عبد الرحمن الخضر يكتب :

"عاصفة الحزم" بين عام وأربعة

كان لابد من انطلاق عاصفة الحزم وذلك لما وصلت إليه الأوضاع السياسة والعسكرية في اليمن وذلك

بعد ان تم الانقلاب على السلطة الشرعية في اليمن ممثلة بالرئيس "عبدربه منصور هادي" كما تم الانقلاب على مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية ... ولم يعد الأمر كذلك

لكن تعداه بكثير حين تم كشف التدخل الإيراني في اليمن من قبل سلطة الرئيس هادي ومن قبل سلطات دول المنطقة وأهمها " المملكة العربية السعودية "

التي رأت انه لمن الضروري التدخل عسكريا وإلا فأن الأمر سيتعدى الانقلاب على السلطة الشرعية في اليمن! وأصبح من الواضح ان هناك مؤامرة تحاك ضد المنطقة بشكل عام

تتبناها قوى نفوذ دولية وإقليمية للزج بدول المنطقة في أتون صراعات طائفية مذهبية تتخذ من (طهران) مقرا لها بالتأكيد أصبح مكشوف ومعروف لدى دول المنطقة

فكان القرار ببدء عاصفة الحزم خيار استراتيجي لابد من العمل به!

واليوم اعتقد ان عاصفة الحزم حققت أكثر أهدافها ان لم تكن جميعها!  حققت عاصفة الحزم تحييد التدخل الايراني الذي كان سوف يجلب تدخلات أخرى ربما أقوى وأكثر في السيطرة والهيمنة وجعل إيران

وحلفائها يعملون كيفما يريدون ويخططون ويصدرون ثوراتهم وأفكارهم المدعومة من قبل بعض قوى النفوذ الدولية! هذا الانجاز الأكبر بالنسبة لدول المنطقة...ا

الإنجاز الثاني يتمثل في تدمير ترسانة الأسلحة التي ظل الرئيس اليمني السابق صالح يجمعها ويحشدها لغرض بالتأكيد سيئ بنوايا خبيثة تجاه دول الجوار! نوايا لا تقل في خطورتها كالتي مارسها ضد شعب ودولة الجنوب! الجنوب

التي بسببها وبسبب إطماع نظام صنعاء في ان يظل ينهب ثرواتها وخيراتها الكبيرة

كانت السبب الرئيسي لتنكر نظام صالح للمملكة ودول المنطقة! كما كانت ايضا ضمن إستراتيجية بعض دوى النفوذ الدولية والإقليمية التي كانوا يروا من خلالها وموقعها الجغرافي الهام وما تحويه من الثروات لكفيل بإن يجعلهم أسياد المنطقة الذين كانت تراهن عليهم قوى النفوذ الدولية

من أنهم الأجدر بتبني سياسية صراع جديد شعاره صراع (سني شيعي)

الإنجاز الثالث لعاصفة الحزم ودول التحالف

هو من حققته سياسيا وبدأت بوادره تلوح في الأفق ألا وهو نجاحها في شق الصف بين قوات صالح والحوثيين! وما خطاب صالح بالأمس ودعوته للتظاهر إلا أكبر دليل من ان دول التحالف نجحت سياسيا

بإن يظهر صالح في خطاب سياسي بالتأكيد اعتبروه الحوثيين موجها إليهم وضدهم قبل الآخرين!

لا شك ان هذه نجاحات كبيرة تحققت يقابلها ربما شيء لا تحبذه دول التحالف

ألا وهو انه قد بدأ اليوم يتبين ان تلك القوى الدولية التي تتبنى الحركة الحوثية لن تتخلى عنها وتمارس ضغوط كبيرة من أجل ان تظل تلك الحركة جزء من الحل السياسي أي بمعنى ان لا نهاية لها!

لأنها تمثل سياسات لقوى نفوذ دولية

ترى ان من الضروري بقاء مثل تلك الحركة المدعومة! ولا بأس ان ينتهي الرئيس اليمني السابق الذي تعاملوا معه جميعا وفقا للمصالح وليس لأهداف إستراتيجية بعيدة المدى!  نعم لقد حققت عاصفة الحزم كثيرا من أهدافها!  لكنها لازالت أمامها عوائق وعقبات كبرى وأهمها

بقاء الحركة الحوثية

لكن اعتقد ان هناك إستراتيجية ضامنة أمن واستقرار دول المنطقة كيفما كانت مخرجات عاصفة الحزم او مهما تكن من أهداف مهمة قامت من اجلها وعجزت ان تحققها!  انه الجنوب

ومثلما قلنا فهو الموقع الاستراتيجي الهام والبلد الغني بالثروات والوطن والشعب الذي عانى الأمرين من نظام صنعاء واحتلاله للجنوب

وتنكره لكل الاتفاقيات الوحدوية وغيرها بين الجنوب والشمال! إضافة الى ذلك انه البلد الذي لا يوجد فيه حاضنة مذهبية لمثل تلك التي يريدونها ان تُصدر الى دول المنطقة!

وهذا أعتقد انه من الواجب والمسؤولية التي تقع على عاتق دول التحالف ألا وهو إخراج شعب الجنوب مما هو فيه والوقوف الى جانب الشعب الجنوبي الذي قاد اول ثورة حقيقية في الوطن العربي وخرج بالملايين يطالب الأشقاء والأصدقاء بالوقوف الى جانبه

في استعادة دولته الجنوب وعاصمتها عدن!

نعم اعتقد ان النجاح العسكري والاستراتيجي للمدى البعيد لدول التحالف هو (الجنوب) فاستقلاله خيرا لكم وأمن للمنطقة وبقائه رهن الاحتلال بالتأكيد سيساعد كثيرا على زعزعة امن واستقرار المنطقة والعالم!

فالجنوب الثروات التي أغوت قوى النفوذ في صنعاء حتى تنكرت لكم وتآمرت على شعبه اولا واليوم عليكم!

اللهم انني بلغت فأشهد