عماد الأطير يكتب لـ(اليوم الثامن):
نحو مستقبل مالى أفضل
مما لاشك فيه أن معظمنا قد قرأ أو سمع أو كان أحد الأشخاص اللذين تعرضوا للظلم فى العمل نتيجة الانهيار المالى لبعض الشركات والهزة الأقتصادية التى حدثت فى معظم البلدان العربية والتى أدت إلى عدم قدرة أغلبية الشركات على الوفاء بإلتزاماتها تجاه الغير ومنهم الدائنون والموظفين وغيرهم ممن لهم مستحقات مالية لدى تلك المنشأت سواء كانت صغيرة أو كبيرة .
فالكثير من حياة الموظفين قد أنهارت حياتهم وقد وصل الامر إل تدمير كامل للأسرة نتيجة وجود مستحقات مالية كبيرة ضاعت عليه ، وقد تكون الشركات أو المؤسسات تعانى من أزمة مالية فعلاً ، وقد تكون تلك المنشأت قد أتخذت القرار بأكل حقوق الموظفين والدائنون ، ولكن سوف نهتم فى مقالنا بالسبب الأول وهو الإنهيار المالى للشركات مما جعلها لا تستطيع أن تسدد ماعليها من إلتزامات مالية للغير .
بأختصار وحتى لا أكتب كلام إنشائى فالمشكلة مشتركة بين الموظف وبين الشركة فكلاهما يتحمل ضريبة الانهيار المالى ، فالموظف مسئول ايضا عن هذا الوضع مع الشركة ولكن مالك الشركة أو المؤسسة يتحمل النسبة الكبيرة التى تصل الى 90% من الانهيار المالى وذلك بسبب : ــ
ــ الوثوق بأشخاص ليست على القدر الكافى من الثقة ويهتمون بمصالحهم الشخصية ومكاسبهم المادية من وراء ذلك دون النظر الى المصلحة العامة ومصلحة الجميع فهم يعلمون أن المركب سيغرق فكل شخص يريد أن ينهب ما يستطيع من ذلك الكنز قبل الغرق فى ظلمات البحار ..
ــ تعيين أشخاص غير أكفاء فى مختلف أقسام الشركة سواء الإدارية أو المالية أو الموارد البشرية وأيضا المبيعات والتسويق والانتاج وغيرها من الأقسام الأخرى .
ــ عدم النزول الى مكان العمل أو ما يسميه اليابانيين بالجمبة لمعرفة ظروف العمل ولكى يسمع ويرى بعينه وليس بعيون الأخرين حتى يحدد المشكلة ومن المتسبب فيها ومن المسئول ..
ــ الثقة الزائدة فى أشخاص عديمى الكفاءة المهنية وكذلك الأمانة ، واللذين لم يتم تطوير أنفسهم حتى يتلائمون مع مناصبهم فأصبحت القرارات التى يتم إتخاذها قرارات تصب فى الإتجاه الخطأ .
ــ الهدر الذى يتم كل يوم فى مكان العمل والذى يطلق عليه ( مودا) سواء كان هذا الهدر مادى أو هدر وقتى أو هدر متعلق بالأشخاص أو الالات أو حتى الهدر فى المعدات المكتبية، وهو من الاشياء المهمة فى ضياع مبالغ مالية كبيرة وعادة تكون غير مرئية وواضحة للجميع ، وتصل نسبتها فى اغلبية الشركات إلى 80% ، وغيرها من الاسباب الكثيرة التى تحتاج إلى مقالات عديدة ولكن كيف نتجه إذا نحو مستقبل أفضل مالياً سواء للشركات أو الموظفين حتى تتحقق معادلة التوازن المادى والمعنوى للجميع ، فلابد من الموظف أن يسعى إلى تطوير نفسه من خلال الدورات التعليمة والتعليم المستمر أو القراءة والمعرفة وتطوير مهاراته حتى يتناسب مع ظروف ومتغيرات السوق ولا يقف كما هو فى مكانه فالعمل المهنى دائماً فيه متغيرات ..
لابد من كل صاحب عمل أن يكون له دور واضح ومؤثر فى جميع مجالات المنشأة الخاصة به وأن يقوم بتطوير نفسه ، ولا يترك الأمر بدون رؤية وفهم شامل ، وأن يقوم بدراسة ما يتم إتخاذه من قرارات من خلال الادارة المسئولة وهل هى قرارات مدروسة ونتائجها مضمونة تصب فى مصلحة العمل والموظفين أم تلك القرارات تعتمد على إنها ضد الموظفين وتسبب خسائر مالية للشركة وهل يمتلك أصحاب القرار المهارة والثقافة والدرجة العلمية والخبرة المهنية التى تساعده على إتخاذ تلك القرارات أم أن القرارات عشوائية غير مدروسة .
لابد من العمل على زرع ثقافة التطوير والتعليم المستمر لكافة أفراد الموظفين والعمل دائماً على التحسين المستمر لحصد النتائج وما يسمى بنظرية الكايزن لدى اليابانيين ، والتى تم تطبيقها فى شتى المجالات وقد حققت نتائج مبهرة فى تويوتا وغيرها من الشركات الناجحة .
كما يجب العمل دائما على الحد من عمليات التلاعب من خلال الاهتمام بعمليات الرقابة الداخلية والخارجية وكذلك محاولة التقرب من الموظفين وسماع شكاوهم ولا يكون صاحب العمل فى مكان منعزل عن الموظفين وكذلك يجب على صاحب العمل أن يتجه نجو الابــداع والتفكير الابداعى فى عرض المنتجـــات الخاصة به أو إبتكار وسائل تخفض من تكاليفه وترفع من مبيعاته ..
فالتخطيط السليم يساعد المنشأت فى العبور من الأزمات الأقتصادية فلننظر إلى مكانة شركة نوكيا فى بدايتها وفى ظروفها الحالية فقد فقدت مكانتها فى السوق نتيجة عدم الابداع والأبتكار ، وكذلك شركة زيروكس مقارنة بشركة كانون فالأولى رفضت الابداع فى دمج الاسكنر مع الطابعة والأخيرة قبلت الفكرة وكسبت الرهان وتفوقت فى المبيعات ، فكل شركة أو منشأة مالية تفتقد الى الابداع والتخطيط والتجديد سوف تفقد قدرتها على المنافسة فى السوق وفى حجز مكان لها بين الشركات الكبيرة .
فالجميع يجب أن يسعى نحو مستقبل مالى أفضل ولا يبخل أى شخص عن أى مجهود يصب فى مصلحة العمل لإنها مصدر رزق للجميع ، وكذلك يجب على أصحاب المشأت المالية أن تتخلص من الأشخاص السلبية الغير قادرة على التجديد والابداع والقيادة وأن تفكر فى النجاح وأعطاء الغير حقوقهم وليس أكل حقوق الغير وسماع أصوات خفافيش الليل التى تعيش على دم الموظفين ...