عبدالمجيد محمد يكتب لـ(اليوم الثامن):
السيل المدمر ناجم عن الحكومة المعادية للشعب الإيراني
في اليوم الخامس من بدء العام الإيراني الجديد الذي بدأ منذ ٢١ مارس تعرضت ٢٧ منطقة من أكثر ٣٣ محافظة إيرانية لسيول مدمرة وتعرضت العديد من العوائل الإيرانية المكلومة لكوارث وخسارات كبيرة.
الشعب الإيراني الذي تحمل طوال ٤٠ عاما لشتى أنواع الظلم والقهر والأذى والقمع والحروب التي أشعلها هذا النظام تعرض هذه المرة لخسارات وكوارث لا يمكن إصلاحها. وخسر العديد من الأهالي الذي تعرضوا للسيل أملاكهم وإمكاناتهم المحدودة التي كانت تشكل مأوى لهم وأراضيهم الزراعية ومحالهم وسياراتهم التي كانوا يعملون عليها لكسب عيشهم أو لتنقلهم وأضيفت آلام جديدة على آلامهم السابقة.
عندما يهطل المطر ويحدث #السيل أو تحدث كوارث طبيعية أخرى فهذا ليس أمرا غريبا و عجيبا أو غير متوقع، فالعديد من الدول في العالم تواجه مثل هذه المصائب والكوارث و الحوادث ولكن ما يحدث في إيران لا يمكن مقارنته بأي دولة أخرى.
السؤال هنا أنه لماذا؟ الجواب في أكثر أشكاله اختصارا هو عجز و عدم شعبية الهيئة الحاكمة في إيران. رأس الفساد يبدأ من خامنئي نفسه وعائلته التي سرقت ونهبت مليارات الدولارات وأملاك وثروات الشعب الإيراني.
ووفقا للإحصائيات الموجودة فإن ثروة عائلة خامنئي التي تدار من قبل ابنه مجتبى خامنئي تبلغ ٩٥ مليار دولار. قوات الحرس تعتبر امبراطورية مالية تتمتع بدعم خامنئي وتمتلك مئات مليارات الدولارات ولها دور وحصة في جميع مشاريع ايران بحيث يظهر دور وأثر قوات الحرس في أي موضوع.
الصناعات العسكرية، الصناعات الثقيلة والفولاذ، شركات النقل الضخمة، شركات إنشاء الأبنية والمدن الكبيرة، شركات شق الطرق الضخمة، العديد من الشركات الزراعية الضخمة، العديد من شركات الاستيراد والتصدير الضخمة والسيطرة على المعابر الجوية والأرضية والمائية وسكك الحديد.
جميع المشاريع التي نفذت من قبل قوات الحرس هي بدعم وحماية خامنئي من أجل جمع الثروات والسرقة من قبل هذا الجهاز ليتم إنفاقها على تدخلات النظام في المنطقة وخاصة من أجل إنفاقها على دعم الإرهاب الذي تمارسه تيارات مثل حزب الشيطان.
وكلما زاد عدد المشاريع التي نفذتها قوات الحرس أكثر كلما تضرر الشعب الإيراني المحروم أكثر. وكمثال على ذلك يمكن ذكر الطرق التي تم شقها وتنفيذ مشاريعها في إيران من قبل القسم الهندسي لقوات الحرس فقد تم تنفيذها خارج المواصفات المعايير الهندسية المطلوبة.
وخلال تدفق السيول في مدينة شيراز وخاصة عند بوابة الدخول للمدينة المعروف بـ «دروازه قرآن» فقد تم إثبات الموضوع أعلاه بشكل واضح.
لأن الاتوستراد الذي يدخل لمدينة شيراز قد تم بنائه من قبل قوات الحرس في مجرى سيل كان يستخدم لجمع وتوجيه مياه الأمطار الموسمية الشديدة في هذه المنطقة وقوات الحرس من أجل زيادة سرقاتها وتقليل التكاليف قامت باستخدام مجرى السيل الذي يحتاج لعمل هندسي وأعمال تسوية أقل وحولته لاتوستراد وفي النتيجة غرق كل الاتوستراد بسبب الأمطار الشديدة وحدوث السيل وتحطمت جميع السيارات التي كانت تسير على هذا الاتوستراد واصطدمت ببعضها أثناء حدوث السيل.
وتقول تقارير وسائل الإعلام، إن «صمد رجاء» رئيس بلدية شيراز خلال أعوام 2003-2005 قد حوّل أهم مسار #السيول في شيراز إلى الشارع العام بملئه بنفايات البناء وصب الإسفلت، واليوم وقعت هذه «الكارثة البشرية.. هذا هو نتاج ٤٠ عاما من خيانة وجرائم وسرقة ونهب وفساد الهيئة الحاكمة.
والنفطة اللافتة هنا هي أنه على الرغم من الوضع الكارثي والاستثنائي والفوضى والخسائر الهائلة التي منيت بها المناطق التي ضربها السيل نجد أن النظام الحاكم يسعى لخلق مناخ أمني وقمعي في المجتمع الإيراني بدلا من تقديم المساعدة لهذا الشعب المنكوب والعمل على معالجة آلامه ومصائبه ومعاناته.
قوات الحرس وبقية الأجهزة القمعية مثل قوات الشرطة سعت بدلا من القيام بأعمال الإنقاذ والمساعدة إلى منع الحركات الاحتجاجية الشعبية.
ولهذا السبب تجنب النظام عرض الأرقام والإحصائيات الحقيقية للضحايا وفرض تعتيما إعلاميا حول الموضوع في وسائل الإعلام.
الحرسي ايوب سليماني نائب قوات الشرطة قال: "إن تأمين الأمن يعتبر أهم قضية بالنسبة للمناطق المنكوبة بالسيل ويجب العمل بكل الإمكانات والوسائل على تسيير دوريات جوالة وثابتة من قوات الشرطة بالتعاون مع قوات البسيج والحرس ووضع نقاط تفتيش وتوقف في مختلف نقاط المدن المنكوبة بالسيل بهدف منع حدوث جرائم أضرار محتملة" في مدينة شيراز التاريخية التي تعرضت لخسائر ضخمة نتيجة السيل خلق النظام الإيراني مناخًا أمنيا شديدا.
وتفيد الأخبار القادمة من هناك بأن خامنئي أمر وزير المخابرات بالقدوم لهذه المدينة من أجل منع حدوث ثورات واحتجاجات شعبية ومن أجل خلق المزيد من جو ومناخ الرعب والخوف في أوساط الأهالي.
السيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية أعربت عن تعازيها للشعب المنكوب وطالبت عموم الشعب الإيراني وخاصة الشبان بالاحتجاج على نهج نظام الملالي وأسلوبه في التعامل مع السيول ليتم إجبار النظام على وضع جميع إمكانات الحرس وقوات البسيج تحت تصرف الشعب الإيراني حتى يتمكن الشعب من منع حدوث كوارث أكثر فظاعة في مختلف نقاط البلاد.