محمد عبدالوهاب التوي يكتب:
إعلام اليوم بين بث شائعات الحرب وخذلان الشعوب العربية
من السخف أن تشتكي من المؤامرات الخارجية إذا كان بداخلك ألف مرض وعلة، فالتهريج الإعلامي لا يحيل الفشل إنجازا، ولا يجعل الصغار كبارا.
فمواطن هذه الأيام في (عصر مواقع التواصل) مسيّس وأكثر قدرة على التمييز، والتلاعب بعقله أمر صعب، والعبث بضميره أصعب بكثير
حيث كثرت في فترة من الفترات موجة السخرية والاستشفاء من معاناة الخصوم والمعتقلين من قبل بعض مما يسمون "خفافيش المثقفين" فهذه ظاهرة خطيرة يسميها أحد الفلاسفة ظاهرة "المثقف الوطواط"
لاتعرف من أي كهف جاؤوا، ولاكيف يتكاثرون، فهم يحومون بوسائل التواصل، وفوق رؤوسنا حتى يكادوا يحجبوا نور المعرفة فلا يمكن مطلقاً التعرف على الرأي العام في أي بلد من خلال مواقع التواصل، لأن للحكومات جيوشها الالكترونية وذبابها الذي يغرده حسبما تريد الحكومات، بينما صوت الشعب الحقيقي قد يكون غائباً تماماً.
لاحظوا مثلاً ان غالبية الشعب العربي الحقيقي خرجت من تويتر ليحل محلها أبواق النظام وحثالاته.
إن اليوم معركتنا إعلامية بامتياز مع المتمردين والطغاة اذا لم نصنع إعلام يواكب العصر وإعلام حر ومنافذ إعلامية لنحارب اعدائنا بكل ثقة وعزيمة وبقينا على إعلام اليوم فأقروؤا على الدنيا السلام .
فبذلك أمتنا الاسلامية الحرة ومقاومتنا الشعبية محتاجة بأمس الحاجة لإعلام قوي وصحافة مرموقة وإعلاميين حقيقة لا منافقين ولا مطبلين للعملاء والخونة مع بناء مؤسسات إعلامية حرة لا يهيمن عليها أي جهة كانت وخير دليل إذا لم نصنع إعلام يليق بقضيتنا المصيرية فيما أعدائنا وظفوا كل وسيلة إعلامية لصالحهم فمن الاحرى ان نصنع إعلام مستقل وحر في آن واحد لكي ننتصر في الميدان.
اليوم الغرب يتحكمون بالإعلام وبجميع القنوات عبر ضغطة زر يملكون السلطة الرابعة فيبثون الشائعات والحرب النفسية بين أفراد العرب ويخذلوا الشعوب الحرة عبر قنواتهم العميلة والقائمة تطول لان الإعلام العالمي تستحوذ عليه محور الشر الصليبي عالميا .
كلمة حقيقية وقلم حر ولسان صادع خير من عشرات الخطب والكتب المنشورة وقناة فاعلة ومتطورة خير لك من عشرات القنوات الساكتة ومستشار إعلامي واحد خير لك من عشرات المستشارين الفاسدين الإعلام تحرك مصداقية موضوعية استمرار مواكبة الاحداث حتى الانتصار في معركتنا الإعلامية.
فالإعلام أصبح قويا ومن يملك إعلام قوي فلا يخاف لانه يظهر الحقائق ويفضح المتآمرين ويظهر الفاسدين ويبين الصفقات تحت الطاولة والغرف المغلقة