مطلب شعبي ووطني
عن المكون السياسي الجنوبي
المُتتبع لشأن الداخلي اليمني، ولما يدور في المنطقة يدرك تسارع الاحداث، وان المنطقة كلها بصدد إيجاد حلول لكافة القضايا العالقة، والتي عصفت بدول الربيع العربي، ومنها سوريا واليمن وليبيا .
المفاوضات المستمرة التي تجريها الأطراف العربية والدولية بهذا الخصوص، تكشف ان هناك بوادر لإنهاء الصراع في عدد من الدول العربية التي تشهد احداث دامية، وبالتزامن مع ذلك سيتم إعادة تقسيم نفوذ الدول الكبرى في المنطقة مجدداً .
ونحن في الجنوب جزء رئيسي ومهم في هذه المعادلة ،لأهمية موقعنا، ولأهمية الانتصارات التي تحققت مؤخراً سواء ضد الحوثيين وصالح، او ضد الجماعات المسلحة الأخرى .
هذه الانتصارات التي تحققت، والتضحيات الكبيرة التي قُدمت منذُ العام 2007 بحاجة اليوم الى من يستثمرها لصالح شعب الجنوب وقضيته العادلة، ولن يحدث ذلك إلا بوجود " كيان سياسي " جنوبي يلتف حوله أبناء الجنوب، ويكون بمثابة الحامل لقضيتهم وآمالهم وتطلعاتهم .
كل المؤشرات تقول ان القادم، هو للعمل السياسي، ومن يجيد يلعب سياسية سيضحك اخيراً، بغض النظر عن موقفه من الاحداث او الانتصارات والهزائم التي تحققت .
لذلك بات اليوم من الضروري ان يكون للجنوبيين حامل سياسي يمثل قضيتهم، خير تمثيل في أي مفاوضات قادمة، خصوصاً بعد ان بات الجنوب اليوم بنسبة كبيرة تحت سيطرت ابناءه، ولم يبقى الا ان تتوج هذه الانتصارات بإنتصار سياسي نستكمل فيه اهداف شعبنا .
الكيان السياسي الجنوبي بات اليوم مطلب شعبي ملح، والناس باتت تترقب ظهور هذا الكيان بعد اعلان محافظ عدن قبل اكثر من ثلاثة اشهر ان هناك عمل لإيجاد كياني سياسي، وهو الامر الذي تم بالفعل، حيث شٌكلت لجنة فنية للإعداد لهذا الكيان .
مؤخراً وفي لقاء قصير مع اللجنة الفنية، حدثونا عن اخر المستجدات فيما يخص المكون السياسي او ما اطلقوا عليه " المجلس الانتقالي الجنوبي " وبعض التوضيحات فيما يخص المسودات الأولى من وثيقة المجلس، وللأمانة كان عمل كبير، يبدو انه تجاوز أخطاء المكونات السابقة ولا سيما من حيث المعايير لاختيار أعضاء المجلس من مختلف المحافظات .
نأمل من اللجنة الفنية ان تُسارع في جهودها، وتتواصل مع كافة المكونات والشخصيات الجنوبية في الداخل والخارج، حتى يكون هناك تحضير جيد لإشهار المجلس، وبالتالي يكتب له النجاح، ويواكب المتغيرات التي تمر بها المنطقة بشكل عام .
واخيراً ندعو القيادات الجنوبية في الداخل والخارج، ان يكونوا عند مستوى المسؤولية، وان يدركوا حجم الإنجازات التي تحققت، بفضل تضحيات قدمت طوال سنوات الماضية، وعليهم ايضاً ان يستشعروا خطورة المرحلة ومتطلباتها وشركائها، وان يغادروا مربع الماضي نحو مستقبل يكون فيه الماضي مجرد دروس لأخذ العبر .