محمد عبدالوهاب التوي يكتب:
فيروس كورونا الذي أصاب الإعلام الرقمي الحديث
إن الإعلام في العصر الرقمي الحديث كأنه أصيب هو الآخر بفيروس كورونا المستجد حيث باتت تكثر فيه المفارقات وتجميع المناقصات في وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي، فأصبحت فيه الحقائق الأبيض أسوداً، والأسود أبيضاً وتمسي الحقائق أكاذيب والأكاذيب حقائق، وعليه فإن البيئة الإعلامية التنافسية تساعد على تسريب بعض المعلومات التي تضر بالمفهوم المهني للإعلام الذي يوجب التقصي والتحقيق، فبذلك هو الدرس الأول لأبجديات الإعلام، ولاسيما إن الشبكات الإجتماعية ومواقع التواصل أصبحت تعمل بشكل المتوالية الهندسية الإفتراضية لتلفيق الأحداث، حيث بدأت فيها قواعد الحكمة تخفي أسس المنطق والعقلانية تزول لتبقى غالباً القوة الزائفة هي المتحكمة والمتربعة على عرش التفكير الإنساني وخصوصاً في وقت الأزمات، فأنظروا لوسائل الإعلام الجديد كيف تفند لنا اليوم أزمة فيروس كورونا كأنها تفند لنا الموت المفاجئ وتبشرنا بالقادم الأسواء بمنشورات ملتهبة تقتل في المجتمعات الأمل وتثير بينهم الذعر وتغذي أجواء الحياة المتوترة بالمصائب واليأس المتزايد بالتأزيم والرعب،
أي أنه لم تكتف وسائل الإعلام بتنفيذ الذعر والتهويل والتضخيم وبث الشائعات ، وإنما قدمت لنا القيم الهشة والأخلاق الواهية التي تعاني في الأساس من سادية العولمة وتفحلها في المجتمعات مستغلة الآثار الجانبية للصراعات السياسية والمنافسات التجارية والعصبيات العرقية والخرافات والأساطير في تناولها جائحة كورونا المتفشية عالمياً،
فأصبح اليوم فيروس( كورونا ميديا ) بدأ يقتل الأمل في الناس ويشعل فيهم و بينهم أعراض اليأس والإحباط والرعب أكثر من أعراض الفيروس المرضي نفسه، بل أصبح يتفنن في التهويل والتضخيم وصناعة الإثارة واللعب على العواطف والأحاسيس في زمن زادت فيه الفيروسات المرضية والسياسية والإعلامية، فما عدنا نعرف أي فيروس نكافحه فيروس كورونا كوفيد19، أو فيروس كورونا ميديا المختص بوسائل الإعلام التهويلية وهو الأخطر فتكاً بالمجتمعات، أخير أختتم مقالي برسالة سامية لكافة الإعلاميين بأن لا تنتقون الصور والحقائق الدالة على رعب المشهد الإنساني، بل ينبغي عليكم أن تضيفوا صوراً لجموع المرضى حينما يتم شفاءهم من الأوبئة الفتاكة وتنقلون تجاربكم مع الناس حتى تطمئن سريرتهم، وإلا كيف ستقع أعيننا عليكم أمام شاشات التلفاز وكيف ستنصت مسامعنا إليكم عبر المذياع وكيف ستلتقط أبصارنا ماجرته أقلامكم على صفحات الجرائد حينما تظهر أوبئة أخطر او حينما تقوم حروب بيولوجية أو كيميائية أو نووية يمكن ان تقودها دول متغطرسة، أوقادة مهوسون بالموت يتلذذون بقتل الأبرياء
#الإعلام _ إنسانية _ قبل أن يكون مهنة.
#لا لبث الشائعات وإقلاق سكينة المجتمعات.