د. علوي عمر بن فريد يكتب :
هذا زمن الثعالب والجبناء !!
هناك مقولة كان يرددها أجدادنا في الزمن القديم تقول:
(هذا زمان الهيك سعد من كان هيكه )
ومعناها أن هذا الزمن هو زمن التافهين والسفهاء وهم كثيرون في هذا الزمن الردئ!!
ونحن لم نكن في يوم من الأيام الحالكة السواد والتي عاصرناها ...لم نكن من الجبناء حتى نخفي ما نعلن من مواقف أو ما نكتب أو ما نقول..
لم يحدث أن أخفينا أنفسنا خلف أسماء وهمية ..ولم يحدث أن كتبنا كلاما بدون حياء ودون أن نتأكد من مضمونة !!
وليس من شيمنا وأخلاقنا أن نقدح أو نذم الآخرين دون دليل ،وهناك عقليات مريضة ونفسيات حاقدة تحاول أن تثير الغبار حتى يراها الآخرين ،وهي لا تكاد ترى بالعين المجردة لأنها ولدت متأزمة ومتقزمة ..أشبه ما تكون بسقط المتاع الملقى على قارعة الطريق لا يفرز إلا الميكروبات الملوثة ...كائنات تتناسل في الأزمنة الرديئة وفي النهاية تأكل بعضها بعضا !!
لا تفقه شيئا في السياسة ولا الثقافة ولا أدب الحوار تدور حول نفسها تحاول التسلق للحاق بدورة الزمن التي قطعت سنوات ضوئية وهي عاجزة عن إدراكها ،لا تقدم إلا العجز والفشل وهذا دأب كل ساقط ولا قط وهم أشبه بالطابور الخامس كما عودونا وألفناه في حملاتهم ضد كل صاحب رأي حر !!
نعم إننا نشاهد العجب في زمن الأقزام والساقطين أخلاقيا ..في زمن قل فيه الرجال وكثر المنافقون الذين يتوارون في عتمة الليل لأنهم يخشون المواجهة ، ويطعنون غدرا في الظلام ...إنهم الثعالب الماكرة الجبانة التي لا تجرؤ على المواجهة أو حتى الإعلان عن هويتها وأسمائها !!
لأن هذه الكائنات تعيش في زمن الوهم ويتلبسها الخواء الفكري والإفلاس الأخلاقي
ولا يوجد في قاموسها الرخيص إلا الشتائم .. وهم قد تعفنوا في وحل الخيانة والفساد وافتقدوا الرجولة وأدمنوا الغدر والوشايات كجواري السلطان!!
وهنا حكمة انجليزية تقول : " الثعلب ماكر ومن شدة مكره مكر على نفسه فتوهم انه أسد "
ولكن يبقى الثعلب نذلا جبانا يخاف من زئير الأسد ولا يجرؤ على الاقتراب من عرينه ، ودهاء الثعلب ما هو إلا غدر واستغابه وانعدام للرجولة ، فأقول للثعالب بهيئة البشر : كونوا رجالا وواجهوا الرجال علنا وضعوا عيونكم بعيونهم إذا كنتم تمتلكون ذرة رجولة ، كونوا جريئين ولا تطعنوا بالظهر غدرا ، كونوا واثقين ولا تستغيبوا ولا تفتعلوا الفتن خفية بين الناس ، كونوا شامخين ولا تخشوا الشمس فتكونوا خفافيش ليل !!
هؤلاء الصغار هم مع الأسف الشديد من أبناء الجنوب الذين أرادوا إجهاض أحلامنا ومستقبل أجيالنا و تنفيذ مشروعهم الجديد وائتلافهم الرخيص ومحاولة إعادة شعب الجنوب إلى حظيرة صنعاء وإعلانه في القاهرة ولكن جهودهم فشلت ومنعت خدمة لأسيادهم وجاء إعلانهم لضرب المجلس الانتقالي الجنوبي...الذي مهما اختلفنا حول أداءه إلا أنه حاليا الحامل الوحيد للقضية الجنوبية ...أما هؤلاء الذين اجتمعوا في القاهرة فقد باعوا الجنوب منذ زمن وتخلوا عن أهله ..وهم أشبه بالقطط السمان التي تربت على فتات أسيادها ..!!
ونحن ندرك أن هؤلاء نسوا أن من سبقهم من الجبارين في السلطة قد سقطوا وانتهوا وانكشف زيفهم وكذبهم على شعوبهم وأصبحوا في غياهب النسيان ودياجير الظلام
لن أطيل الكلام ، وأقول ستبقى الأسود هي الملوك وسيبقى صوت زئيرها يرعب الثعالب وسيبقى عرين الأسد رمزا للقوه والشجاعة والرجولة ، ولا يهمني من يتكلم عني ويستغيبني من ورائي ، ولن يهمني من يبعث لي رسائل من أرقام مجهولة ، لن يهمني من يلجأ للغدر والخيانة ، لن يهمني الأقزام والساقطين والمتخفين بعتمة الليل وستار الجبناء ، لن يهمني المتطاولين على شخصي بغيابي فهم فئران وأرانب بوجودي ، وان مت غدرا فسأموت شامخا كأسطورة!!
أو كما قال المتنبي :
يرى الجبناء أن الجبنَ حزمٌ
وتلك خديعةُ الطَّبع اللئيمِ
وقال آخر:
يَفِرّ جبانُ القوم عن عرسِ نفسِه
ويحمي شجاعُ القومِ من لا يناسبه
وقال غيره يصف الجبناء:
وضاقت الأرض حتى إن هاربهم
إذا رأى غير شيء ظنّه رجلا