عبدالرحمن الخضر يكتب لـ(اليوم الثامن):

مفاوضات ( اللعب على المكشوف ) !!

مشكلة الأزمة اليمنية ان جميع الأطراف المشاركة في الحرب فيها ومن يشاركون فيها أيضا بصنع ورسم سيناريوهات هذه الأزمة والحرب

التي أصبح فيها ( اللعب على المكشوف)

المشكلة ان الجميع  يتحدث عن ضرورة إحلال السلام في اليمن ! لكن في واقع الأمر أن جميع الأطراف المؤثرة والمشاركة  في الحرب التي يسميها البعض أزمة

والبعض الآخر يسميها حرب انقلابية انقلبت  فيها جماعة على السلطة الشرعية الغير شرعية أصلا ! من حيث ابعاد وتراكمات الأزمة في اليمن بشكل عام

والتي  جعلت البلد بلد أزمة صعبة ومُعقدة صنعتها جهات نفوذ يمنية متخلفة كان لا يهمها سوا كيف ستظل تهيمن على اليمن شماله وجنوبه

تحت شعارات زائفة لا صله لها  بالوطنية لا من قريب او بعيد

المشكة ان رعاة الأزمة والمشاركون في الحرب يدعون الى ضروة حل الازمة اليمنية وهم يواجهون بعضهم البعض ! وأمام الراي العام أصدقاء وحلفاء ! وفي السر يعرفون جيدا انهم يواجهون بعضهم البعض إنما الساحة اليمن ! هذا جزء كبير من هذه الازمة والحرب في اليمن!!

ومن ينظر الى واقع الحال والأزمة السياسية في اليمن يرى انها ليست وليدة انقلاب الحوثيين على شبه السلطة الشرعية في صنعاء ! ولكنها أزمة للأسف الشديد صنعها حكام  جهلة وبدعم اقليمي

لم يضع في الحسبان طيشان وعدم مسؤولية الحاكم في اليمن !  ونتيجة لهذه التداخلات القديمة الجديدة نتجت هذه الأزمة

مع تطوروبروز جهات أكثر عمالة ليس على مستوى اليمن فحسب ولكن تخطت ذلك للتتآمر مع قوى نفوذ دولية واقليمية

هي من تمارس كل هذه الضغوط على دول التحالف من أجل ان تخرج الحوثيين من حجم وصفة  إنقلابيين صدرت بحقهم قرارات دولية

إلى جماعة تتمتع بثقل عسكري وسياسي يؤهلها في نظرهم هم الى ان تصبح شريك ندي في أي محادثات او تسوية سياسية !

كل هذا للأسف يحدث مع علم دول التحالف بحجم المؤامرة التي تحاك تجاه المنطقة على المدى البعيد القادم !

وكل هذا تشارك فيه قوى نفوذ يمنية فيها من قصر النظر السياسي ما يجعلها ان تتسبب في ضعف دور دول التحالف العربي سياسيا وعسكريا !

وهذا ما حدث في السويد وخفايا وأسرار جبهة الحرب في الحديدة ستكشف في القريب حجم المؤامرة ! فعن أي محادثات سياسية ناجحة يتحدثون والحرب مستمرة ولكن بصورة فيها خدمة

 للحوثيين وحلفائهم سياسيا وعسكريا !  عن أي محادثات تحدثوا والمشكلة في اليمن لم يتم بحثها او وضع خطوط عريضة  وشاملة لها

لإيجاد حلول مستدامة وليس مجرد ضغوط ولقاءات في دولة اوروبية او عربية

حتى يتم إيقاف أي تقدم او شبه انتصار عسكري على عدد من الجبهات وأهمها جبهة الحديدة

ان كل مهتم ومتابع للاحداث في اليمن يتمنى ان يسمع من جميع الأطراف

الحديث عن ضرورة ايجاد حل سياسي شامل في اليمن حل مستدام يخرج اليمن من وضع  با لطبع ستستغله قوى دولية واقليمية

معادية حتى تظل اليمن وبموقعها الجغرافي الهام منطقة منها وعبرها يسهل تهديد امن دول المنطقة وابتزازها ! الجميع يدعوا كل أطراف الحرب في اليمن

الى الدعوة الى محادثات حقيقية وشاملة تنهي الصراع وتقطع الطريق على تجار الحروب  وهذا لن يتحقق بين محادثات بين طرفين انقلابي وسلطة شرعية

لا يمكن ان تكن سلطة فاعلة في ظل وضع صعب وبالغ التعقيد تتصدره ( القضية الجنوبية ) فهل يعقل ان تكون جماعة انقلابية أكثر حضورا واهتماما من حضور قضية تمثل وطن وشعب أصبح شريك أساسي في الحرب والأزمة !! هل يعقل ان تغيب الجنوب

التي هي سبب في جعل قوى النفوذ اليمنية الشمالية غير مخلصة في حربها مع شرعية رئيسها جنوبي

 لن تخلص وهي عينها على عدن قبل صنعاء ! وتمارس ممارسة سياسة التصعيد والحرب تجاه الجنوب أكثر من تصعيدها تجاه صنعاء !

 ويبقى السؤال لدول التحالف

هل تعتقدون ان استمرار أي وضع في اليمن او اعادته الى ما كان عليه قبل حرب عام 2015م هل تعتقدون ان ذلك يخدمكم على المدى البعيد ! وهل تعتقدون ان إعادة الوضع الى ما قبل حرب 2015م

 انه سيكن لصالح اليمن و المنطقة !

اعملوا على تحقيق الامن والاستقرار الحقيقي في اليمن والذي لن يتحقق دون استعادة دولة الجنوب وعاصمتها عدن وضعوا في الحسبان

تضحيات جسام قدمها شعب الجنوب وقدم من خلالها آلاف الشهداء والجرحى والمعاقين

ليس إلا من أجل استعادة دولته ونظامه الذي تم السطو عليه وتم الانقلاب على كل العهود والمواثيق التي تمت بين نظامين ودولتين

 كلاهما اعضاء في الجامعة العربية والامم المتحدة وغيرها ! بهذا فقط ستنعم المنطقة بالامن  والاستقرار الاقليمي والدولي