سلمان صالح يكتب لـ(اليوم الثامن):

من هم العدنيون.. ولماذا الآن؟

أزعم أني من ضمن من عايشوا الحراك السلمي الجنوبي "هيئة النضال الوطني الجنوبي"، في بداياته، ومن ساندوا الانتفاضة الجنوبية من خلال المنتديات الالكترونية التي كانت حينها "منصة من لا منصة له".

حين اشتد الحراك حينها، ظهرت بعض الأصوات التي تشكك في التصالح والتسامح الجنوبي ولا زلت احتفظ ببعض التصريحات لأبناء شهداء قضوا في احداث يناير 86م، بل انهم طالبوا بالقصاص من مجموعة من الضباط الجنوبيين الذين وجدوا أنفسهم على قارعة الطريق قبل ان يقودهم الفقر والجوع الى تفجير الثورة الجنوبية المباركة.

قلت حينها في أحد المنتديات اليمنية ان "هؤلاء لا يستطيعون الحديث عن جرائم نظام الاحتلال اليمني في الجنوب، وهي اشد بشاعة من الحرب الأهلية 86م، والتي الطرف الفاعل فيها ليس جنوبيا على الأرجح".

حاول نظام الاحتلال حينها ان يدفع بتلك الشخوص الى تبني مشاريع معارضة للحراك الجنوبي، الا ان النظام رحل ورحل صاحبه إلى الابد بينما لم يرحل الجنوبيون بل لم تمت قضيتهم التي انتصرت في الحرب العدوانية الأخيرة.

حين فشل نظام صنعاء في افشال مشروع التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي، ذهب الى صناعة مشاريع داخل الجنوب بهدف ارباك المشهد ومن أبرز تلك المشاريع التي روج لها النظام اليمني حينها مشروع "العصبة الحضرمية" التي أشرف عليها الزعيم القبلي صادق بن عبدالله الأحمر، الا ان الشعب الجنوبي في حضرموت تمكن من اخماد العصبة الأحمرية، وانسلخ منها الكثير من أبناء حضرموت الشرفاء الذين انخرطوا في العصبة على أمل ان يحصلوا على جزء من حقوقهم التي كان ينهبها النظام اليمني المحتل للجنوب حينها.

تذكرت ذلك خلال جلسة مع صديق لي عدن وجنوبي للنخاع لا مش كذا وبس بل هو من مشجعي نادي حسان أبين، تعرفت عليه خلال احدى مباريات التلال مع نادي حسان في معلب المدينة الرياضية بالشيخ عثمان، قبل ان تتعمق علاقتنا على منتديات كورة يمنية.

مساء السبت كان صديقي يطالع تصريحات مسؤول محلي في العاصمة عدن "يتحدث فيه عن ضرورة انتزاع حق أبناء عدن"، وحين انتهاء من القراءة سألني "من يقف خلف هذه الدعوات وهل بإمكان أبناء عدن ان يحصلوا على حقوقهم، من خلال هذا الحراك العدني؟".

قلت له "اذا اردت ان تعرف اهداف أي مشروع انظر من يروج له وستعرف من يقف خلفه، وعندها ستعرف اين مكان عدن من هذا الحراك او النشاط السياسي".

سألت "يطالب العدنيون بحقهم في حكم مدينتهم، وهذا حق لا يستطيع أي مخلوق ان ينازعهم إياه، لكن من هم العدنيون الذين لهم حق هذا الحق؟.

اذا كان القائم بأعمال العاصمة عدني، وابن عدن؟ واذا كان مدير الشرطة عدن وابن عدن؟، وهناك الكثير من الكوادر العدنية التي تدير المرافق الحكومية في عدن، فمنهم العدنيون؟.

قلت لصديقي "اذا كان العدني هو من ولد وعاش في عدن، فشلال شائع هو ابن عدن؟.

قاطعني "هل تقصد ان الهدف من الحراك العدني إزاحة شلال"؟

قلت له "شلال علي شائع كمدير شرطة عدن، لا تربطني به أي علاقة ولم التق به الا مرة واحدة قبل نحو عامين وكان لقائي بها حينها من اجل عمل مقابلة صحافية، ولم التق به ابدا ولا تربطني به أي علاقة، لكن علينا ان نعيد بالذاكرة الى الوراء "شلال علي شائع حين كان يقاوم من اجل أمن واستقرار عدن، كان صاحب التصريح يؤدي التحية العسكرية لزعيم تنظيم القاعدة في المنصورة، في حين كان شلال شائع تحرسه دعوات الناس من المفخخات التي كانت تضرب عدن حينها، وتستهدفه شخصياً.

قال لي صديقي "افهم من كلامك ان الهدف من هذا الحراك هو الإطاحة بشلال علي شائع؟".

قلت له "نعم في أطراف تريد استغلال موضوع عدن للعدنيين وتصديره مرة أخرى الى المشهد من أجل الإطاحة بمدير أمن عدن الذي يعتقل العديد من العناصر الإرهابية، حيث يعتقد من يقف وراء ذلك ان الإطاحة بشلال علي شائع قد يعجل بإطلاق سراح تلك العناصر الخطيرة والمتورطة في هجمات إرهابية.

ومما لا شك فيه ان من يدعم القضية العدنية في هذا التوقيت يطعن في حق أبناء عدن في ان يحكموا مدينتهم بعد عقود من التهميش والحرمان.

ولا اعتقد ان هناك جنوبي يرفض ان يحكم أبناء عدن عاصمة الجنوب فهم الأولى بغيرهم ولكن الجميع يرفض يتم استخدام مظلومية أبناء عدن في صراع جنوبي داخلي، فبعض من يدعون دفاعهم عن عدن يطالبون بصراحة ان تكون عدن عاصمة لكل اليمن، وهذا ينسف خفايا ما يقومون به باسم قضية عدن.

بقي ان نشير الى ان العدنيين هم من يؤمنون بقيم ومبادئ عدن المدنية الاصلية لا أولئك الذين اجرموا بحق المدينة وهم معرفون للقاصي والداني.