ياسر علي يكتب لـ(اليوم الثامن):

مأزق التحالف يُحل باستعادة دولة الجنوب

 • بحسب ادعاءات الاصلاح فإنهم يؤمنون أن سبب حرب اليمن الحالية هو اتفاق دول الاقليم على دعم الحوثي للتخلص من ذراع الاخوان في اليمن التي بدأت تعاظم قوته بعد ثورة 2011.

• ومن خلال سير الاحداث اللاحقة يتضح ان الاصلاح اتخذ من مماطلته في تحقيق اي تقدم او انهاء فعلي للحرب، هدفاً لبناء ترسانته العسكرية، وتعميق تحكمه بمفاصل الدولة، ليضمن عدم تجاوزه هذه المرة وليغرس اقدامه في الشمال اكثر وأكثر ليقدم نفسه كجظء من الحل بعد ان كان سبباً في المشكلة.

• كل هذا لم يكن ليتم لولا رضوخ تيار هادي المؤيد للشرعية للعب دور المطية، التي استخدمها الاصلاح لشرعنة كل تحركاته وتعييناته المدنية والعسكرية، هي اشبه بعملية احلال وتبديل لدولة عفاش العميقة لتحل بدلا منها اذرع جماعة الاخوان.

• الواقع اليوم يبدو منفتحا على عديد خيارات أقواها الحوثي الذي لا يزال يؤدي دور الكومبارس عن ايران بجدارة واستحقاق في حربها ضد العرب والمملكة بوجه خاص، ثم يأتي بعد ذلك تحالف قطر وتركيا مع ايران، الذي اوجد له موطئ قدم في اليمن عبر ربيبه الاصلاح الذي يرتهن بالسمع والطاعة لاجندات الجماعة، وتبقى شرعية التحالف الضعيفة في مأزق كبير ، فلا هي حسمت الحرب، ولا فرضت نفسها في الأراضي المحررة.

• وللخروج من هذا المأزق يجب على التحالف ان يراهن على الجوكر الجنوبي، صاحب الانتصار الوحيد، والورقة الرابحة التي فرضت نفسها كطرف متحكم بالحرب والسلم، والوحيد الذي تصدى للمشاريع الخارجبة التي يراد فرضها في اليمن، ويبقى الجنوب وحده صاحب المشروع العربي الخالص ذو البعد القومي والعمق الاستراتيجي لدول التحالف، وهو الحل الاقرب واقعية، والاقل كلفة.

• ومتى ما اراد التحالف ان يستند على حل سياسي لابد أن يكون بدايته من الجنوب، وضمان استعادة دولة قوية تعزز الأمن القومي العربي، وهي قد اختصرت الكثير كونها قضية عادلة وذات ارث سياسي كبير، يمكنها من تحقيق نصر عربي آخر، على مبدأ الخروج بمكسب بدل الوقوع في خسائر كاملة، فضمان دولة تتوائم مع المجتمع الخليجي والعربي افضل من خسارة اليمن بأكمله لتحالف قوى الشر التي تتربص لا بالجنوب واليمن وحسب بل بالخليج بأكمله.