حربٌ خفيه!

لم تنته الحرب في عدن والجنوب كافة ، وإن كانت قد انتهت تقليدياً بدحر العدو ، لكنها ابتدأت بمجرد اندحاره وطرده بتكتيكٍ واستراتيجية أخرى أعد العدو وخطط لها مسبقاً ، ففي عدن اليوم خاصة وبقية المحافظات الجنوبية تدور رحى حرب ضروس لم تستثني شيئاً يشنها عدونا بلا هوادة ، حرب جنودها مخفيون وإن كانوا يعيشون في أوساطنا ويتحركون بطمأنينة ! لكنهم يشنون حرباً لعمري أنها أشد فتكاً وخطراً ودماراً وتأثيراً من تلك الحرب المعلنة التي يتواجه فيها الطرفان ، فالعدو في هذه المعركة قد استبدل خططه بأخرى كان قد رتب ونظم وحشد لها من الجنود من ضعاف الأنفس ما حشد بأشراف وتمويل ، بحيث يستطيع فيها التحرك والتنقل والهجوم متى شاء وإينما شاء وكيفما شاء وضرب أهدافه دون أن يجد مواجهة أو خسائر .. من خلال قيامه بالإغتيالات والإختطاف والتفجير والنهب والتخريب ، إنها أيادٍ خفية أُعِدت لهدم وتدمير مقومات الحياة والبنية التحتية ، عبر تعطيل معظم الخدمات ، فهناك جنوداً خفية تتحرك متى طلب منها تخريب الكهرباء وأخرى للمياة ومثلها لشبكة المجاري والإتصالات ، وهناك من أنيطت لهم مهام أخرى في مجالات الصحة والتربية والتعليم والأمن والموانئ والمطار والمواصلات ، ناهيك عمن أوعز اليهم بالإحتكار ورفع السلع وغير ذلك ، إنها حرب أيها الأعزاء يراد منها خلق حالة من الإستياء والسخط الشعبي وبث الهلع في أوساط المواطنين ، وشق الصف ونفور المواطن وعدم رضائه بقيادته وإفشالها بعد خلق هذه المعوقات أمامها، ومحاولة إسقاطها ليتربع المشهد أخرون تم إعدادهم لتولي المهام .

وحيث والوضع كذلك فإنه يتوجب علينا إنطلاقاً من روح المسؤلية الملقاة على عاتقنا جميعنا بل ويتحتم علينا شعباً وقيادة توحيد الصف والرأي لمواجهة هذا العدو الخفي والعمل على إظهاره ومحاربته بلا شفقة والقضاء عليه ، ولن يكون ذلك إلا متى ما كنا يداً واحدة ورأياً وقلباً واحداً ، واضعين الوطن ومكتسباته ومصالح الشعب نصب أعيننا ، ومن أولوياتنا ، بحيث نكون جميعاً حراساً وعيوناً ساهرة لا تخشى في الحق لومة لائم وبذلك نستطيع كشف أولئك المخربون ضعفاء النفوس وعباد المال في كل مكان ونقدمهم للعدالة ليأخذوا جزاء فعلهم مهما كانوا ومن أي مكان كانوا بعيداً عن المناطقية والشللية والإنتماء السياسي والإجتماعي والمنصب ، فالوطن أرضاً وإنساناً أغلى من الشخصيات والمناصب هذا ما علينا فعله كي نستعيد حياتنا الهادئة التي حاولوا ويحاولون سلبها .