صالح فرج باجيده يكتب:
زمننا الاغبر الكالح الموغل في الكدر
ليس تشاؤما ولاتفاؤل ولكنه الواقع المعاش والمعاناة اليومية الآنية التي نتجرعها
في زمننا هذا الذي يتميز بالسؤ والرداءة في كل شئ
زمن السيئة والرديئة والنطيحة وما أكل السبع
نحن فقط دونا عن بقية الخلق والبشر
انطفاء وانقطاع الكهرباء لدينا أمر عادي ومبرر على اي صعيد حدث ذلك الانقطاع
انه زمن السوء!
فمامعنى ذلك؟
عرفت حضرموت ساحلا وواديا الكهرباء منذ ستينيات القرن الماضي
وحتى عندما كانت زمان لنا كهرباء باحبيشي في سيؤون وهو ذلك الزمن الذي لم يعرف الانسان فيه البرمجة الالكترونية ولا اجهزة الكمبيوتر ولا الحاسب الآلي.. كانت الكهرباء في ذلك الوقت سابرة ومستمرة على مدى ال24ساعة دون انقطاع
كما ان الوعود بإستحداث مائة ميجا لكهرباء الساحل وزيادة توربينات لكهرباء الوادي لتصبح ايضا مائة ميجا، تبخرت في الهواء ولم نرى غير كهرباء لعدن وفّرتها بترومسيلة التي تحظى ادارتها بالثقة العالية من قبل السلطات العليا بالجمهورية وهي حريصة جدا على استمرار هذه الثقة
بلدان العالم المتحضر تحتفل على مستوى الدول بعدم انطفاء الكهرباء حتى عن عمود أو سراج واحد طوال العام ونحن القاعدة الشاذة
لاننا بلينا بقوم لايتقنون غير الكلام والقيل والقال وسياسة الانبطاح والانقياد للآخرين .
بترومسيلة وادارتها الحضرمية جدا تفشل في جلب مولدات كهربائية غازية تعمل على مدار الساعة وعندما احضرت المولدات لم توفر لها كمية الغاز الكافية للتشغيل دون انقطاع
كما ان الغاز المصاحب لانتاج النفط يحرق منذ سنين طوال؛ ويُهدر دون استفادة منه بل يتسبب لحضرموت واهلها بالأمراض والعاهات والتلوث البيئي؛ والحضارم يذوقون الأمرّين من انقطاعه وعدم توفره وصعوبة الحصول على دبة غاز.. لانريد تسليكه للبيوت مثل بقية خلق الله في بلدان العالم المتحضر، بل نريد فقط الحصول على الدبة بيسر وسهولة.
وبترومسيلة بإدارتها الحضرمية جدا تحرقه في الجو منذ عشرات السنين دون ان يستفيد منه الحضارم ولو بإيجاد وحدة تسييل تغطي فقط احتياج حضرموت منه وتمنع عن اهلها التلوث والامراض المستعصية المنتشرة اليوم بكثرة كالسرطانات والفشل الكلوي وغيره التي لم نعرفها ولم تنتشر إلا في زمننا الحالي المعاش اليوم.. كما اننا لانطالب به مجانا مطلقا فقط نريد ايجاده وستحقق الشركة ارباحا طائلة من ذلك ولكنها الادارة الحضرمية جدا تستكثره على أهلها وناسها وترضى لهم بالتلوث والمرض جراء حرقه في الهواء وفي حالات اخرى حقن الماء المصاحب لإنتاج النفط من آبار أخرى لايوجد بها غاز واعادته إلى الأرض مرة أخرى مسببا تلوث من نوع آخر في طبقات المياه الجوفية
حتى النفط الذي يصدّرللخارج ويستفيد منه غير اهل حضرموت؛ وحضرموت تختنق من انعدامه وعدم الحصول عليه وترتفع اسعاره بحجة ارتفاع الاسعار العالمية برغم انه على ارضنا ومن حولنا وعلى بعد امتار بسيطة من بعض المنازل
إلى متى ستستمر المعاناة ياقوم؟!