رامي الردفاني يكتب:

هادي .. والصراع الخفي في اروقة الشرعية !!

منذ مابعد عام 90م الذي شهد قيام الوحدة المشؤومة بدأ الصراع الجنوبي الشمالي يأخذ منحى آخر وخطير عنوانه (الوحدة او الموت ) ضد الجنوب وبدأ يسير رويداً رويداً حتى تكلل بإعلان الحرب المشؤومة في العام 1994م التي اجتاحت الجنوب وبعدها عمل المنتصر في هذه الحرب على قصقصة اجنحة الجنوب القوية لتستمر قوى الشمال في سلخ جسد الجنوب وإفراغة من الكوادر فضلاً عن تدمير البنية التحتية والتي ذهب بعضها الى جيوب من لايستحقها من عصابات ومشائخ الشمال الغوغائيين والمتوحشين الذين شفطوا خيرات الجنوب وكان من نتائج هذه الحرب هو ظهور الصراع بين اجنحة الشمال حتى وان كان في بادئ الأمر خفياً الا انه ظهر على السطح وبقوة لاسيما بعد ثورة الحراك الجنوبي التي دخل معها اليمن في صراع جديد جنوبي شمالي وشمالي شمالي على خلفية إشتداد وتيرة الحراك الجنوبي الذي أيقض مشاعر النظام العفاشي حينها وأحس بالخطورة وبدأ اركان حكمة يهتز. وتوغل الصراع في جسد النظام.

وعلى وقع إشتداد وتيرة الحراك جنوباً وتحديداً في العام 2011م إنفجرت الإحتجاجات الشعبية في المحافظات الشمالية فيما عرف بثورة الشباب التي سببت شرخاً كبيراً في نظام صالح وبدأ مع ذلك التناحر على السلطة تتسع فجوته شيئاً فشيئا ولولا تدخل المجتمع الإقليمي لسقط نظام صالح كرفيقةمعمر القذافي وفي خصم هذا الصراع بين الاجنحة داخل البيت الشمالي صعد نجم هادي الذي كان مغيباً على مدى عقود من الزمن وفتحت أمامه الأبواب على مصرعيها للوصول الى الرئاسة وتوج ذلك الصراع بتوقيع المبادرة الخليجية التي اطاحت بصالح وقبل الاطراف اليمنية بهادي على نكاية بصالح الذي لم يعجبه ذلك ولكنه تحت ضغوط الأشقاء والشارع قبل التازل لمن قال عنه أيدي أمينه رغم ان بعض الاطراف اليمنية لم يعجبها ذلك.

وبعد أيام من تسلم هادي لمقاليد الحكم استفحل الصراع في دائرة الشرعية و تكلل بسقوط صنعاء بيد الحوثيين بمساعدة صالح بغية التخلص من الرئيس هادي بصفته جنوبي وإزاحته عن المشهد السياسي بأي طريقة وعليه تم إعتقاله بصورة وحشية وهذا دليل على خبث الشماليين وحقدهم الدفين في تعاملهم مع الجنوبيين ظل حبيس الجدران حتى نجح في الهرب متخفياً بمساعدة بعض الدول فشكل خروجه من معتقله ضربه قاسية لكل القوى التي تراهن على سيطرة السلطة لتدخل بعدها اليمن في فصل جديد من الصراع الذي على عاتقة جاءت عاصفة الحزم التي ساهمت في بروز قوى جديدة على الساحة لها اجندتها الخاصة بها.

نعم نجح هادي في التحرر من قبضة الحوثيين بأعجوبة لم تتكرر في التاريخ لكنه وقع بين مخالب حزب الإصلاح الإرهابي صانع الإرهاب في الجنوب الذي بات المتحكم الأول في القرار السياسي وهو من زاد من وتيرة الصراع في أروقة الشرعية اليمنية المهزومة وعبث بها بغية تحقيق مآربة الحقيرة تاركاً معاناة الناس هذا الصراع أثر سلباً على سير المعركة ضد المليشيات الحوثية التي باتت على علاقة وثيقة معه وهو ماجعلهم يوجهون جحافلهم نحو الجنوب لإرباك المشهد فيه.

الصراع الذي تعيشه شرعية هادي في مجمله يهدف في كيفية السيطرة على الجنوب للاستمرار في نهب خيراته فهادي اليوم بات منزوع القرار وأصبح الجنرال الأحمر هو المتحكم وعصاباته لأنهم يعتبرون هادي وراء مايحدث في الجنوب وداعم لمبدأ فك الإرتباط وما ذهابهم الى الرياض والتوقيع على الإتفاق الا مجرد مضيعة للوقت ودليل ذلك هو تماطلهم وتأخرهم في تنفيذ بنود الأتفاق بصنع الذرائع التي لاتسمن ولاتغني من جوع وهذا يدل على أن حالة الإنقسام في الشرعية الى قوى متصارعة هي التي تقف حجر عثرة في تنفيد اتفاق الرياض.

كل الدلائل على الأرض توحي على ان حزب الإصلاح الإخونجي يمارس ضغوط كبيرة على هادي يقودها نائبه لإغراق الجنوب في الفوضى كي ينسنى لهم الإستمرار في الإستحواذ على ثروات الجنوب لإن اتفاق. الرياض سيقضي على أحلامهم فهادي اليوم بات واقع بين فكي صراع اجنحة الشرعية المتصارعة.

والله من وراء القصد.