فعلٌ قديم جديد، وهم يقلدون كبيرهم الذي علمهم السحر، ذلك العجوز الهارب يتخذ من الظلمة ستاراً ليواري به سوءاته وما اكثرها، لكنه عبث هذه المرة مع الأشخاص الخطأ.

 يحرك مرتزقته بجنح الظلام حتى لا يشعر بهم أحد ليتلصصوا على ديار غيرهم!! لا هدف له امنياً او خدمة للمواطن، كل ما يشغل باله هو الذهب الأسود، ذاك الذي اختلط بسواد قلبه الممتلئ حقداً وكراهية للانسان عموماً والحنوب بوجه خاص.

 يغامر العجوز الخرِف بأحد اوراقه المحروقة، بعد فشل كرت الجوكر الرابح (الإرهاب) الذي تم حرقه وتدميره على يد ابطال النخبة الشبوانية، هو اليوم بات على يقين من تسرب هذه الثروات التي تدر عليه مئات ملايين الدولارات من بين يديه، لتعود إلى ملاكها الاصليين، لتستفيد منها أرض شبوه التي دمروها طوال عقود، وجعلوها حبيسة صراعات لا تنتهي، وكلما انطفأت نار، سارعوا لإشعال غيرها.

 يحاول العجوز تنفيذ نفس السيناريو القديم، شراء ذمم بعض ضعاف النفوس، ممن باع شرفه وارضه وارتضى لنفسه المذلة والإهانة، مقابل حفنة من الاموال، ضارباً بكل تطلعات مئات الالاف من اهل شبوه، ليسرق احلامهم في مستقبل مشرق لابناءها وكل الجنوب.

 هذه المرة لن تكون كسابقتها، فشبوه قد حزمت امرها، وعقدت العزم على استعادة حقها بأي ثمن، وستضرب بكل ما اوتيت من قوة كل من يفكر اخذ ماهو لها، فالأسُود على اهبة الاستعداد وزئيرهم زلزل الارض وملأ الدنيا، ليبث الرعب في قلوب اولئك الغزاة، الذين يتوهمون الاستئثار بخيرات شبوه لحساباتهم الخاصة.

 التحرك المأربي الأخير كشف الأوراق، واظهر خيوط اللعبة المرسومة للإبقاء على وصاية الجنوب، لكن الرد الحاسم ستكون بدايته من شبوه التي ستنسف كل مخططاتهم ومشاريعهم، وستدق اول مسمار في نعش شرعية الفساد، ويبدو اننا على مشارف مواجهات جنوبية - شمالية ستكون نتيجتها قص كل خيوط اللعبة، وتمزيق كل تلك الاوراق التي يلعب بها لصوص الظلام.