عبدالله جاحب يكتب :

جامعيون برتبة ( جندي )

تقطعت بهم السبل وضاقت بهم الأرض بما رحبت ولم يجدون سبيل لهم , بعد أن أغلقت في وجوههم أبواب الوظائف المدنية( الحكومية) في البلاد وبعد أن وضعت الحرب أوزارها في الجنوب إتجاه خريجون جامعيون إلى السلك العسكري و توزعوا بعد الحرب وعلى نطاق واسع وكثيف بين وزارتي ( الداخلية) و ( الدفاع ) والتحقوا في تلك الوزارات ولم يفكروا ب سنين التعليم والتحصيل العلمي والمؤهل الجامعي كل الذي فكروا به سد الحاجة وإسكات أصوات البطون الخاوية.

التحق الكم الهائل من خريجي الجامعات وأصحاب المؤهلات العلمية العالية بعد الحرب بوظائف عسكرية في قطاع الداخلية والدفاع ( الجيش ) دون أي تفكير بعواقب ذلك وأثرها في المستقبل على حياتهم الإقتصادية والمعيشة والعالمية في قادم الأيام .

اليوم وبعد مرور ما يقارب أربع سنوات ونيف أصبح الجامعيون في مشكلة مستعصية وهي أنهم محرومين من كل الترقيات والدرجات وأصبحوا جامعيون ولكن جنود.

حيث تتم عمليات الترقية بعيدا كل البعد عن هؤلاء الجامعيون ولم يستفيد منهم ولا من الشهادات التي بحوزتهم .

حيث لا تخضع عملية الترقيات للمقاييس والضوابط والأسس القانونية ومنها ( الشهادات ) ولكن تخضع للمجاملات والوساطه ومعايير القبيلة والانتماء والمنطقة.

وأصبح هؤلاء الجامعيون بين أنياب الواقع الذي فرض عليهم وظيفة عسكرية( جندي ) نظراً لا انعدام التوظيف في المرافق التي تتوافق مع الشهادات والتخصصات التي يتمتعون بها , وبين مخالب الترقيات العشوائية التي لا تخضع للمعايير والضوابط والإطار القانونية وتكون وفق الأهواء والمحسوبية والمنطقية والانتماءات الضيقة التي تحرم الكثير من الجامعيون تلك الترقيات.

اليوم نفتح هذا الملف ونناشد وزارتي الداخلية والدفاع بإنصاف هؤلاء الجامعيون وترقيتهم وترتيب أوضاعهم والاستفادة منهم في الجوانب الإدارية في مرافقهم أو تحويلهم إلى مرافق مدنية في مؤسسات الدولة وترتيب أوضاعهم مالياً وإداري .

فليس من المنطق أو من المعقول أن تمنح الترقيات لمن لا يملكون أي مؤهلات ويظل الجامعيون في قائمة التجاهل والتهميش والإقصاء وتمر الأعوام والسنين وهم جامعيون برتبة( جندي ) .