د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):

أوجاع وطن ومواطن !!!

في اليمن لا زلنا نتغنى بالتاريخ الذي غربت شمسه وأفل نجمه .. لا زلنا نتغنى بالأمجاد ونتفاخر بالأنساب والألقاب ونستجر التاريخ الذي غار واندثر..
في اليمن انتشر الوباء والبلاء ..وابتلينا بالحروب والمجاعات ..
نتطلع من حولنا وقد أعمى الله بصائرنا بسؤ أعمالنا وخبث نياتنا حتى أصبحنا لا نفرق بين الحق والباطل .. والمجرم والبرئ ،ونقتل بعضنا بعضا ..
نقيم الحد على الضعيف ونحترم القوي والمجرم .. ونحتقر الطيب والضعيف ونبجل اللص والقاتل ونفسح لهم ليجلسوا في صدر الديوان ونشهد لهم زورا بالصلاح والتقوى !!
الأمم والشعوب الحية سبقتنا علما ورقيا وحضارة وتجاوزتنا بمئات السنين ..ولا زلنا نستجر الماضي وسالف العصر والزمان !!
نهضت الأمم والشعوب في العلوم والفنون ..سبقونا في الحضارة العصرية ونحن لا زلنا نبكي على أطلال سد مأرب وقصر غمدان ..وروايات الجن والأساطير مع سيف بن ذي يزن ..وفأر السد وهدهد سليمان .. ونتجادل من أحق بالولاية والخلافة بنو أميه أم بنو العباس أوبنو هاشم ؟؟
والحقيقة ضائعة ..ومن هو على الحق ..الزيدية أم الشافعية .. ثم ننتقل إلى الأعراق والأصول ..الترك والفرس والعرب والأحباش ..والصومال والهنود وتصنيف البشر وأعراقهم ونسخر منهم وهم أطول منا باعا في التقدم !! ..
ماذا قدمنا للبشرية ؟ لاشيء سوى أصفارا مكعبة في الخيبات والانتكاسات !!
نتفاخر بالأوهام والخرافات لكي نعوض إفلاسنا وانتكاساتنا وسقطاتنا ..
كنا خير أمة أخرجت للناس فأصبحنا عالة على البشرية لا ننتج ولا نصنع غير الدماراينما نزلنا وارتحلنا ..
نمارس الظلم في حياتنا اليومية كطقس يومي ضد الآخرين ..بيوت تنهب وأرواح تزهق ومساكن تدمرها الحروب وتفتك بأهلها المجاعات .. نسرق المنح و المعونات والإغاثة والدواء ..ونبيعها في الأسواق!!
ونتشدق بأننا أحفاد الأنصار ..وأحفاد الفاتحين ونحن منبطحون نلوك أعواد القات كالبهائم في الزرائب !!
بيوت الله أصبحت مهجورة ويسكنها الخوف .. ويرتادها السفهاء واتخذوها مجالس قات وسجائر دون مراعاة لحرمتها أو خوفا من الله .. بعد أن هجرها العلماء والخطباء خوفا على رقابهم !!
في اليمن يهان العلماء ويبجل السفهاء والمنافقين والمخبرين والخونة والسماسرة ..يروجون الخمور والمخدرات ويفسدون الشباب ويدمرون الأخلاق وينتهكون الأعراض ويمارسون الموبقات والمنكرات !!
يحاربون الكفاءات والخبرات ..ويقتلون المبدعين .. ويرفعون الفاشلين والسفلة ..
الطيار في عدن الذي كان يقود ميج 23 أصبح عاطل عن العمل ويتنقل بالدراجة ..هل تصدقون ؟
الشهداء الذين دافعوا عن الوطن بصدور عارية وماتوا في الساحات والجبهات بعد أن تركوهم اللصوص ينزفون حتى ماتوا بينما
اللصوص يملكون السيارات والفنادق والشقق ومحطات الوقود والمزارع !!
مشا يخ الفيد و الوزراء والوكلاء والقادة وكبار الموظفين يمتلكون عمارات وعقارات ومصانع وأرصدة في مصر وتركيا وغيرها !!
المتنفذون وتجار الحروب زرعوا لنا الحقد والثارات والكراهية وهم يسيطرون على شركات النفط والغاز وينهبون موارد البلاد والعباد وتذهب إلى حساباتهم البنكية والشعب يتسول اللقمة فلا يجدها !!
لا يجد الدواء ولا الكساء حتى أصبحت هذه الأمور ترفا في هذا الزمن الردي ومن مرض أو أصيب برصاصة طائشة أو بترت قدميه بلقم أرضي.. لا يجد من يضمد جراحه ويموت وسط حسرة أهله !!
بينما أبناء اللصوص إذا أصابت أحدهم حمى ينقل إلى الخارج على وجه السرعة وبعد الشفاء ..النقاهة تمتد إلى 3 أشهر وكلها مسبوقة الدفع !!
حاربنا الشرفاء وأقصينا الحكماء والعقلاء ..وقربنا القتلة وأرباب السوابق والسجون
الطالب عندنا ينجح بالغش والتزوير .. والوظيفة لا تقاس بالكفاءة بل بالواسطة والمحسوبية !!
الرتب العسكرية لا تمنح بالكفاءة بل بالسجل الإجرامي وحسب الجنايات التي قام بها صاحبها !!
السارق لا يحاسب على ما سرق ونهب بل يلتحق بمدرسة من سبقوه من اللصوص ويرقى في عمله والمصلحة بالنص !!
هذا هو اليمن ..فمتى يأذن الله بالفرج على هذا الشعب ..الذي يحلم بالأمن فلا يجده ..والعيش الكريم ولا يناله .. هذا هو الحال في اليمن الذي يهيمن عليه الخونة واللصوص .. وأخيرا نقول: مهما طال ليل الظالم فلا بد له من آخر وموعدكم الصبح ..أليس الصبح بقريب !! ؟؟