محمد عبدالوهاب التوي يكتب:
حضرموت في الإعلام الجديد
قد دشن دخول حضرموت بوابة "الإعلام الجديد" هذه الألفية الثالثة بدء مرحلة جديدة من تاريخ الصحافة في حضرموت تمثلت في الإنفتاح المعلوماتي الفضائي الحر الذي تجاوز الحدود والقيود لنشهد بذلك تدشين مواقع وصفحات ومنتديات إلكترونية على شبكة الإنترنت ومجموعات شبابية على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي كالفيس بوك والتويتر وغيرها من هذه وسائل الإعلام الجديد لتقدم حضرموت لجمهورها في الداخل والخارج صورة متكاملة عن هوية هذه البلدة الطيبة وإبراز ثقافتها وتراثها وعاداتها وتقاليدها وإنجازاتها العلمية والمعرفية.
ولم يكن دخول حضرموت إلى بوابة "الإعلام الجديد" في هذه الألفية الثالثة من القرن الحادي والعشرين بغريب على أحد فقد سطر أبناء حضرموت تاريخهم الإعلامي والصحفي منذ ماقبل العقد الثاني من القرن العشرين فقد عرف أبناء حضرموت "الصحافة" مؤسسين للصحف ومديرين ورؤساء تحرير, وقد بدأت أولى محاولاتهم لإصدار مطبوعة صحفية عام 1911م في منطقة المسيلة لصاحبها (السيد محمد عقيل بن يحيى) أما في النصف الماضي من القرن العشرين عام 1945م فقد تمحضت حضرموت في ساحلها وواديها حركة صحافية كبيرة بعثت بارق الأمل والخير ليتوالى إصدار الصحف المخطوطة والمطبوعة.
وفي ظل ذلك الإنفتاح الإعلامي الذي شهدته حضرموت على بوابة "الإعلام الجديد" شهدت حضرموت حضورا إعلاميا ملموسا أصبح له صدى إعلامي في الداخل والخارج يأتي هذا الحضور الإعلاميا لافتا للنظر إرتسم جليا على بوابة "الإعلام الجديد" أوجد خطاب إعلامي معين ذو إستراتيجية إعلامية معينة ترسمه مؤسسات سياسية ودينية وإجتماعية في حضرموت لها أجندة خاصة تهدف للوصول لتحقيقها , فيحمل هذا الخطاب الإعلامي كل توجيهات ورؤى وطموحات من قبل العديد من المهتمين بالشأن الحضرمي الموجودين في حضرموت فقد برز في العديد من الكتابات والمقالات والحوارات وتبادل الآراء بتباينها فقد وجدت هذه المؤسسات والشخصيات والنخب الحضرمية في عالم "الإعلام الجديد" متنفس حر أوصلت به صوت حضرموت الى مختلف البلدان والمهاجر في حين لم تجد هذا التنفس والإنفتاح الحر في "الإعلام التقليدي" كالصحافة والإذاعة والتلفزيون والذي طغى عليها الطابع الرسمي الحكومي الموجه.
تقع هناك على عاتق الأشخاص القائمين بالإتصال ومهندسي لغة الخطاب الإعلامي في حضرموت مسؤولية كبيرة أمام الله سبحانه وتعالى ومما تفرضه عليهم واجب المهنية الإعلامية الصادقة أن يتقوا الله سبحانه وتعالى في حضرموت وأهلها وهذه البلدة المباركة التي اوصلت رسالة الإسلام بالحكمه والموعظة الحسنة الى كل أرجاء المعمورة, فعليهم واجب وضع حضرموت فوق كل إعتبار وفوق كل الأجندات والمصالح الخارجية سواء الأجندات الحزبية او الطائفية او غيرها من الأجندات التي تلوح علينا في الأفق وأن حضرموت فوق الجميع وليست مطية توجهها الأهواء والأجندات والمصالح الشخصية بمختلف أهدافها فآن الأوان لحضرموت وأبنائها أن تعيش بفخر وكرامة وعزة بأمان وسلام.
كما لا ننسى ان للإعلام الجديد إيجابيات في إيصال المعلومات والمعرفة الى طالبها في أسرع وقت وأقل جهد وعلينا أيضا ان نتذكر سلبيات "الإعلام الجديد" الذي قد يدس السم في العسل عبر بوق التحريش وبث سموم الكراهية والصراع والتي قد تجلب لحضرموت في قادم أيامها ما لا نحمد عقباه سواء ببث الفرقة بين أبنائها عبر المنابر الإعلامية أو تاجيج الصراع والنزاع لا سمح الله فحضرموت ليست مسرحا للنزاعات والصراعات والتحريش بين أبنائها والفتنة خامدة لعن الله من أيقظها..
حفظ الله حضرموت وأهلها وناسها وأبنائها من كل شر ومكروه..