عماد الاطير يكتب لـ(اليوم الثامن):
كيف تستمر المؤسسات الصغيرة فى المنافسة الكبيرة
مما لاشك فيه أن الأونة الأخيرة يعانى منها الجميع سواء شركات أو مؤسسات أو أفراد من مختلف الجوانب ولكن حتى تستمر حياة الملايين من الموظفين فى مختلف القطاعــــات لابد أن تنهض جميـــع الشركات والمؤسسات فى مختلف البلاد ، وعدم تعرضها لهزة مالية تجعلها تفقد قيمتها فى السوق وفى المنافسة من اجل الإستمرارية ..
ووفقاً لخبرتى المالية التى أمتدت الى عشرات السنين والعمل فى مجالات التحليل المالى والمراجعات والقوائم المالية ودراستى لأكثر من خمسين دورة وشهادة حصلت عليها وأيضاً لما أراه يومياً أو أقرأ عنه من ظروف موظفين تم تسريحهم وإنهاء خدماتهم وبدون مقابل مالى ، وأصبحت أسرهم تعانى مرارة أرتفاع الاسعار ، ومرارة ضيق العيش ، فهل الأفضل بالنسبة للموظف إنه يفقد عمله أو يفقد جزء من راتبه ويقبض راتبه شهرياً ؟؟ وهل الأفضل للمؤسسات أن تنهض وتستمر أم تستسلم للامر الواقع وتفقد قيمتها ومكانتها فى السوق ؟؟
بالطبع ستكون الأجابة نريد الاستمرارية سواء للموظف أو لتلك المؤسسات ، وهنا يجب أن يتعاون الجميع من أجل ذلك حتى يتحقق الهدف المنشود وهو النجاة الى بر الأمان والخروج من مأزق الازمات الأقتصادية الحالية التى يعانى منها جميع المجتمعات فى وقتنا الحاضر ..
لذلك أمام الشركات والمؤسسات طريقين لكى تسلكهما من أجل الهروب من هذا المأزق وهو عبارة عن زيادة عمليات التسويق والمبيعات ، أو عن طريق تخفيض المصروفات والنفقات المالية ..
فكيف لتلك المؤسسات أن تزيد من مبيعاتها بدون إنفاق مبالغ كبيرة ؟؟ يتم ذلك عن طريق عمل بروشورات وكذلك عن طريق الاتصال بالهاتف الثابت وعن طريق النزول الى المناطق الجفرافية التى تتركز فيها العملاء اللذين يحتاجون الى المنتج الخاص بتلك المؤسسات وفتح قنوات تسويق جديدة عن طريق الأصدقاء والمعارف وأيضاً من خلال التركيز على المنتجات التى لا تتطلب منك مبالغ مالية كبيرة ترهق المؤسسة ، ومن خلال تحفيز الموظفين على ضرورة المساعدة فى عمليات التسويق للخروج من هذا النفق المظلم فلو تم عمل تلك الأشياء سوف تحقق تلك المؤسسات الغرض التى تسعى اليه ..
وكذلك يأتى البند الثانى وهو تخفيض النفقات المالية ، كيف تحقق تلك المؤسسات الهدف المنشود ويأتى فى مقدمة هذا التخفيض هو تقبل الموظفين لظروف المؤسسة ، وتبدأ الادارات العليا فى مراعاة ذلك وتخفيض جزء من رواتبهم من أجل مساعدة المؤسسة ، فى ذلك وهو أمر قد يكون غير مقبول للكثير، ولكن أيهما أفضل تخفيض جزء من راتب مع الاستمرارية أم اغلاق المؤسسة ، وعدم حصولك على مستحقاتك المالية ..
ويجب أن يتم الدفع المالى لمن يستحق ومن لا يستحق فعلى تلك المؤسسات التخلص من هذا الهدر المالى الغير مقبول وكذلك يجب على أصحاب تلك المؤسسات أن يخفضون من عمليات السحب المالى التى ترهق المؤسسات وأن تتم عمليات الانفاق فى طريقها الصحيح وللضرورة القصوى وكذلك لابد من مراجعة بنود النفقات الأخرى من ضيافة وبدلات اشتراكات النوادى وغيرها من النفقات الترفيهية .
وايضاً أن تراجع تلك المؤسسات مالديها من مركبات وماكينات وغيرها من الأشياء التى ليست فى حاجه لها وتقوم ببيعها والتخلص منها لسببين وهما الاستفادة من العائد المادى أولاً ، وأيضاً اخلاء الاماكن التى تشغلها حتى تستغلها المؤسسة فى أغراض اخرى مثل إيجارها للغير أو اخلائها إن كانت مؤجرة من الغير .
ويجب أن تبدأ سياسة الترشيد الفورى فى انهاء أى عمليات شراء غير هامة وكذلك التوقف عن التوظيف الجديد إلا إذا كنت فى حاجة له ، واخيراً لابد من استغلال الطاقات التى تملكها من قوى بشرية فى تحريكهم لدفع عجلة الانتاج والتسويق فى مؤسستك والاستعانة بمن هم أصحاب الخبرة لديك لكى يرسمون لك الطريق الذى تمشى عليه ..
واخيراً يجب أن يتم وضع خطة زمنية تحقق لتلك المؤسسات ما تسعى اليه ويكون محدد بوقت وزمن معين ويكون فيها مراجعة تامة لكافة النفقات والتسويق والداخل والخارج يومياً للمؤسسة من كاش ومتابعة لذلك وأن يكون الجميع على قلب رجب واحد وليس النظر الى المؤسسة على إنهاء وعاء يملاً منه ما نحتاج اليه من نقدية أخر الشهر فقط ..
وكذلك يجب أن تنظر تلك المؤسسات الى الموظف على إنه شريك النجاح وليس عامل فقط فالعلاقة أكبر من علاقة موظف بمكان عمله فهى علاقة عشرة ومحبة واخلاص ووفاء فإذا كانت نظرة صاحب العمل والموظف تسير فى هذا الاتجاه فلن تفشل تلك المؤسسات لان الاخلاص والامانة والحب والأجتهاد قـد توفر وتحقق والجميع أصبح مؤمن أيماناً كاملاً من داخله بما يفعله وبما يريد أن يحققه ..